لبيد بن ربيعة: حياته وشعره وأهم أعماله

لبيد بن ربيعة

من هو لبيد بن ربيعة

لبيد بن ربيعة؛ هو لبيد بن مالك بن جعفر بن كلاب من هوازن قيس، عُرف أبوه بالسماحة والكرامة حتى لقبوه بربيعة.

عاش لبيد يتيماً حيث توفي أبوه في سن مبكرة، فكفله عمامه، وعاش بينهم في سيادة ورفعة، نشا شاعراً مفاخراً بقبيلته، صادقا في قوله.

تميز شعر لبيد بمجموعة من الأغراض منها؛ الوصف، الحكمة، الحث على مكارم الأخلاق، كما تميز شعره برثاء أخيه أربد بن قيس:

يا مَيَّ قومي في المَآتِمِ وَاِندُبي
فَتىً كانَ مِمَّن يَبتَني المَجدَ أَروَعا

وَقَولي أَلا لا يُبعِدِ اللَهُ أَربَدا
وَهَدّي بِهِ صَدعَ الفُؤادِ المُفَجَّعا

مكانة لبيد بين الشعراء

يعد لبيد بن ربيعة من كبار شعراء الجاهلية الذين اشتهروا بالفروسية والقوة، كما اشتهر بينهم بطول العمر، فقد توفي عن سن المئة والأربعين. قال عنه ابن سلام؛ بأنه يشبه في شعره النابغة الذبياني، وإجمالاً لا يمكن إنكار مكانة لبيد بين أقرانه من شعراء عصر ما قبل الإسلام، فمكانته محفوظة حتى قيل أنه أقل الشعراء لغواً في شعره، وحكمه في شعره كثيرة.

كما عُرف عن لبيد أنه كان فارساً مغواراً من فرسان هوازن، وقد جعله الحارث الغساني أميراً على إحدى غزواته.

دخل لبيد الإسلام ضمن المؤلفة قلوبهم، وهناك من شكك في إسلامه، ويقال إنه لم يقل إلا بيت شعر واحد خلال فترة اسلامه:

إِنَّ تَقوى رَبِّنا خَيرُ نَفَل
وَبِإِذنِ اللَهِ رَيثي وَعَجَل

أَحمَدُ اللَهَ فَلا نِدَّ لَهُ
بِيَدَيهِ الخَيرُ ما شاءَ فَعَل

وعن عائشة أم المؤمنين أنها كانت تُنشد بيت لبيب هذا:

ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم
وَبَقيتُ في خَلفٍ كَجِلدِ الأَجرَبِ

وتقول رحم الله لبيداً فكيف لو أدرك من نحن بين ظهرانيهم. وكان لبيد بن ربيعة جواداً وكريماً وحسن الأخلاق، ويقال إنه كان يذهب بالطعام كل يوم إلى مسجد قومه صباحاً ومساءً. كما كان لبيد من كبار الشعراء في العصر الجاهلي، وكان غزير الكتابة فصيح اللسان.

قد تود أيضًا القراءة عن شعراء المعلقات الآخرين؛ وهنا لك: النابغة الذبيانيالأعشى ميمونالحارث بن حلزةعنترة بن شداد؛ وبالبحث في الموقع ستجِد المزيد.

أهم أعمال الشاعر لبيد بن ربيعة

عُرف بمعلقة لبيد بن ربيعة، وتحتوي هذه المعلقة على ثمانية وثمانين بيتاً شعرياً في مواضيع مختلفة كالكرم، والغزل، والبطولات، والعزة بالنفس، والمفاخرة بالقوم والقبيلة.

ومن هذه المعلقة:

عَفَتِ الدِيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها
بِمَنىً تَأَبَّدَ غَولُها فَرِجامُها

فَمَدافِعُ الرَيّانِ عُرِّيَ رَسمُها
خَلَقاً كَما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها

دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعدَ عَهدِ أَنيسِها
حِجَجٌ خَلَونَ حَلالُها وَحَرامُها

ومعنى عفت الديار محلها فمقامها:

أي أن الشاعر يقصد أن آثار سكن القوم زالت في مكان اسمه منى، فصارت أرض منى وسهولها خالية موحشة، لكنه لا يقصد منى التي في الحرم، بل بلاداً في نجد، ولكن يطول شرح المعنى على رغم قصر البيت، وهذا لأن شاعرنا بليغٌ ينتقي من العبارات أشملها وصفاً.

كما أن للبيد بن ربيعة ديواناً شعرياً آخر، وقد بلغ عدد قصائده التي ذكرت له 121 قصيدة أهمها؛

يا دارَ سَلمى خَلاءً لا أُكَلِّفُها
إِلّا المَرانَةَ حَتّى تَعرِفَ الدينا

كَأَنّي وَقَد خَلَّفتُ تِسعينَ حِجَّةً
خَلَعتُ بِها عَن مَنكِبَيَّ رِدائِيا

وفاة لبيد بن ربيعة

كان لبيد بن ربيعة من المعمرين حيث توفي وهو في السن 140، وروي عن رسول الله ﷺ قال أصدق كلمة قالها شاعرٌ كلمة لبيد:

على أَلا كُلُّ شَيءٍ ما خَلا اللَهَ باطِلُ
وَكُلُّ نَعيمٍ لا مَحالَةَ زائِلُ

روي أنه لما أدركه الموت قال لبنتيه منشداً:

تَمَنّى اِبنَتايَ أَن يَعيشَ أَبوهُما
وَهَل أَنا إِلّا مِن رَبيعَةَ أَو مُضَر

فَقوما فَقولا بِالَّذي قَد عَلِمتُما
وَلا تَخمِشا وَجهاً وَلا تَحلِقا شَعَر

وَقولا هُوَ المَرءُ الَّذي لا خَليلَهُ
أَضاعَ وَلا خانَ الصَديقَ وَلا غَدَر

إِلى الحَولِ ثُمَّ اِسمُ السَلامِ عَلَيكُما
وَمَن يَبكِ حَولاً كامِلاً فَقَدِ اِعتَذَر

أضف تعليق

error: