خط الخيار ومراحل تطوير الذات

صورة , رجل أعمال , النجاح , تطوير الذات

دائماً ما يسعى الإنسان إلى تطوير كافة الأدوات والأشياء من حوله كالتلفاز والموبايلات وغيرها من الأمور المادية دون النظر إلى أهمية تطوير الدماغ الذي لابد منه خاصة في هذا العالم المتطور يومياً والذي يتطلب منا سرعة مواكبته في هذا التطور لنحيا حياة لا يملئها الشقاء والتعب في بعض الأحيان خاصةً وأن لكل واحد منا رؤيته وحلمه الخاص الذي قد يتعارض مع واقعنا المؤلم والمتعب وهذا يتطلب منا عدم التقليل من هذا الحلم أو هذه الرؤية وإنما يستوجب منا ضرورة وسرعة العمل على تجاوز العقبات التي تساعدنا على تحقيق هذا الحلم أو تلك الرؤية.

ما هو الدافع وراء عدم قدرة البعض على التطور؟

ترى الدكتورة منار الدينا ” المدربة والمفكرة الحيوية ” أن تجديد software الخاص بأي جهاز ذكي شيء ضروري ومهم لعمل هذا الجهاز الاليكتروني بكفاءة عالية مرة أخرى، فما بالنا بدماغ الإنسان المهم والذي يعتبر حجر الأساس لبناء أي شيء وللتفكير السليم في كافة الأمور الحياتية، لذلك هناك بعض التمارين التي يجب أن يعتاد عليها الشخص ليقيم ذاته دماغياً وذهنياً إن جاز التعبير.

يجدر الإشارة إلى مسمى خط الخيار الذي يعني أننا كأفراد نعيش تلك الحياة من خلال بعض الخيارات والقرارات التي تُقدم لنا أو نقوم بها يومياً دون أن نشعر بأننا نأخذ تلك القرارات من داخلنا.

هناك بعض الناس ممن يعيشون تحت خط الخيار ويميزهم 3 أشياء هي كثرة اللوم وكثرة إعطاء المبررات للظروف ولأنفسهم على الأمور التي يقومون بها كما أنهم ينكرون أي تطوير ذاتي يأتي من داخلهم ويعتمدون فقط على ضرورة تغيير وتطوير الآخر في المقام الأول قبلما يغيرون أنفسهم، وهؤلاء الأشخاص يعيشون أو يفكرون بطريقة الضحية لأنهم يركزون على المسببات والمشاكل فقط لا غير – وفق ما تراه منار الدينا.

على الجانب الآخر، على عكس الفئة الأولى تأتي الفئة الثانية من الناس الذين يعيشون أعلى خط الخيار وهؤلاء يتميزون بثلاثة أشياء أخرى هي الحس بالمسئولية والمسائلة والمصداقية بشكل أكبر وبالتالي فإنهم يتحملون مسئولية أفعالهم وأفكارهم وخياراتهم وقراراتهم ومن ثم ليس لديهم مشكلة لوم الآخر كما في الصنف الأول من الناس لأنهم يعتمدون على مساعدة الآخرين حتى لو لم يكونوا هم السبب في خلق أي مشكلة قائمة فعلياً لأن لديهم فكر المنتصر أو الانتصار الذي يرى نفسه انعكاساً لكل الخيارات والقرارات التي يقوم بها في هذه الحياة، لذلك فإن أمثال هذه الفئة من الناس عادةً ما يقدمون الحلول للمشاكل ولا يركزون على إعطاء أو تقديم المشاكل في حد ذاتها وإنما يقومون بتقديم فكرة جديدة للغير، وهنا وجب علينا أن نسأل أنفسنا سؤلاً واحداً حول المكان الذي نعيش فيه أهو فوق الخط أو تحت الخط وبناءً على تقييمنا الذاتي يجب علينا التفكير في ضرورة العيش فوق خط الخيار في هذه الحياة، وهذه هي الفلسفة الأصح في تطوير الذات بشكل عملي وناجح.

كيف يمكن للأشخاص تحت خط الخيار تطوير أنفسهم ذاتياً؟

من الضروري أن يحاول الشخص الذي ينتظر غيره لتغييره ألا يتوقع شيء من أحد وأن يعمل على تغيير نفسه بنفسه وأن يحاول أن يُسعد نفسه بنفسه لأن سعادتنا الشخصية هي مسئولياتنا الذاتية ولا دخل للغير فيها، ومن ثم سيكون لدينا القدرة على التعامل مع الأشخاص الآخرين من حولنا دون أن ننتظر منهم شيء.

أضافت ” منار “: يعاني الأشخاص الموجودون تحت خط الخيارة معاناة كبير نتيجة لنظرة وتفكير الضحية التي يرون أنفسهم بها ويجعلهم عُرضة لتعامل الغير على ما يحلوا لهم ولا يكون الشخص حينئذ في هذه الحالة صاحب موقف ولا يكون لديه القدرة على الاختيار على عكس الأشخاص الذين يعيشون فوق الخط والذين يتمتعون بوعي وتطور عال كذلك لهذه الذات لأنهم حتى في حالة خطأهم فإنهم سيدركون هذا الخطأ وسيقومون بتصليح هذا الخطأ على الفور من خلال لوم الذات وليس عن طريق لوم الآخر عكس ما تقوم به الفئة الأخرى من الناس.

ما هي مراحل تطوير الذات؟

تأتي أولى خطوات تطوير الذات في بداية الأمر عن طريق تحديد موقعنا من خط الخيار وأخذ القرار بضرورة العيش فوق الخط في المقام الأول وذلك بعد تسليط الضوء على النقاط التي تتطلب تغييرها في أنفسنا.

بعد ذلك، يجب على الإنسان الذي يرى نفسه مقصراً في حق ذاته من حيث التطوير العقلي والذهني والذاتي أن يقوم بتطبيق التمارين التي تحسن من هذه الصورة عن طريق القراءة مثلاً أو النظر إلى المسببات الحياتية التي تزيد من مشكلة عدم تطوير الذات كزيادة اللوم على الآخرين وإعطاء المبررات إلخ إلخ..، ومثال على ذلك الظروف الحياتية والعملية الصعبة والبيئة السلبية والمحتوى السلبي الذي يُقدم لنا على السوشيال ميديا مثلاً.

بالإضافة إلى ذلك، تأتي المرحلة الرابعة من مراحل تطوير الذات والتي تعتمد على البدء الفعلي في التغيير والخطو نحو هذا التطوير الذاتي الذي يأخذ مزيداً من الوقت وليس بهذه السهولة التي قد يظنها البعض وإنما هي عملية تتطلب مزيداً من العناد والإصرار والعزيمة والمعرفة والمساعدة من الغير خاصةً من أهل الكفاءة والثقة على حد سواء.

أما المرحلة الخامسة فهي عبارة عن مرحلة انتقالية نقوم فيها بإجراء صيانة نحافظ فيها على هذا التغيير الذي قمنا به في أنفسنا ولا يصير هنالك تراجع عن ما وصلنا إليه من إيجابيات ذاتية بداخلنا مع ضرورة إدراك الشخص أنه خلال هذه المرحلة حتماً سيمر ببعض الانتكاسات التي قد تعوقه على الاستمرار في هذا التطوير وقد تعيده إلى أسفل خط الخيارة مرة أخرى وتتطلب هذه المرحلة عزيمة وإصرار عال من الإنسان.

وأخيراً، لا يمكننا التسليم بأن الأشخاص الناجحين في حياتهم قد وصلوا إلى هذه المرحلة العالية من النجاح بشكل عشوائي وإنما يجب علينا إدراك أن هؤلاء الأشخاص واجهوا العديد من المشاكل التي كادت تمنعهم من التقدم سريعاً نحو هذا الطريق الناجح إلا أنهم واجهوا تلك المشاكل بمزيد من الجهد والعزيمة والتعب والصبر حتى يحافظوا على هذا النجاح الذي قد تصل ضريبته إلى خسارة بعض الأشخاص من حولنا في بعض الأحيان، وهؤلاء الأشخاص الذين تتعارض أفكارهم مع أفكار التطوير الذاتي الذي نحن بصدد الحديث عنه والضروري للجميع في هذه الآونة على وجه الخصوص يجب علينا مساعدتهم قدر ما نشاء.

أضف تعليق

error: