عملية استئصال الثدي .. وما بعد العملية

عملية استئصال الثدي .. وما بعد العملية

«يسرى» تسأل: لقد عملت عملية بتاريخ 30/12 العام الماضي استئصال ثديي الأيمن، وقد تم بعد ذلك أخذ جرعات الكيماوي (6 جرعات) وبعد أخذت الإشعاع 25 جلسة في مصر وقد أنهيت الشعاع بتاريخ 7/17 هذا العام، وبعد العودة من الإشعاع تمت إجراء الفحوصات اللازمة فلم يوجد أي شيء عندي بعد ذلك، حيث كل شيء نظيف، ولم يعطوني علاجًا دائمًا أو لفترة طويلة من السنين أبدًا، وبعد شهر أي في 17/8 بدأت يدي اليمنى التي عملت بها العملية تتورم شيئًا فشيئًا إلى أن ازداد الأمر كثيرًا، وأصبح هنالك حبيبات صلبة بدون رأس حول العملية، فقام الطبيب المباشر على حالتي بعمل صورة مقطعية (سي تي)، ومنها اتضح أن كل شيء نظيف ولا يوجد أي آثار للمرض، ورغم ذلك السوائل تتجمع في يدي وانتفخت يدي لدرجة أنني لم أستطيع رفعها ولا عمل أي شيء بها أبدًا، وانتفخ الثدي الآخر وامتلأ سوائل ومنطقة اليمين من الجسم (منطقة العملية)، وأعلم أن هذا من الإشعاع حسب ما قالوا لي، وأعطوني علاجًا..

أولاً: مضاد حيوي ciprogis500 ومسكن ولم أستجب لذلك، ثم ذهبت لطبيب آخر وكتب لي علاجًا venoruton forte ومرهم betacare-g cream ولي الآن أسبوع كامل أتناول العلاج الأخير (مع الملاحظة أصبح البول لا تنزل الكمية المناسبة كل يوم فلجأت إلى مدر البول كل يوم حبة)، ولقد ظهرت حبيبات بعد ذلك في منطقة العملية ذات رأس بها صديد، والوضع كما هو، وآسف على الإطالة وأتمنى أن تجدوا لي الحل فأنا من حيرة من أمري.

⇐ د. أحمد سليم فؤاد «أستاذ مساعد بكلية طب» أجاب صاحبة الاستشارة؛ فقال: عن حالتك –أختنا العزيزة– فإنه دائمًا بعد عملية استئصال الثدي وبدء العلاج الكيماوي وجلسات الأشعة يكون هناك احتمالات كبيرة لتورم اليد وبنسبة 90% ليس لهذا التورم علاقة بالإشعاع، وله علاقة أكبر بانسداد الأوعية الدموية، وبإهمال المريض للجرح، وتملك العدوى الميكروبية منه.

وحيث إنه في مثل هذه العمليات يتم إزالة الغدد الليمفاوية؛ لذا فإن سريان السائل الليمفاوي يكون بطيئًا، وهو ما يؤدي إلى تجمعه في اليد ليحدث هذا التورم، وتأتي هنا المشكلة في تفريغ هذا السائل من الجسم حتى يتم تكون غدد ليمفاوية أخرى بدلاً من تلك التي أزيلت؛ لذا فإن مسألة التورم هذه قد تحتاج إلى وقت طويل لتزول.

أما عن الحبيبات ذات الرؤوس التي ظهرت مكان الجرح فطالما أنه تم عمل أشعة عليها ولم يتضح أي آثار للمرض فهي عدوى بكتيرية، ودليل ذلك أن الطبيب المعالج وصف لك مضادًّا حيويًّا، ولا بد عزيزتي من علاج هذه العدوى بصورة حاسمة، حيث إن تكرار العدوى البكتيرية يؤدي إلى انسداد مطرد للأوعية الليمفاوية؛ لذا فلو كان هناك صديد واحمرار مكان الجرح لا بد من عمل مزرعة لهذا الصديد لتحديد نوع البكتيريا المسببة له، ووصف المضاد الحيوي المناسب والاستمرار عليه حتى نقضي على هذه العدوى تمامًا، وغالبًا تزول خلال 4 أو 5 أيام إن شاء الله.

وننصح في مثل هذه الحالة عزيزتي بوضع برنامج خاص للعناية باليد اليمنى والذراع اليمنى يشمل كيفية العناية بالأظافر والجروح الصغيرة واستخدام المطهرات بصفة مستمرة والتي تمنع ظهور البكتيريا البسيطة.

أما عن قلة كميات البول فأنا شخصيًّا لا أرى أي علاقة بينها وبين حالتك وما أود الاستفسار عنه هو: من الذي وصف لك مدر البول الذي تتناولينه الآن بمعدل حبة كل يوم، فهو بالتأكيد الأقدر على الرد على هذه الحالة، وفي أغلب الظن كما ذكرت لك ليس لها علاقة بالعملية، ونرجو منك مراجعة طبيب اختصاصي مسالك بولية لإفادتك.

وأضاف الدكتور أشرف محمد محسن «اختصاصي الجراحة»: عن شكواك عزيزتي أطمئنك؛ لأنها شكوى طبيعية ومتوقعة بعد عملية استئصال الثدي والعلاج بجلسات الكهرباء والكيماوي، ويحدث ذلك نتيجة لانسداد القنوات الليمفاوية؛ وهو ما يؤدي لحدوث هذا التورم مع أقل حركة لليد، وسيستمر هذا التورم لفترة بعد العملية، ثم يزول تلقائيًّا.

وما ننصحك به الآن عزيزتي هو محاولة استخدام اليد أطول فترة ممكنة حتى نحث على عمل قنوات ليمفاوية فرعية تحل محل القنوات الرئيسية التي سُدت.

وبقي أن أذكرك بأن هذا الأمر قد يحتاج إلى فترة طويلة بعض الشيء حتى تمام الشفاء قد تتراوح هذه الفترة ما بين 7 إلى 8 أشهر.. فاصبري، وثابري، واستعيني بالله عز وجل يجعل لك مخرجًا قريبًا إن شاء الله، ويمنّ عليك بتمام الشفاء بإذنه تعالى، وفي انتظار استشارة أخرى للاطمئنان عليك.

أضف تعليق

error: