شباب النيو لوك يدافعون عن أشكالهم الجديدة!

شباب النيو لوك يدافعون عن أشكالهم الجديدة!

أما الظاهرة فهي النيولوك التي أصبحت هوسا جديدا عند بعض الشباب مما جعلهم يطيلون شعورهم ويصبغونها بألوان مختلفة كما جعلت بعض الفتيات يرتدين الملابس الغريبة على مجتمعنا وعاداتنا وتعاليمنا اقتداء بنجوم الفن فلماذا يفعلون ذلك؟

يقول سامح شلبي – 25 سنة: كنت من الشباب الذين أصيبوا في فترة من الفترات بهوس النيولوك وتقليد الفنانين مما تسبب في حدوث خلافات كبيرة بيني وبين والذي بسبب ما فعلته بنفسي وذلك عندما قلدت الفنان الفلاني عندما أطال شعره وصبغه باللون الأصفر فقد فعلت نفس الشيء وعندما فوجئ والذي بهذا الشكل وسألني ما الذي فعلته بنفسي قلت له إنه النيولوك الجديد للمغني الفلاني فثار عليّ ثورة كبيرة وقال لي: إن شكلي أصبح شاذا وغير لائق هذا بالإضافة إلى مقاطعة أمي وإخوتي لي حتى أصدقائي اتهموني بالجنون وقالوا لي نحن لا يمكن أن نمشي معك وأنت بهذا الشكل فأنت أصبحت مثل البنات وشعرت بالفعل بسطحية ما فعلته بنفسي وأني أصبحت محل سخرية لكل من يراني سواء من أسرتي أو أصدقائي فقررت بيني وبين نفسي أن أرجع لشكلي الطبيعي وقصصت شعري حتى عاد إلى لونه الطبيعي وقررت ألا اتبع أي ظاهرة جديدة مرة أخرى مهما تكن، وأن أختار من الموضة ما يناسبني فقط كما أني أنصح الشباب بعدم إتباع مثل هذه الظواهر لأنها لا تؤدي بهم إلا إلى سخرية كل من حولهم واتهامهم بالنيافة والسطحية.

ويقول جمال أنور – ثانوية عامة: أحب التغيير في شكلي من وقت لآخر ولا أجد حرجا في أن أطيل شعري أو أغير لونه إلى اللون الأصفر أو الأحمر ما دام هذا الشكل يريحني نفسيا ويشعرني بالتحرر من كل القيود ولا يهمني إن كان من حولي يسخرون مني أم لا ولا أرى عجبا في ذلك فكل الفنانين ولاعبي الكرة يغيرون شكلهم من وقت لآخر وكذلك أصدقائي ومعظمهم يتبع ظاهرة النيولوك ويغير في مظهره سواء في ملابسه أو شعره أو حتى إطالة لحيته ورسمها بطريقة معينة وهذا شيء طبيعي بالنسبة لمرحلة الشباب لأنه يجعلنا نشعر بالانطلاق.

أما هيثم عادل -23 سنة- فله رأي مختلف تماما عن سابقيه يقول: إن الإنسان بشكل عام والشباب بشكل خاص يجب أن يكون شكله مرتبا وأن يختار من كل موضة جديدة ما هو مناسب له ولشكله ولإمكانياته المادية لأن الإنسان قد يكون شكله جميلا ويرتدي ملابس على الموضة ولكنها في نفس الوقت بتكلفة بسيطة ولا تخرج عن عادات المجتمع وتقاليده وهذا الشكل البسيط يدعم ثقة الشاب بنفسه لأنه كلما لجأ للبساطة وعدم التكلف في مظهره فهذا معناه إنه إنسان لديه فكر جيد وهدف حقيقي يسعى لتحقيقه وكلما كان الشاب طموحا ولديه أهداف ومسئوليات واضحة يحاول أن يسعى إلى تحقيقها فإن هذا يشغله بالتأكيد عن أي شيء آخر خاصة لو كان سطحيا تافها مثل الاهتمام المريض بالمظهر والذي يعتبر مكملا لشخصية الإنسان وليس أساسيا فيها.

تقول مها حسني – آداب عين شمس: ظاهرة النيولوك هذه أصبحت منتشرة في الجامعة بشكل يكاد يكون مجنونا والمثير أن زملائي في الجامعة أحيانا يخترعون موضات جديدة فأفاجأ مثلا بمجموعة كبيرة منهم يرتدون لونا واحدا ويصبغون شعورهم بلون واحد لدرجة جعلت الشباب يشبهون بعضهم ولا توجد شخصية مميزة لكل واحد كما أني أندهش من كثرة عمليات التجميل بين الشباب والفتيات دون أي داع متناسين تماما ما لهذه العمليات من خطورة وآثار سلبية على الصحة خاصة عمليات تدبيس المعدة التي أصبح يلجأ إليها معظم الشباب الآن بديلا للرجيم.

