عندما تدعو الواحد بالمائة!

عندما تدعو الواحد بالمائة!

خاتم رباني، وضعه الله في بصمة أصابع كل إنسان، وتحدى الله به الإنس والجان، والحدثان، وكل من كان له سلطان، فلا تشابه مطلقا بين بصمة وأخرى حتى في التوائم، منذ آدم -عليه السلام- وحتى آخر الزمان.

فلقد أثبت العِلم الحديث، ودلت الدراسات المتقدمة، وأكدت المعامل أن اختلاف بصمات أصابع الناس حقيقة واقعة لا اختلاف عليها، ولا شك فيها، وأكدت هذه الأبحاث أنه لم يظهر في العالم حتى الآن مجرد شبه بين بصمة وأخرى.

وإذا كان هذا هو الاختلاف المتفق عليه في بصمة الإنسان، فإن هناك الاتفاق الذي لا اختلاف عليه في باطن كفي الإنسان، وهو اتفاق كل الناس منذ آدم عليه السلام وحتى آخر الزمان في خطين منها.

فإذا رفعت كفيك إلى السماء بالضراعة والدعاء، فتأمل في باطن كفك اليمنى، تشاهد الرقم (18)، ثم تأمل في باطن كفك اليسرى، تشاهد الرقم (81)، ثم اجمعهما تجد الرقم (99)، وهو مجموع أسماء الله الحسنى، وتدبر في قلبك تجد الاسم المائة، وهو اسم الله الأعظم، فقد جعله الله في القلب، ولم يأمن عليه غيره، ولم يسعه سواه.

فمن تعلق قلبه بالله فقد أدرك معناه، فإن محله القلب، فأفرغ قلبك من سواه، واملأ قلبك بالله، وارفع يديك إلى السماء، ففي كفيك أسماؤه الحسنى، وطهر قلبك ففي قلبك اسمه الأعظم، ثم ادع الله، فثم الإجابة، وذلك قوله ﷺ: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة“.

فإذا أجيبت دعوتك فلا غرو في هذا، فقد دعوت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب، وكيف لا، وقد دعوت الواحد بالمائة، ودعوت بالمائة واحدا، وتوجهت إليه بأسمائه وصفاته وآلائه وآياته، وأنت تحمل في قلبك وكفيك مائة اسم، من أحصاها قولاً وعملاً دخل الجنة.. “وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا”.. “قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءَ الْحُسْنَى”.

بقلم: محمود إسماعيل شل

أضف تعليق

error: