نواقض التوحيد «أفعال تُفسد التوحيد بالله»

نواقض التوحيد , أفعال تُفسد التوحيد بالله

أثناء زيارتك للأماكن السياحية قد ترى بعض المقابر القديمة، وهذه المقابر لمن كانوا قبل دخول الإسلام، وكانوا يهتمون بالمقابر لاعتقادهم في الحياة الأخرى بعد الموت، وكانوا يعبدون الملوك ويُقدسوهم.

والتوحيد الخالص الذي يقبله الله ﷻ لا يكون إلا بالإخلاص له وحدة والبراءة من جميع ما يُشرك به.

هل كل من تلفظ بقول لا إله إلا الله يعتبر موحداً بالله؟

لا؛ فلا بد من أن يُضاف إليه الكفر بما يُعبد من دون الله، فقد قال ﷻ ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ | إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ | وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.

معنى فطرني: أي الذي خلقني وسواني.

وتدل هذه الآيات على أن إبراهيم -عليه السلام- قد تبرأ من جميع الآلهة التي تُعبد، ثم استثنى إلهاً واحداً فقط هو الله -جل وعلا-.

الآية هنا أوضحت حقيقة التوحيد، وهي:

  • البراءة من الآلهة الباطلة التي تعبد من دون الله ﷻ.
  • إثبات العبادة لله وحده.

أركان التوحيد

هذان الركنان هُما ركنا التوحيد:

  • الركن الأول: النفي: وجاء في قوله ﷻ ﴿إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ﴾، وهو معنى ﴿لا إله﴾.
  • الركن الثاني: الإثبات: وهو في قوله ﷻ ﴿إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي﴾، ومعناه ﴿إلا الله﴾.

دليل السنة

عن طارق بن أشيم -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال «من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبد من دون الله، حرُم ماله ودمه، وحسابه على الله ﷻ».

معنى الحديث: معنى حرم ماله ودمه: أي إنه يحكم بإسلامه في الظاهر وأما في الباطن فحسابه على الله -عز وجل-، وهذا دليل على وجوب البراءة من جميع الآلهة الباطلة.

أفعال تُفسد التوحيد بالله

  • قال ﷻ ﴿قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً | أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾.

تبين الآيات أن هؤلاء الذين يدعون المشركين من دون الله ﷻ لا يملكون كشف الضر أو تحويله عنهم، مما يدل على ضعفهم وعجزهم وعدم صلاحيتهم للتوجه إليهم بالدعاء من دون الله ﷻ.

كما أن ما يعبدون من دون الله ﴿كالصالحين والأنبياء والملائكة﴾ هم أنفسهم يتقربون إلى الله ﷻ بالأعمال الصالحة ويطلبون رحمته ويخافون عذابه فكان الواجب عليهم أن يفعلوا مثل ما فعلوا فيتقربوا لله وحده لا شريك له.

  • الدعاء لغير الله والاستغاثة به يُناقض التوحيد ويوقع في الشرك.
  • وكذلك من اتخذ لله نِداً وأحبه كمحبته لله ﷻ فقد وقع في الشرك الأكبر، قال ﷻ ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾.

تدل هذه الآية على أن الحب الكامل لله ﷻ فقط، فإنها تدل على أن كمال الحب المُقتضي الذل والخضوع يجب أن يكون لله ﷻ، ولا يجوز لمؤمن أن يُحب أحداً كمحبته لله ﷻ، ولهذا وصف الله ﷻ عباده المؤمنين بزيادة محبته على غيره، فقال ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ﴾، وهذا النوع من الشرك يُسمى “شرك المحبة”.

كأن يقول رجلاً لابنه: لا بد أن تحب والديك كحبك لله، وهذا أحد نواقض التوحيد.

  • طاعة غير الله في تحليل الحرام أو تحريم الحلال فالتشريع حق لله ﷻ فقط.

فهذا يعني اتخاذ غير الله إلهاً، وهذا شركٌ أكبر، ويسمى “شرك الطاعة”، فعن عُدي بن حاتم -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي ﷺ يقرأ ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.

فقلت: إنّا لسنا نعبدهم، فقال «أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟»، قال: قلت: بلى فقال «فتلك عبادتهم».

الخلاصة + المقترحات

لقد تعلمنا بعض المعتقدات الفاسدة التي تُضاد التوحيد:

  • عدم البراءة من كل ما يعبد من دون الله.
  • دعاء غير الله ﷻ.
  • محبة غير الله كمحبة الله.
  • طاعة غير الله في تحليل الحرام أو تحريم الحلال.

وهنا المقترحات يا صديقي:

ما رأيك؟ كان شيئًا عظيمًا؛ أليس كذلك؟ حسنًا، تابعني للمزيد من هذا يا رفيق الدَّرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top