وتقول آثار السيد – 23 سنة: لجأت إلى عمل نيولوك لتغيير شكلي حتى لا أشعر بالملل فالإنسان إذا ظل لفترة طويلة لا تغير في شكله بالتأكيد سوف يمل مظهره وبالفعل أنا أتبع الشكل الذي يظهر به نجوم السينما والتليفزيون والموديلز ومعظم صديقاتي يفعلن مثلي لأننا نشعر دائما أن لدينا رغبة بأن نكون مثل هؤلاء النجوم.

وتقول نبيلة فتحي – 24 سنة: الاهتمام بالمظهر بشكل مبالغ فيه كان في البداية مقصورا على الفتيات فقط ولكنه امتد الآن إلى الشباب أيضا وربما بصورة أكبر فأصبحت اليوم معظم العيادات المختصة بنظام التخسيس أو الرجيم وأيضا جراحات التجميل ممتلئة بالشباب وذلك دون أي مبرر كما أصبح الشاب يفعل بنفسه وبشعره أشياء غريبة جدا بحجة النيولوك.

وتقول الدكتورة/ هالة منصور أستاذ علم الاجتماع: أصبح هناك هوس جديد لدي الشباب اسمه النيولوك أو تغير المظهر وكانت هذه الظاهرة في البداية مقصورة على الفنانين ولاعبي الكره وحتي الفنانين كان التغير المستمر في شكلهم مرتبطا باختلاف الأدوار التي يؤدونها ولكن الآن الوضع اختلف نظرا لتعدد القنوات الفضائية ومايظهر فيها من أشكال غريبة وليست مقبولة في كل المجتمعات… والذي أريد أن أنبه عليه بشدة هو أن التغيير في الشكل قد يكون مطلوبا في بعض الأحيان ولكن في إطار قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا. لكن للأسف مايحدث الآن سواء عند بعض الفتيات أو حتى الشباب أصبح شيئا غير لائق بطبيعتنا وعادات مجتمعنا الذي يعتبر الحكم الأول على تصرفات كل شخص يعيش به فالشباب اليوم يرتدي ملابس غريبة الشكل ليس بها أي نوع من أنواع التناسق أو الاحترام كما إن الفتيات بدأن للأسف يقلدن ما يشاهدنه في التليفزيون اعتقادا منهن بأن هذه هي الموضة وإنها حرية شخصية ولكن الأمر هنا تعدي حدود الحرية الشخصية ودخل في منطقة الشذوذ العقلي والشكلي وأصبح هناك هوس بتقليد كل تقليعه جديدة حتى لو كانت غير لائقه على الشخص الذي يقلدها أو على المجتمع ككل. وبعض الشباب الذي يلجأ إلى هذه الظواهر الغريبة في شكله قد يكون أصلى يحاول الهروب من بعض المشاكل في حياته عن طريق ابتداع هذه الأشياء الغريبة وذلك حتى يلفت النظر إليه بأي شكل من الأشكال وأعتقد ان الانسان الذي يلجأ لمثل هذه الأشياء هو الانسان الفارغ ضعيف الشخصية الذي لا يجد بداخله أو في شخصيته مايلفت النظر إليه مما يضطره إلى محاولة لفت نظر الآخرين إليه بشكله وليس بشخصيته وهذا بالتأكيد يعتبر انحرافا فكريا وسلوكيا بل أدي الأمر إلى ان بعض الفتيات قد يلبسن الحجاب مثلا لمجرد تقليد إحدي صديقاتهن وبالتالي فهن يلبسن هذا الحجاب دون اقتناع وبالتالي نجدهن يخلعن الحجاب مرة أخري بعد فترة قصيرة. لذلك يجب على الشباب أن يتعامل مع مظهره والتجديد في مظهره بشكل أكثر جدية وأن يرتدي دائما ماهو مناسب له ولتقاليد وعادات المجتمع أيضا حتى لا يصبح مسخة بين الناس.

أما الدكتور ناجي جميل/ استشاري الطب النفسي فيقول: ظاهرة النيولوك هذه ظاهرة موجودة عندنا منذ فترة طويلة جدا ولا تعتبر حديثه علينا وبالتأكيد لكل زمن النيولوك الخاص به وهذه الظاهرة دائما ما يهتم بها الشباب في سن المراهقة لأنه في هذه الفترة تحدث عنده اختلالات نفسية قد تؤدي إلى عدم الاتزان أو تحديد الهدف الخاص به وبالتالي يتمرد على أهله وعلي التقاليد والأعراف السائدة في المجتمع فهذه مرحلة طبيعية في النمو لأنه بذلك يشعر إنه شخصية مستقلة ولكن هنا يجب دائما أن يكون الشباب خاضعا لنظر وتوجيه الآباء لأن هذه الظاهرة أو الاهتمام بالظهور دائما بشكل جديد وغريب إذا زادت عن المفروض والمسموح به فيكون الشاب هنا عرضة للانحراف السلوكي والشذوذ النفسي وهذا في الغالب يكون ناجحا عن مشكلة نفسية قد تكون عدم التوافق والتصالح مع نفسه ومع من حوله سواء الأهل أو الأصدقاء أو المجتمع ككل وبالتالي تحدث هوة وفجوة كبيرة ما بين الشباب والمجتمع والتي تقود الشباب بدورها إلى خواء وفراغ نفسي وعدم وجود قضية أو هدف خاص به مما يجعله يتخلى عن أي مسئولية واقعة عليه حتى مسئولية دراسته ونجاحه بها وتجعله يرى أن السبيل الوحيد للفت النظر إليه هو الظهور بشكل شاذ سواء على المستوى المظهري أو التصرفات حتى يصبح متفردا بأي شيء في حياته لذلك يجب على الشباب دائما أن يخلق لنفسه هدفا يسعى لتحقيقه حتى لو كان هدفا بسيطا لأنه كلما حقق هدفا بسيطا في حياته فأنه في النهاية سيجد نفسه حقق بهذه الأهداف الصغيرة هدفا كبيرا ويجب أيضا ألا يترك نفسه فريسة لليأس والإحباط والفراغ ويحاول دائما أن يبحث لنفسه عن أي فرصة عمل حتى لو كانت بسيطة المهم أن يحاول بإخلاص حتى يصل إلى حلمه الحقيقي. كما يجب علينا نحن كآباء أن نأخذ بيد أبنائنا ولا نتركهم دون توجيه ولكن لا يجب أن يكون هذا التوجيه في صورة أوامر وتعليمات وإنما يجب أن نصادقهم ونقترب من أفكارهم وأحلامهم ولا نهاجمهم على أي ظاهرة جديدة يلجئون إليها إنما نحاول أن نفهمهم لماذا لجئوا إلى مثل هذا السلوك وذلك حتى نصل بهم إلى بر الأمان.

ويقول الدكتور/ عادل صادق استشاري الطب النفسي: إن الفراغ الذي يعيش فيه معظم الشباب وفقدانه لهدف معين يسعى إليه هو من أهم الأسباب التي تدفع الشباب لا تباع مثل تلك الموضات والتقاليع الغريبة التي نراها على نجوم السينما وخاصة نجوم الغناء الذين يقلدهم معظم الشباب وهم بذلك لا يقصدون شيئا سوى لفت الأنظار إليهم فالإنسان بطبعه يرغب في إثارة انتباه من حوله بالمؤثرات الغريبة والشاذة والكثير من هؤلاء الشباب الذي يلجأ إلى مثل هذه الظواهر الغريبة في النيولوك سواء في ألوان شعره أو طريقة ملابسه ليس لديه من القيم الاجتماعية والخلقية التصور الكافي الذي يوجه أذواقهم ويبعدهم عن هذه الأشكال الغريبة كما أن انتشار هذه الظاهرة يوحي بسطحية التفكير لأنه يقلد ما يشاهده دون تفكير أو تحفظ أو دراسة إن كانت هذه الموضات تناسبه وتلائمه أم لا وإتباع هذه الموضات لا يدل على التوازن النفسي والتفكير العقلاني لأنه يعلن عن نفسه بشيء من المغالاة والمبالغة ولكن هذه الرغبات غالبا ما تنتشر في سن المراهقة ولكنها تقل تدريجيا كلما زاد نضج الشباب وفهمه للحرية بطريقة صحيحة. ولا يمكننا أيضا أن ننسي دور الآباء في تقويم أبنائهم دون إتباع لسياسة الإجبار أو العنف وإنما بالتوعية الهادئة وتوجيه عقولهم إلى ما هو أهم وأكثر فائدة مثل الرياضات المختلفة وتشجيعهم على ممارسة الهوايات لتربية عقولهم وأجسامهم وأخلاقياتهم.

تحقيق: رانيا نور

أضف تعليق

error: