شاعر المعلقات زهير بن أبي سلمى

تمت الكتابة بواسطة:

زُهير بن أبي سلمى

من هو زهير بن أبي سلمى؟

زهير بن أبي سلمى (Zuhayr bin Abi Sulma) هو أحد شعراء المعلقات، كما أنه أحد الثلاثة المُقدّمين على سائر الشعراء، والآخران هما:

وكما امتاز امرؤ القيس باستنباط الأفكار والأساليب، وتلطيف المعاني؛ فقد امتاز زُهير بما في نظمه من الحكمة البالغة، وكثرة الأمثال مع القدرة على المدح، وكان لا يمدحُ أحداً إلا بما فيه حقاً، وقد قال عمر بن الخطاب لابن عباس رضي الله عنهما؛ هل تروي لشاعر الشعراء؛ قال ومن هو، قال الذي يقول:

ولو أن حمداً يخلّد الناس خلّدوا
ولكن حَمد ناشئ ليس بمُخلدِ

فقال ابن عباس ذاك زُهير، فرد عمر فذاك شاعر الشعراء.

صفات زهير بن أبي سلمى

  • أخلاق عالية.
  • نفس كبيرة.
  • سعة صدر وحِلم.

فرفع القوم منزلته، وجعلوه سيداً، وكثر ماله واتسعت ثروته، وكان مع ذلك عريقاً في الشاعرية فقد كان أبوهُ شاعراً، وكذلك خاله وأُختاه وابناه، وكان لشعره تأثير كبير في نفوس العرب، وكان مقرباً من أمراء ذُبيان، وخصوصا هَرِم بن سِنان، والحارث بن عوف!

وأول قصيدة نظمها في مدحهما هي معلقته المشهورة، ومطلعها

أمِن أم أوفى دِمنة لم تكلمِ

بحومانةِ الدُراجِ فالمتثلمِ

ثم مدح هرم بن سنان بقصائد كثيرة حتى حلف هرم ألا يمدحه زهير إلا أعطاه ولا يسأله شيئاً إلا أعطاه، ولا سلم عليه إلا أعطاه عطية أو فرس فتستحي زهير من كثرة ما كان يقبل منه، فأصبح إذا رآه في ملأ من الناس قال:

عموا صباحاً غير هًرمٍ وخيركُم استثنيتُ

ومما قال في مدح هرم، ولم يسبقه إليه أحد قوله:

قَد جَعَلَ المُبتَغونَ الخَيرَ في هَرِمٍ
وَالسائِلونَ إِلى أَبوابِهِ طُرُقا

إِن تَلقَ يَوماً عَلى عِلّاتِهِ هَرِماً
تَلقَ السَماحَةَ مِنهُ وَالنَدى خُلُقا

وقد ذكرنا أن شعر زُهير امتاز بالحكمة البالغة، ومن ذلك ما قاله في معلقته:

وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ
وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ

وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها
وَإن يرق أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّم

وروي أنه كان ينظم القصيدة في شهر، ويُنقحها في سنة، ثم يعرضها على خواصه ثم يودعها بعد ذلك.

قصائد الشاعر زهير

كانت تسمى قصائده بالحوليات، وقيل إنها أربع:

مطلع الأولى:

قِف بِالدِيارِ الَّتي لَم يَعفُها القِدَمُ
بَلى وَغَيَّرَها الأَرواحُ وَالدِيَمُ

ومطلع الثانية:

إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ البَينَ فَاِنفَرَقا
وَعُلِّقَ القَلبُ مِن أَسماءَ ما عَلِقا

ومطلع الثالثة:

بانَ الخَليطُ وَلَم يَأوُوا لِمَن تَرَكوا
وَزَوَّدوكَ اِشتِياقاً أَيَّةً سَلَكوا

ومطلع الرابعة:

لِمَن طَلَلٌ بِرامَةَ لا يَريمُ
عَفا وَخَلا لَهُ حُقُبٌ قَديمُ

وفاته

توفي زُهير سنة 14 قبل الهجرة، تاركاً إرثاً من الشعر؛ لا زال يحفظ في الصدور بحكمته، ويعلق في الأذهان ببلاغته، فهو شاعر فريد من نوعه.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: