عيد «على كيفه»!

سمعوه ينشد:

يا موجة هاربة في تفاصيلي/ يا بسمة الصبح..

أنت أنا, وأنا أنت/ اكتب حروفي واختفي

في عيونها../ وهي على حد السما/ ما تختفي../

إلا أنا في عينها/ أبكي وأراجع خطوتي../ يا فرحتي../ أنا أنت.. أنت أنا/ أحضن الموجة وأحتفي/ بفرحتي../ بعيون ما تنتهي../

كادت شريفة تحضنه بعد أن سمعت كلماته لولا خوفها من الفضيحة والقيل والقال.. تمنت أن تتحول إلى موجة تغيب في تفاصيله.. صفقت كثيرا رددت: أحضن الموجة/ وأحتفي بفرحتي../ بعيون ما تنتهي../ شرح لها معنى الاحتفاء بالفرحة والعيون التي لا تنتهي.. طالبها بأن تتعلم القراءة؛ لكي تكتب لأنها تملك إمكانية الفهم وتحليل المعنى.

انتفخت من الأرقام وكثرة الكلام وارتفاع الأصوات بشكل مخيف!

يجوب الأزقة مرددا: على كيفه.. على كيفه.. لا يتوقف عن ترديدها حتى وهو يشرب الشاي بكأس يحوم حوله الذباب وآثار الأصابع واضحة لا يخلو من بقايا تراب في قاعة، يدخل أصبعه في الكأس, يأكل الباقي من الشاي والتراب، يجلس وقتا طويلا في السوق لا يعلم معنى العيد وتفاصيله.

لا يعرفون لماذا يردد على كيفه، حاولوا معرفة ذلك لكنهم فشلوا حتى وهم يرددون كلمته تحول إلى اسم شهرة يسمى به.. أما الاسم الحقيقي فهو لا يعلن يعلمون تفاصيله وعائلته التي حاولت الحد من تجوله في الشوارع.

كثير ممن يحيونه يرد عليهم على كيفه.. بعضهم يعيد الذاكرة إلى شخصيته التي بدأ متفوقا في دراسته يحقق المراكز الأولى خلال المراحل الدراسية.. توقعوا أن يكون علامة مميزة ويحصل على شهادة في تخصص علمي بارز..

أطلق عليه بعض الأساتذة والأهالي الدكتور.. لم يتوقعوا أن ينتهي إلى حالته المؤلمة.

يعود منهكا إلى حارته يحاور نفسه ملتفتا يمينا ويسارا من يراه يعتقد أنه يناديه بكلمات على كيفه.. على كيفه.

يقظة: التحول المفاجئ أثار الناس، جعلهم يطرحون أقوالهم متناثرة بين من يقول إنه أصيب بعين، آخرون بمس بعضهم رآه يرمي رمادا لم يسم.. ويتعوذ من الشيطان الرجيم ويقرأ المعوذتين وآية الكرسي.

بقلم: فالح الصغير

واقرأ: إكرام الميت دفنه

وهنا أيضًا مقال: الأب هو السند الحقيقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top