صدمة! لا علاقة بين الرياضة وإنقاص الوزن

الرياضة , إنقاص الوزن , weight loss , صورة

عشرات الحميات ومئات النصائح والحيل يتبعها البعض بهدف تخفيض أوزانهم ولا يوجد إستجابة، هي معاناة للملايين حول العالم الذين يبحثون عن الرشاقة، وبحسب قولهم فإنهم مهما فعلوا تكون إستجابة أجسامهم بالعناد، فهل الأمر صحيح؟ وهل من أسباب طبية لشرح هذه الظاهرة؟ وهل أيضاً من طرق لكسر هذا الجمود؟

لماذا لا ينزل وزن الجسم عند البعض رغم اتباعهم لكل النصائح التغذوية والرياضية؟

يقول اختصاصي التغذية العلاجية الدكتور “هاني أبو النجا”، هذه الظاهرة من أكثر الظواهر انتشاراً وشيوعاً بين أصحاب الأوزان الزائدة ومرضى السمنة، والحقيقة العلمية وراء ثبات وزن الجسم وعدم الخسارة منه رغم الإلتزام الكامل بكل التعليمات الطبية والتغذوية يتركز في أربعة محاور أساسية، وهي:
1. المحور الهرموني: لما للهرمونات من دور كبير في وزن الجسم ومعدلات زيادة هذا الوزن أو نقصه.
2. محور اختلاف وزن الجسم ما بين بداية اليوم ونهايته: حيث إن بعض الأجسام تسجل اختلافاً ملحوظاً بالوزن في الصباح الباكر عن المساء، فعند بعض الرجال قد يصل هذا الفارق إلى ما يترواح بين 3 إلى 4 كيلو جرام، وعند السيدات قد يصل الفارق إلى ما يعادل الـ 700 جرام.
3. محور أنواع الدهون المخزنة بالجسم: حيث إنه ثمة فارق كبير بين نوع الدهون المخزن خلف العضلات وبين نوع الدهون المخزن تحت الجلد.
4. محور الذاكرة الجسدية: حيث إن طول البقاء عند وزن معين يجعل الجسم تلقائياً لا يتخلى عن ذلك الوزن بسهولة، وهذا هو لُب شكوى أصحاب الوزن الزائد، حيث إنهم بالرغم من كل الممارسات والحميات الخاصة بالتخسيس يصلون إلى هذا المقدار من الوزن الذي يحتفظ به الجسم في ذاكرته الخاصة، وعليه يتعذر نزول الوزن عن هذا المقدار ولو بجرام واحد.

وأردف “د. أبو النجا” قائلاً: فتلك المحاور المذكورة كلٌ على حدة من ناحية، وبعلاقة ترابطية بينهم من ناحية أخرى يسهم في ثبات الوزن عند حد معين دون قدرة على الخسارة منه مهما اتُّبع من حميات وإجراءات.

وتجدر الإشارة إلى أن ثبات الوزن عند عدد معين من الكيلوجرامات والذي يعتبره الناس أمر محزن وضار، فإن العلوم الطبية والعلوم الغذائية تعتبره من محاسن الأمور، لأن ثبات الوزن دليل على أن الجهاز المناعي للجسم يقاوم الخسارة الأكبر من الجسم علماً منه بأن أي نزول عن المعدل الملائم له والمخزن في ذاكرته مدعاة إلى الإصابة بالأمراض، فقد أثبتت الدراسات أن بعض أجهزة الجسم وأهمها الكبد والكُلى محاط بمقدار معين من الدهون، وعليه عند خسارة أكبر في وزن الجسم تحدث خسارة في ذلك المقدار، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض عديدة لهذه الأجهزة العضوية الحيوية الهامة، والخلاصة أن ثبات الوزن أمر صحي ومفيد وطارد للأمراض والمضاعفات الصحية.

ما هي أبرز أسباب ثبات الوزن؟

أكد “د. هاني” على تعدد الأسباب للدرجة التي لا يمكن حصرها، ولكن يمكننا التركيز على أهمها والذي يتركز في:
• اتباع نظام غذائي غير علمي وغير مدروس لفترة طويلة، وبناءً على عدم تناسبه مع طبيعة الجسم يقاوم نتائجه الجهاز المناعي.
• تقليل عدد السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم لحدود يصعب على الجسم تقبلها يجعله تلقائياً يقاوم نزول الوزن حفاظاً على ما يُخزنه من الدهون.
• الإصابة بنقص حاد في واحد أو أكثر من المعادن الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم أو الماغنسيوم أو الحديد… إلخ يَحًول دون خسارة الوزن.

هل من طريقة مثالية لتفادي ثبات الوزن للوصول إلى الوزن المثالي؟

أهم وأبرز خطوات علاج ثبات الوزن هي اتباع نظام غذائي يتناسب مع طبيعة الجسم وطبيعة النشاط الحركي اليومي، وبالتالي لن يُعالج ثبات الوزن عند الإلتزام بأي حمية غذائية بشكل عشوائي.

وتابع “د. هاني” قائلاً: وعلى الجانب الآخر قد يكون النزول السريع للوزن في بداية الحمية مؤشر على توقف الجسم عند حد معين ثم معادوة الإرتفاع مرة أخرى، وعليه نؤكد على أن الحميات المدروسة علمياً وطبياً لن تحدث الخسارة معها إلا بمعدلات تتراوح بين نصف كيلو جرام إلى كيلو جرام واحد فقط في الأسبوع، ومن هنا يتأكد أن الحميات القاسية والأنظمة الغذائية الشعبية ضررها أكثر من نفعها على المدى البعيد، فضلاً عما تسببه من مضاعفات صحية.

كذلك من خطوات العلاج ضرورة التعرف على العنصر الغذائي المتسبب في زيادة الوزن بالأساس، فالبعض قد يصاب بالسمنة من تناول النشويات أو من البروتينات… وهكذا، وعليه فإن معرفة العنصر يساهم في تخطيط الحمية الغذائية الصحيحة، كما يساهم في تجنب هذا العنصر عند حد الوزن الذي استقر عنده الجسم بعد الوصول إليه.

ألا يمكن التغلب على المشكلة بالأساس عبر دوام ممارسة الرياضة؟

اختتم “د. هاني أبو النجا” حديثه بالإشارة إلى أن ممارسة الرياضة في كل الأحوال من الأمور الضرورية، فهي صاحبة الفضل الأول في زيادة حجم الكتلة العضلية بالجسم، لكنه تأكيداً لا علاقة مباشرة بين الرياضة وبين إنقاص الوزن، فهي تزيد حجم العضلات وتُنشط وتُحسن الدورة الدموية، وهذه أمور تساهم بصورة غيرة مباشرة في إنقاص الوزن، لكن أن تتدخل الرياضة مباشرة أو أن تساهم وحدها دون تعديل النظام الغذائي بجانبها في خسارة الوزن فهذا ما لم تثبته الدرسات الطبية المعتبرة، فخسارة الوزن الحقيقية تنقسم بمعدل 80% اهتماماً بالغذاء و20% تشاركياً بين ممارسة الرياضة والحصول على قسط كافي من النوم وتعديل الأنماط الصحية السيئة.

أضف تعليق

error: