السمنة المصاحبة للاكتئاب .. هل من علاج؟

السمنة المصاحبة للاكتئاب .. هل من علاج؟

«علا» تسأل: مشكلتي هي في زيادة وزني خلال ثلاثة أشهر حوالي سبعة كيلو غرامات، حيث كنت أتعاطى أدوية لعلاج الاكتئاب، وكما هو معروف أن أدوية الاكتئاب تسبِّب زيادة الوزن، لكن المشكلة أنني لم أكن أهمل ذلك، واستمررت بأخذ العلاج لمدة شهرين متتاليين، وأنا دائمًا أستغرب من زيادة وزني، مع أن شهيتي كانت في معدلها الطبيعي وأقل قليلاً، وهو ما كان يزيد من كآبتي، والآن توقفت عن أخذه بعد أن علمت أنه السبب، واسم الدواء هو effexor. مشكلتي أنني لم أعد أستطيع إنزال وزني، وقد مرَّ على توقّفي عن تعاطي الدواء ما يقارب الشهر، مع أن شهيتي ما زالت منخفضة، ولكنني أخشى أن تنفتح شهيتي كردِّ فعل عكسي لعدم انخفاض وزني، (ولقد حدث هذا معي سابقًا)، ولا تقولوا لي إن وزني مناسب لطولي، فأنسب وزن لي هو 53 أو 54 لا أكثر، حيث إن جسمي يمتلئ من المنطقة السفلية أكثر من العليا بصورة واضحة، فانصحوني ما العمل؟ وهل سينخفض وزني تلقائيًّا كما قالوا لي بعد توقفي عن الدواء؟ مع العلم أنني لا أجد وقتًا كافيًا لممارسة الرياضة، وشكرًا لكم.

د. أمل المخزومي «طبيبة نفسية» أجابت السائلة؛ فقال: عزيزتي.. إن علاج الكآبة الذي تناولته يحتاج إلى وقت لكي يتخلص منه الجسم، وتعتمد المدة على نوعية وقوة العلاج. كما أن التخلص من السمنة هو الآخر يحتاج إلى وقت، ويمرُّ بمراحل، أولاً التوقف عن زيادة الوزن، ثم البدء بفقدان الوزن، وهذا يحتاج إلى وقت وصبر. كما أنك تذكرين بأن ليس لديك وقت للرياضة، وإنّ الرياضة مهمة جدًّا لإنقاص الوزن، إضافة إلى القلق الذي يسيطر عليك، والناتج عن الخوف من السمنة هو الآخر يؤدي إلى السمنة.

أما الكآبة فهي العدو اللدود للرشاقة، وما عليك إلا التخلص من الكآبة أولاً، ثم الاهتمام بالرشاقة. أشعر بأن جسمك لا يزال بخير لا يحتاج إلى ذلك الخوف، وإنما المهم السيطرة على الكآبة والتخلص منها.

أستعرض لك شيئًا بسيطًا عن الكآبة، وكيف يمكنك التخلص منها؛ لكي تستقر حالتك النفسية والتي تؤدي إلى استقرار الخلايا العصبية والجسمية التي تؤدي بالتالي إلى الاحتفاظ بالرشاقة. وهذا هو مطلب الفتيات اليانعات، لا تدعي الخوف يسيطر عليك.

الاكتئاب النفسي: يُعَدّ الاكتئاب النفسي من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا، وقد يتراوح في شدَّته بين الإحساس بالحزن والضيق والغم، والشعور باليأس من الحياة. تكون نسبة الإصابة بالمرض لدى النساء أكثر مرتين مما تكون لدى الرجال. كما تكثر الإصابة بين الشباب والمسنين أكثر من صغار السن.

أعراض الاكتئاب: يسيطر على الفرد نوع من التفكير السلبي نحو المواقف المختلفة التي يتعرض لها، ويكون دائمًا متشائمًا، وينظر إلى الأمور على أنها مصدر بؤس وشقاء، كما يكون خاملاً وعديم الرغبة في أداء أي نشاط أو حركة. كثيرًا ما يشعر بالحزن والضيق والتوتر، وهو ما يجعله ينظر إلى الحياة بمنظار أسود، ويفقد الرغبة في الاستجمام والتمتع بالحياة، وهو ما يؤدي به إلى الانطواء والعزلة.

كثيرًا ما يكون السبب في ذلك هو ضمير الفرد القوي الذي يحاسبه على الصغيرة والكبيرة، وربما يهوِّل له الأمر، وهو ما يؤدي إلى شعوره بالذنب دائمًا. وهذه المواقف تؤدي إلى أن يكون الفرد قلقًا. وكثيرًا ما يسبِّب هذا القلق إلى قلَّة النوم والأرق، وإن نام الفرد تكون أحلامه على شكل كوابيس. ويكون عديم الراحة ولا يقر له قرار. وكلما زادت الكآبة أدت إلى عدم التوازن في النظام الغذائي الذي يسير عليه الفرد، كأن تتميز شهيته للطعام بالإفراط، وهو ما تؤدي إلى السمنة التي بدورها تزيد في الكآبة وذلك لفقدان الجمال الجسمي. أو فقدان الشهية الذي يؤدي إلى الضعف والهزال الذي بدوره يؤدي إلى ضعف التفكير والذاكرة، وبالتالي إلى كثرة النسيان.

وكلما اشتدت حالة الاكتئاب النفسي أدت إلى حالات من الخطورة بمكان مثل الهلوسة التي تسيطر على أفكار الفرد، بحيث تجعله يشعر بأن المحيطين به ينالون منه كل النيل، وهو ما يؤدي به إلى الهروب من المجتمع الذي يحيط به.

علاج الاكتئاب:

يتم العلاج بالتعاون بين المريض والأهل والطبيب بالشكل التالي:

  • يتولى الطبيب العلاج بمضادات الاكتئاب الدوائية والعلاج بالتدليك الكهربائي.
  • وبالتعاون بين الأقطاب الثلاثة المذكورة يتم العلاج النفسي الذي يتضمن تغيير الاتجاهات والمفاهيم السلبية عن النفس والمجتمع الذي يعيش فيه الفرد إلى اتجاهات ومفاهيم إيجابية. ويطلق على هذا النوع من العلاج بالعلاج المعرفي.
  • العمل على تعديل السلوكيات التي تسبب الاكتئاب، وذلك بتدريب المريض على اتخاذ سلوكيات تساعد على الاستفادة من قدراته وقابلياته العلمية والاجتماعية والاقتصادية، وتحسين ورفع ثقته بنفسه. وذلك باتباع طرق وأساليب نفسية تتم على يد الطبيب والمختص النفسي، كالتحليل النفسي، والاسترخاء، والتداعي، والتنويم الإيحائي، وغيرها.
  • عليك الاستفادة مما مرَّ سابقًا، إضافة إلى ممارسة الاسترخاء الذي سيساعدك على التخلص من الكآبة ومن السمنة أيضًا.

إليك طرق الاسترخاء وعليك تطبيقها بدقة متناهية:

  1. هيِّئي مكانًا هادئًا ومريحًا من جميع النواحي الصوتية، والمزعجات الأخرى، ومن حيث درجة الحرارة.
  2. ارتدي ملابس مريحة وغير ضيقة.
  3. استلقي على سرير مريح أو كرسي هزاز.
  4. أغمضي عينيك أو ركِّزي نظرك على نقطة معينة، ويجب تكون هذه النقطة أعلى من مستوى النظر.
  5. حاولي أن تتخلصي من جميع الأفكار التي تقلقك، وبدِّليها بأفكار مريحة، واسرَحِي بخيالك كأنك تتجوَّلين في رحاب خضراء، وتسمعين أصوات العصافير، أو انسياب الماء، وتسمعين خريره، وما إلى ذلك من أمور تعجبك.
  6. إن كان لديك مسجل فاسمعي صوت عبد الباسط عبد الصمد وهو يقرأ السور القصيرة بصوت عذب.
  7. كرِّري عمليات الاسترخاء يوميًّا لمدة نصف ساعة، واستمرِّي في هذه العملية 12 أسبوعًا على الأقل. وهذا يحتاج إلى صبر. يؤخذ المرض بسهولة بينما يكون التخلص منه صعب.
  8. لا تتعلِّلي بأنه ليس لديك وقت لممارسة الرياضة، فإن صحتك أهم من كل شيء.
  9. بما أنك موظَّفة وطبيعة وظيفتك هو الجلوس فترة طويلة، وهذا يجعل تراكم الدهون تكون في القسم الأسفل من الجسم. عليك أن تحركي رجليك بين فترة وأخرى، وأن تقومي بحركات تجعل هذا الجزء من جسمك مشدودًا بحيث تعمل تلك الحركات على تقلص الخلايا، وبالتالي لا تعطيها فرصة التمدد وتهيئة الظروف لتراكم تلك الدهون.

وهكذا عندما تتخلصي من الكآبة بهذه الطريقة سيستطيع جسمك الاحتفاظ بالرشاقة.

أتمنى لك الشفاء العاجل والرشاقة بإذن الله.

أضف تعليق

error: