هل أكمل علاقتي مع شاب تعرفت عليه عبر الإنترنت؟

هل أكمل علاقتي مع شاب تعرفت عليه عبر الإنترنت؟

تفاصيل الاستشارة: شاءت الأقدار أن أتعرف على شاب عبر النت وتبدأ قصتنا، حيث بدأنا التكلم فيما بيننا وبعدها تطورت العلاقة وأصبحت أحبه، في الحقيقة كان يساعدني دوما ويحاول أن يجد حلولا لمشاكلي كلها.. فهو الوحيد الذي وقف معي في أصعب مواقفي، اعترفت له بحبي وهو كذلك والتقينا أكيد في مكان عام وتحدثنا.. وهو يحترمني جدا وأنا كذلك، مع الأيام أدركت أن علاقتنا محرمة، وأخبرته أنه يجب علينا الابتعاد عن بعضنا البعض لحين يتقدم لخطبتي، مع العلم أنه لم يكمل دراسته..

وكما تعلمون أحوال الشباب؛ فهو ليس لديه عمل. وافقني وابتعدنا عن بعض لكنني لم أستطع أن أكمل حياتي بدونه وهو كذلك فرجعنا لبعضنا ونتحدث، وأكيد يحترمني وأنا احترمه.. وأخبرني أنه سيتقدم لي في أقرب فرصة ( مع العلم أنه شاب متدين وخلوق ) لأنني التقيت به أكثر من مرة، وحاولنا أيضا الابتعاد عن بعضنا لنفس السبب، ولكننا فشلنا لا أنا استطعت أن أعمل شيئا في حياتي ولا هو.. ورجعنا الحين. أرجوكم أخبروني هل أكمل معه أو لا..

مع العلم أنني عندما أبتعد عنه لا أستطيع عمل أي شيء.. لا تقولوا لي صلي وادعي ربك؛ لأنني صليت ودعيت ربي كثيرا وصليت صلاة الاستخارة أيضا.

الإجابـة

لا.. لن أقول لكي ادعي وصلي، فالدعاء والصلاة لا يتناغمان مع عدم إعمال العقل أو التشبث بأوهام! فكثيرا ما نجرح أنفسنا دون أن ندري أننا الفاعل الحقيقي في ذلك، فانظري معي على ما تقوله سطورك.. فهناك بعض العلاقات يتم تصنيفها باسم علاقات “التواطؤ المتعمد”، في هذه العلاقات لا يكون التوافق بين أطرافها عائدا لرؤية واقعية لاحتياجات كل طرف من شريك حياته؛ لأنه يفهم ذاته، ويستطيع أن يدرك ما يحتاجه من خصال تعينه على تحقيق حياة يرجوها، ولكن تكون تلك العلاقات نابعة من احتياجات شخصية ترجع لحرمان ما، أو تصور وجود حرمان ما يستطيع طرف العلاقة الآخر أن يجبره، وهو في الحقيقة تصور “زائف”.

فأنت تعانين من الوحدة في وسط أسرتك، ولديك مشكلات كثيرة، وحين تعرفت عليه كان الشخص الذي يحقق لك احتياجك لإنصات شخص ما لمعاناتك وأوجاعك، وكان يمثل من يخفف عنك بكلمات الصبر والتشجيع، وكان يمثل لك الشخص الذي يبدي لك الاهتمام والرعاية والحنان، لكن لو نظرت بصدق لوجدت أنه لم يقدم لك شيئا حقيقيًّا، فلم يقم بحل مشكلة حقيقية تمرين بها، فكيف وقف بجانبك في مواقف صعبة؟ بالإنصات؟ أم بهدهدتك؟ أين حديثك عن خصاله الشخصية؟ عن إعجابك بطموحه وتفكيره؟ عن تأكدك من أنه الشخص الذي ترغبين فيه زوجا وأبا لأبنائك؟ عن قدرته على تحمل المسئولية؟ عما يسبب غضبه، وهل ستتحملينه أم لا؟

فالواقع أثبت أنه لم يتمكن من إيجاد فرصة عمل حتى مع وجود دافع الرغبة في الارتباط بك، فهل فكر في العمل بأي مستوى ليدخر مثلا؟ هل فكر في أن يعمل عملا متواضعا في مكان ما ليرتقي فيه فيما بعد وطلب منك التقدير والانتظار؟ هل لو فعل ذلك ستقبلين؟ كل ما تفكران فيه هو “الاعتمادية النفسية” بأن كل منكما لا يستطيع أن يحيا بدون الآخر، وكأنها قصة حب حقيقية! والحقيقية أن كلا منكما يضع احتياجاته الشخصية وتصوراته بأن الطرف الآخر يعطيها له “شماعة” ليستمر في هذه العلاقة التي لن تدوم لو ظلت على هذا الحال، فحين نفصل بين الحب والزواج والواقع نخط بيدنا جراحا تدمي قلوبنا، ثم نظل نعاني منها سنوات وسنوات، هل تتصورين أن إرسالك لنا يدل على عدم اقتناعك بتلك العلاقة وليس فقط لحرمتها؟ أختي الكريمة أرجو أن تعي معي تلك النقاط:

  • الحب مشاعر مسئولة، فهي مسئولة عن الحبيب وعن العلاقة نفسها، لن تحيا ولن تنمو ما دامت هكذا تسبح في الهواء بلا مسئولية أو جدية في خطوات الارتباط.
  • مشكلاتك الكثيرة التي لم تتحدثي عنها كانت موجودة قبل ظهوره، وكانت موجودة وقت ظهوره، وكذلك بعد ظهوره، ولن يحل مشكلاتك سواك أنت، فحتى لو كان يدفعك لحلها فالذي سيقوم بحلها هو أنت وليس هو، فاجعلي دافعك حقيقيا وذاتيا ينبع من داخلك لينجح ويستمر.
  • لم أقصد أبداَ أن أقول إنه شخص غير جيد، ولكن فقط أردت أن أوضح لك حقيقة تلك العلاقة وحقيقة التشبث بها، وكذلك أردت أن أوضح لك أن الحب أمر آخر غير ما تحيينه معه، وأسألك: لو تقدم لك الآن شاب ناجح طموح يرغب في الزواج منك كيف سيكون رد فعلك بصدق؟
  • انتبهي لنفسك وطوريها، وتحدثي معها بصدق ونضوج؛ لتكتشفي حقيقة مشكلاتك، وما يمكنك أن تفعليه لحلها، ولا تنتظري تغير من حولك، فلن يحدث، إلا إذا تغيرت أنت في تصرفاتك وتعاملاتك، حتى لا تكون شماعة جاهزة كل فترة للتعلق بعلاقة اعتمادية تتصورين أنها حب.

⇐ لمطالعة المزيد:

⇐ أجابتها: أميرة بدران

أضف تعليق

error: