شخصية الطفل اليتيم

صورة , طفل , الطفل اليتيم , الأيتام

هناك صعوبة وتحدي كبير في التعامل مع الأطفال فاقدي الأب أو الأم أو كليهما حتى يتم تهيئتهم ليكونوا أفراد ناجحين في حياتهم.

على الجانب الآخر هناك نِعم عديدة من الله عز وجل لعل من أهمها نعمة وجود الأب والأم كما أن فقدانهم يُعد خسارة كبيرة تؤثر على شخصية الطفل.

كيف يؤثر فقدان الأب والأم على شخصية الطفل اليتيم؟

قالت “د. مها دبوس” أخصائية تربوية وأسرة. يؤثر فقدان الأب والأم أو كليهما على الطفل اليتيم من ناحية النمو الاجتماعي بالنسبة له مما يؤثر على شخصيته فيما بعد من خلال الشعور بالحرمان وعدم الإشباع وإحساسه بغياب أهله بجانب شعوره بالفشل في تحقيق الاستقلالية وكراهيته للأم البديل أو الأب البديل بالإضافة إلى شعوره المتكرر بالذنب وحاجته الدائمة للحنان وتعلقه كثيراً بالشخص الذي يهتم به.
الصورة الذهنية التي تصاحب الطفل اليتيم

من خلال الدراسات النفسية فإن الصورة الذهنية لليتيم تتشكل في بداية الأمر بمجرد وفاة الأب أو الأم عند الطفل اليتيم وتتمثل الصورة الذهنية عند فاقدي الأم سواء من الذكور أو الإناث في الشوق الكبير للأم والحاجة الدائمة إليها ورسمها بصورة مثالية ويرفضون وجود بديل لها تحت أي ظرف من الظروف.

أما عن الصورة الذهنية لفاقدي الأب عند الذكور والإناث فإنها تتشابه كثيرا من ناحية الشوق الكبير للأب لكن ما يُفرق الذكور عن الإناث هي مسألة السلطة الأبوية التي يرفضها البنات للأب البديل أما بالنسبة للذكور فإنهم يبحثون عن سلطة أبوية وقد يتقبلون هذه السلطة من الأب البديل بعد وفاة الأب.

وأردفت “مها دبوس” من أهم المشكلات التي يعاني منها الطفل اليتيم الاكتئاب والاضطرابات النفسية وانخفاض في مستوى التحصيل لذاته ويرتفع لديه مستوى الضغوطات النفسية التي تنتهي مع الوقت.

كيف تتأثر نفسية الطفل اليتيم بعد وفاة الأبوين؟

يُعد أكبر خطأ نقوم به عندما نطلب من الطفل الصغير كتمان مشاعره لأن كتمان المشاعر قد يؤدي إلى اضرابات نفسية وسلوكية في حياته، لذلك يجب علينا توفير الحنان والأمل للأطفال لليتامى حتى يمكنهم بناء معتقدات إيجابية عن أنفسهم بجانب أهمية إعطاء الطفل اليتيم حرية الانتماء للأفراد والمجموعات حتى يمكنه تحقيق أهدافه بكل سهولة.

وأضافت “مها” من أهم النصائح التي نقدمها للأمهات ضرورة المعاملة الطيبة مع الطفل اليتيم لأن المعاملة الحسنة تحميه من الاضطرابات النفسية والسلوكية بجانب أهمية معاملته أنه شخص مثل الشخص العادي دون تمييزه أكثر من اللازم أو قهره أمام الآخرين حتى يستطيع أن ينشأ نشأة سوية.

ماذا نعني بالمعاملة الخاصة للطفل اليتيم؟

كما سبق الذكر فإننا يجب علينا استبصار حالة الطفل ليتيم من خلال معرفة كوامله الداخلية واللاشعورية بالنسبة له التي تؤثر دوماً على نفسيته وهذا يتطلب مشاعر إنسانية عالية لا يستطيع أي شخص الاحساس بها، لذلك فمن رحمة الله تعالى أن جعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتيماً حتى يستطيع الإحساس بالأطفال اليتامى في الأمة الإنسانية وحتى يستطيع فهم ما يحتاجه هؤلاء الأطفال، لذلك قال لله عز وجل ” فأما اليتيم فلا تقهر ” حتى يمكننا معاملته معاملة حسنة بعيداً عن القهر والسخرية التي قد يتعرض لها الطفل في بعض الأوقات.

وأخيراً، يمكن لليتيم التعبير عن مشاعره من خلال إشراكه مع الأطفال والمجموعات للتعبير عن رأيه وتحقيق أهدافه بجانب أهمية تدريبه على التفاؤل بالمجهول حيث على سبيل المثال يمكنه استخدام مهارة الرسم كطريقة أساسية للتعبير عن حزنه في فقدان أبيه أو أمه.

أضف تعليق

error: