رفقا بالصغيرات

رفقا بالصغيرات

أمسكت العمة بيد ابنة أخيها وبدأت تنشد: “تراقصت النخلة.. تنادي يا سهلة.. هزي هزي هزي… يا سهلة الجذع”.. أخذت تحث الصغيرة على الاهتزاز والتحرك على إيقاع النشيد، فردت الصغيرة: لا يا عمة أنا أنشد نشيد “درس الشريعة”.. فردت عليها: طيب ما هو نشيد الشريعة؟.. قالت: ما أعرفه.. نسيته!!؟..

دعوني أروي لكم ما حصل خلال زيارة طالبات من المرحلة الإعدادية، لجمعية البلاغ الثقافية بقطر، للتعرف على الأنشطة التي نقيمها، فهذا حدث:

اليوم الأول

تقافزت الصغيرات.. يلهثن ويعلقن “يا أبلة ما عندنا لياقة”، صعدنا السلم للدور الثالث، دخل عامل البوفيه بالماء لتطفئ الصغيرات ظمأهن، وانتبهت المشرفة أنه كلما دخل العامل لجلب الماء كن يسرعن لتغطية وجوههن، فطلبت المشرفة من العامل أن يستأذن قبل الدخول.. وبعد الفعالية قفزت صغيرة من بينهن: “أريد أن أسألك يا أبلة هل تغطية الوجه صح أم خطأ؟”؛ فردت عليها المشرفة -غير المنتقبة-: الرأيان صح يا عزيزتي!!!.

اليوم الثاني

أعدت المشرفة مجموعة من الأنشطة مثل التلوين والرسم وأعمال حرة، فبمجرد دخول الطالبات طلبنا منهن أن يمسكن بأيدي بعضهن، إلى أن يكتمل العدد ونغني ونشدو معا “يا حلو يا حلو.. معنى الطفولة“، فعلقت بعضهن يا أبلة خليني أنشد “قد أشرقت شمس الوداع”؛ فلاطفتها المشرفة: “ستودعينني الآن.. لماذا؟”.. طيب لننشد “طلع البدر علينا”، فهتفت أخرى منشدة لا: “فرشي الترااااااب” وألحت صاحبة نشيد الوداع وشمسه أن تغني مرة أخرى، ثم بالتصويت بين الصغيرات فاز نشيد “يا حلو معنى الطفولة”..

اليوم الثالث

تزينت القاعدة بألوان فريق كرة القدم الذي تشجعه الطالبات، فكانت الفكرة أن ننفذ ونعد نشيد التشجيع الفريق المحلي الذي تشجعه الطالبات، فبمجرد دخول الطالبات للقاعة وضعت أغنية وطنية مشهورة، فرحت الصغيرات بها وبدأن الغناء.. ودون مقدمات طلبت المدرسة المرافقة للصغيرات من المشرفة إغلاق المسجل والأغنية.. لأن طالبة دخلت الحمام وأغلقت على نفسها الباب معترضة وزعلانة!!.. كيف “جمعية دينية وفيها أغاني؟؟”.. طبعا رضخت المشرفة وأغلقت المسجل، أكملنا فعالية اليوم بدون موسيقى أو غناء..!!

اليوم الرابع

حرصت المشرفة أن تفتح المجال للصغيرات أكثر وللتحرك بحرية ودون حرج، ولمزيد من الحرية طلبنا من المدرسات المرافقات أن يتفضلن لشرب الشاي خارج القاعة حتى لا تتحرج الطالبات منهن أثناء النشاط الذي كان عبارة عن “تصميم بطاقة تهنئة”، ثم طلب منهن أن يقترحن الأنشطة التي يردن مزاولتها في الصيف؛ فكان مما طلبته الصغيرات “تعلم رقص الراب، وفن التمثيل”!!.

اليوم الأخير

وزعت المشرفة على الطالبات علبة وتركت لهن حرية لفها وتزيينها وتقديمها لمن يحببن، وفي أثناء هذه الفعالية ألحت الطالبات على أن يسمعن أنشودة “قد أشرقت شمس الوداع” فتصايحت الصغيرات: لا يا أبلة بكينا كثيرا.. ففهمت منهن أن هذه الأغنية أنشدنها لأنهن سينتقلن من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية وقد يتفرقن، بعدها تبادلنا الهدايا وكلمات الشكر، وانصرف الجميع وسكن الصوت في القاعة وهدأت جنباتها، وانسحب جو الحماس والشقاوة البريئة والتساؤلات التي كانت تتدافع من ألسنتهن، حبا في المعرفة أو التعبير عن آرائهن حتى ولو طلبن من مدرساتهن أن يكون الخط الأخير لهذه الرحلة في مجمع تجاري لشراء المثلجات، ليكون ختامها بردا وسلاما.

بقلم: مريم آل ثاني

⇐ واقرأ أيضًا في مقترحاتي:

أضف تعليق

error: