كيف التعامل مع الأبناء في الغربة!

تقول السائِلة: أنا أقيم حاليا في الصين مع زوجي وولداي الأكبر عمره عشر سنوات والأصغر تسع سنوات أدخلناهم مدارس صينية وأحضرنا لهم مدرسة خاصة للبيت لتساعدهم أيضا على تعلم اللغة المشكلة أنهم كثيرا ما يعودون من المدرسة متضايقين خاصة الأكبر فهو حساس جدا يضل يتذكر بلدنا الأصلي ويتمنى الرجوع لكن بشرط وجود والده وهذا صعب حاليا بسبب الدراسة كثيرا ما يشكو من الضيق والضجر لا يعجبه الخروج والنزهات لا يعجبه سوى أن نلعب معه وهذا ما أحاول عمله لكن بالتأكيد ليس دائما أيضا لديه هوايات كثيرة أهمها الرسم والهندسة وهو فعلا رسام ماهر ونحن نشجعه بكل الوسائل ليس لديه أصدقاء عرب قريبين

الآن تعرفنا على عرب من نفس البلد لكنهم بعيدين عنا ما هو الحل برأيك أنا أخاف على ابني من مشكلة نفسية نحن ندعه يغيب أحيانا لأنه يتعذر أحيانا بالمرض وأحيانا يبكي من الضيق أرجو أن تدلني على الطريقة الصحيحة للتعامل معه ونحن الحمد لله أسره متفاهمة ومتحابة نحاورهم ويصارحوننا ولكننا نقف أحيانا عاجزين عن الحل…

بارك الله فيكم.

⇐ يقول -المستشار المغربي والخبير في المجال الأسري والتربوي- الناجي الأمجد: سيدتي الكريمة السلام عليك وأثمر الله بذرتك في هذه الأسرة المهاجرة والمجاهدة.

حين تتحدثين عن المشكل مع ابنك الأكبر أرجو أولا عدم تناسي الابن الأصغر، فالمشكلة أكيد أنها مشتركة فيما بينهما وأنت الأخرى مع زوجك معنيان بها.

إن الهجرة وخصوصا في بلد أعجمي لها كثير من الانعكاسات، لكن الأمر يختلف نسبيا عند ابنك الأكبر نظرا للمرحلة السنية التي يمر بها فهو مشرف على إنهاء مرحلة الطفولة المتأخرة ليباشر مرحلة المراهقة.

لقد انتقل معكم إلى هنالك وانتزعت منه كثير من الوشائج والروابط والعلاقات والعادات قهرا، ولم يستشر في ذلك ولم يخير مما ولد لديه نوعا من الكراهية للبيئة التي انتقل إليها وفي نفس الوقت لكما أنتما المسؤولان عن هذه الهجرة (دون أن يبين ذلك).

إن رفضه لكل هذه الوضعيات أمر مشروع، وسيفاجئكما بأنواع من التمرد والعنف الناعم، والمواقف السلبية ما دمتما عاجزين عن التقرب إليه أكثر ومصاحبته إلى هذه الفضاءات التي يتحرك فيها، محاولين التركيز على الوجه المشرق في هذه الأماكن؛ كالمدرسة وفضاءات المرح واللعب والترفيه، بالإضافة طبعا إلى أماكن العبادة (المسجد أو المركز الإسلامي إن وجد) مركزين على جانب العمارة في هذا البلد والهندسة الرائعة ما دام هو أصلي يقبل على الرسم والتشكيل.

إن الشخصية التي يجب أن يتمتع بها كل منكما كفيلة بأن تجعل طفلكما يغير منظاره من أسود إلى آخر ذي ألوان متفتحة.

باردا إلى ربط علاقات مع العرب خصوصا وغير العرب عموما شريطة أن تختارا الإيجابية كشرط من شروط هذه العلاقات. فبمجرد ما سيرى ابنكم أن معظم الأطفال مبتهجون بحياتهم هناك وأنها تساعدهم على التفتح وبناء شخصية مميزة، وأن انخراط أقربائه في جمعيات للمجتمع المدني ونوادي للرياضة سيبدأ بحول الله تدريجيا في التكيف والانتقال من التشبث بالعالم الخلفي (بلده الأصلي) إلى عالم واقعي (الصين).

وأؤكد لو سمحت سيدتي مرة أخرى أن الصورة المشرقة يجب أن تظهر في شخصك وشخص زوجك لتنتقل كانعكاس إيجابي على شخصية ولدك، بل ولديك وإياك أن تسقطي في التركيز على واحد دون الآخر.

إن صناعة البهجة ستكون من يديك وبتصورك وبانخراطك ستتحول حياتكم جميعا إلى تجربة رائعة كنت أنت المحرك الرئيس فيها واجعليها في طاعة الله وجددي النية تصلين بحول الله.

⇐ وهنا نقرأ أيضًا في المقترحات:

أضف تعليق

error: