فوائد التمر في رمضان

صورة , التمر , فوائد التمر
التمر

تُعد البداية بتناول التمر مع الماء في الصباح في غير أيام الصيام أحد عوامل تجديد نشاط الجسم وطاقته، بل ويعتبر التمر مفيد جدًا في زيادة معدل الحرق والهضم بالجسم، كما أنه نافع وصحي مع من يعاني من الإمساك، من هنا يعتبر تناوله كأحد أصناف الفاكهة المطلوب تناولها يوميًا ذو فائدة غذائية عظيمة للجسم البشري.

ما الأهمية الغذائية للبدء بتناول التمر بعد الصيام الطويل؟

أثناء فترة الصيام الطويلة يستهلك الجسم كميات كبيرة من السكريات المخزنة داخله، مما يتطلب غذاء يعمل على رفع مستويات السكر في الدم سريعًا، وهذا ما يحدث فعليًا عند تناول ثلاث تمرات مع كوب الماء في بداية وجبة الإفطار الرمضانية.

ما أبرز فوائد التمر؟

أكدت”أ. دعاء نخلة” أخصائية التغذية. على أنه تتعدد الفوائد المُتحصل عليها من التمر، وهي نتاج للعناصر الغذائية الكثيرة التي يحتوي عليها، ونتاج لدوره في الجسم البشري حال تناوله، وأهم هذه الفوائد ما يلي:
غني بفيتامين C.
غني بمجموعة فيتامين B، مثل B1، B complex، B2، B5.
غني بفيتامين A.

غني بمجموعة المعادن الضرورية للجسم، مثل الكالسيوم والماغنسيوم والزنك والحديد والمنجنيز والفسفور.

يعتبر من الأغذية الغنية بالبوتاسيوم، بل وبنسبة تفوق الموز. ومن المعروف غذائيًا الدور المهم للبوتاسيوم في تنظيم نسب الأملاح في الجسم، وتنظيم معدل ضغط الدم عند مرضى ضغط الدم.

يعتبر ذو فائدة صحية للرياضيين، حيث أنه يعمل على إرتخاء العضلات، وهو ما يُعد حماية من الإصابة بتشنج العضلات والشد العضلي.
يحتوي على نسبة كبيرة من الماء، وبخاصة التمر الأقل نضجًا وجفافًا.

غني بالألياف الذائبة في الماء وبنسبة مرتفعة منها، وهي أحد العوامل المُنظمة لنسب الكوليسترول في الدم، وبالتالي الحماية من أمراض القلب والشرايين. كما أن الألياف ضرورية جدًا لمُصابي الإمساك المزمن، حيث ينتظم عمل الأمعاء تدريجيًا بمجرد تناول تمرتين مع كوب من الماء صباحًا وبشكل يومي.

كيف يحمي التمر من إرتفاع نسب السكر في الدم رغم أنه غني بالسكريات؟

أردفت”أ. دعاء” حقيقةً يعتبر التمر من الأغذية الغنية بالسكريات، إلا أنها من سكريات الفواكهة التي لا ترفع نسب السكر في الدم بشكل سريع، ويرجع ذلك إلى غِناه بالألياف التي تُبْطيء إمتصاص السكر منه، وبالتالي ترتفع نسب السكر في الدم تدريجيًا حال تناوله، وهو ما يختلف تمامًا عند تناول العصائر والمشروبات المُحلاة والسكريات المُصنعة، حيث أنها ترفع نسب السكر في الدم سريعًا وتُخفضه سريعًا. وهذا الدور التنظيمي والتدرجي لرفع السكر في الدم يقوم به كليًا الألياف.

وهذه الخاصية في التمر تجعله أحد أهم أصناف الفاكهة لمرضى السكري، لأنه يحميهم من الإرتفاع المُفاجيء لمعدلات السكر في الدم، وبالتالي يحميهم من المضاعفات الصحية الناتجة عن ذلك الإرتفاع المُفاجيء مباشرة.

ما الكمية المطلوب تناولها من التمر يوميًا؟

تتحقق الفائدة الصحية من التمر مع الإلتزام التام بتناول الكميات المسموح بها سواء لمرضى السكري أو الأصحاء. فالمطلوب غذائيًا أن يتناول الفرد يوميًا ثلاث حصص من الفواكهة الطازجة، وتُمثل التمرتين ذاتَ الحجم المتوسط حصة كاملة من الفواكهة (وتزيد الحصة إلى ثلاث تمرات مع الحجم الصغير للتمرة، وتقل إلى تمرة واحدة مع الحجم الكبير المرتفع في درجة حلاوته).

وهذه هي الحصة الآمنة صحيًا من التمر في اليوم. بذلك يُفضل تناول التمر كحصة واحدة من الفاكهة في اليوم، وتخصيص الحصتين الأُخرتين لأصناف أخرى من الفاكهة.

تبعًا للفائدة الغذائية للتمر، كيف نُرغِّب الذين لا يُفضلونه فيه؟

يتميز بأنه أحد مكونات أو حشوات العديد من المخبوزات والحلويات المُصنعة، لذلك يمكن لمن لا يحبون تناوله بشكل مباشر أن يتناولوه من خلال نوع ما من الكعك أو المخبوزات. ونُشير هنا إلى وصفة غذائية تُمكننا من الحصول على فوائد التمر بشكل غير مباشر، وهي كالتالي:

خلط عجوة التمر بالمكسرات المطحونة أو السمسم أو الشوفان. ثم تكويرها في شكل كور صغيرة الحجم. ثم تغليفها بجوز الهند المبشور.

هذه الطريقة في تقديم وتناول التمر مفيدة جدًا لمن لا يحبون مذاق التمر السكري المباشر بتغيير نكهته، كما أنها مفيدة في الحصول على كل فوائد التمر المعروفة.

هل للتمر فوائد مع الحمل والحامل؟

أشارت “أ. دعاء” إلى أنه من الضروري أن تعتمد الحامل في غذائها أثناء شهور الحمل على التمر، لأنه يُعوض الكثير من الفيتامينات والمعادن، فالحامل بالأساس تزيد لديها معدلات إحتياج جسمها من الفيتامينات والمعادن طوال شهور الحمل، وغذائيًا يُحبذ الإعتماد على الخضروات والفواكهة بشكل عام والتمر بشكل خاص لتوفير هذه الإحتياجات الزائدة بسبب الحمل من الفيتامينات والمعادن والأملاح.

وتجدر الإشارة إلى أهمية تناول حصة كاملة من التمر يوميًا في الشهور الأولى من الحمل، لتفادي الإجهاض لأن التمر يعمل على إرتخاء العضلات، وكذلك لتفادي تسمم الجسم بفعل زيادة الفيتامينات فيه خصوصًا إذا تناولت الحامل المكملات الفيتامينية الدوائية. ثم تزيد الكمية المتناولة تدريجيًا حتى تصل أقصاها في الشهور الأخيرة من الحمل (مع مراعاة أن الزيادة المفرطة الغير مدروسة تسبب دائمًا المشكلات الصحية مثل سكر الحمل وزيادة وزن الجسم) لأن التمر أحد ركائز تسهيل عملية الوضع والإنجاب الطبيعية.

كذلك لا يمكن تجنب تناول التمر أثناء فترة الإرضاع، لأنه أحد مُحفزات هرمون البرولكتين وهو الهرمون الخاص بإدرار حليب الرضاعة الطبيعية في ثدي الأنثى.

هل تعتبر حمية التمر والحليب من الحميات الغذائية المفيدة؟

يجب التنويه على أن التمر منفردًا ذو فوائد صحية جمة، وبالمثل للحليب، لكن من الخطأ الإعتماد الكُلي عليهما فقط كوجبات يومية غذائية بهدف إنقاص الوزن، وذلك للأسباب الآتية:
إنقاص الوزن بهذه الطريقة سيتم بطريقة خاطئة وغير صحية على الجسم، لأن الخسارة ستكون من العضلات وليست من الدهون.

إنقاص الوزن الناتج عن حمية التمر والحليب سيكون نتيجة لمنع الجسم من الحصول على ما يحتاجه من السعرات الحرارية الضرورية في اليوم، وهو بالأمر الخطير صحيًا ويؤثر في نشاط الجسم وطاقته.

لن يستمر نزول الوزن طويلًا، حيث سينزل بوتيرة متسارعة في بدايات الإعتماد على الحمية ثم يتوقف الوزن عن النزول، وقد يُعاود الإرتفاع مرة أخرى بالتخزين الخاطيء للدهون في مناطق معينة في الجسم.

كما أن الإعتماد الكُلي على التمر والحليب فقط سيحرم الجسم من الكثير من العناصر الغذائية والمعادن والأملاح الضرورية له والمتوفرة في أنواع الأغذية الأخرى.

بذلك يكون من الخطأ الإعتماد على التمر والحليب بشكل كُلي ومنفرد كوجبات غذائية يومية، لكن يمكن الإستفادة من فوائدهما عن طريق دمجهما في نظام غذائي متكامل ومتوازن.

والنظام الغذائي المتوازن والصحي هو النظام المتنوع الغني بكل العناصر الغذائية مثل النشويات والبروتينات والدهون والخضروات والفواكهة وبكميات تم إحتسابها علميًا وصحيًا تبعًا لطبيعة الجسم نفسه وحالته الصحية. ولا يصح أبدًا حرمان الجسم من أصناف معينة من الطعام، ولا يصح الإعتماد على أنواع بعينها بهدف إنقاص الوزن.

والخلاصة أن الإعتماد الكامل على الحليب والتمر في التغذية يُعد حرمان للجسم من العديد من العناصر الغذائية الضرورية واللازمة، كما أنه حرمان من إعطاء الجسم السعرات الحرارية المطلوبة له يوميًا. ويمكن تفادي الوقوع في مثل هذه الأخطاء الغذائية بإدماج الحليب والتمر في النظام الغذائي اليومي، كأن يُمثلا وجبة خفيفة واحدة بين الوجبات الثلاثة الرئيسية في اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top