قدرة الأمهات على صنع القرارات

الأمهات , القرارات

تحمل السيدات والأمهات على وجه الخصوص طموحات ممزوجة بالإحساس بالمسئولية ويعتبر تمكين المرأة شرطاً أساسياً لبناء مجتمعات سليمة، لذلك وجب علينا العمل على تمكين الأمهات في كافة المجالات حتى يتسنى لهن اتخاذ السبل الصحيحة في تربية أبنائهن.

ما هي مصادر التشويش التي تحول بين المرأة وبين اتخاذ القرار الصائب؟

تقول الدكتورة “رولا قطامي أبو جابر” أخصائية في رعاية الحمل والطفولة المبكرة، دائماً ما تكون الأم عُرضة لكل النصائح والإرشادات التي تأتي من البيئة التي حولها من الجارات والصاحبات وحتى العائلة يمكن أن ترشدها لاتخاذ القرار الصائب ولكن كثرة هذه النصائح يمكن أن تكون مشوشة لها خاصة وأنها قد تؤخذ على البعض، لذلك فقد تأخذ السيدة أو الأم نصيحة جيدة وأخرى غير جيدة من نفس المصدر ومن ثم فإن كثرة النصائح التي تتلقاها المرأة في حياتها سيجعلها ضعيفة وغير قادرة على اتخاذ القرار السليم فيما يخص صحة أطفالها وتربيتهم.

ما هي الآثار السلبية لتعرض الأم للضغوطات؟ وما أثره على الطفل؟

عادةً ما يكون الأم لديها ضغوطات خاصة إذا كانت عاملة لأنه يكون لديها حينئذ مسئوليات كبيرة أو حتى إذا كانت غير عاملة فإن لديها مسئوليات البيت وتدبير أمور الأولاد، وهذه الضغوطات تنعكس سلبياً على الطفل في طرق التربية فنلاحظ إذا تعرضت المرأة للضغوطات فإنها تتعامل بشكل سلبي مع أطفالها من خلال الصراخ والضرب أو تعرضها للعصبية الزائدة بعكس الأم الهادئة التي تستطيع تدبير أمور وتتعامل بصورة سلسة مع أبنائها ومن ثم ينعكس ذلك على أطفالها – وفق ما تراه الطبيبة.

إلى جانب ذلك، إذا تعاملت الأم مع طفلها بشكل عصبي ومرة أخرى بسلاسة فإنه حينئذ سيصاب بالتشوش في طريقة التربية التي يراها من الأم.

هل من أمهات لديهن هدف غير هدف الأمومة في الحياة؟

بالطبع كلنا كأمهات لدينا هدف أساسي في الحياة وهو هدف الأمومة سواء كان لدينا مسئوليات أخرى أو ما شابه.

على الجانب الآخر، يظل لدينا دوماً التشويش الذي يأتينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي يمكن أن تكون سلاح ذو حدين لتعطينا معلومات مهمة للأم وتعطيها أفكار جيدة في كيفية تربية أبنائها ولكنها أيضاً تعطينا صورة غير حقيقية للأسرة بشكل عام سواء للأم أو للأطفال من جانب السلوكيات التي تُظهرها على أنها رائعة على الدوام وهنا تبدأ الأم بالمقارنة سواء كانت عاملة أم غير عاملة وهذا ينعكس سلباً على قراراتها بتحقيق أهدافها فيما يخص الأمومة والطفولة.

كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي مساعدة الأم في تربية الأطفال؟

في العادة إذا واجهت الأم مشكلة تخص تربية أطفالها أو حتى مرض معين تعرض له ابنها فإنه قد تلجأ إلى الإنترنت للمساعدة ومن ثم قد تحصل على معلومات غير موثوقة، لذلك فإنني أنصح الأمهات بالبحث في المصادر الطبية والعلمية والتي تعتمد على دراسات وأبحاث معروفة ولكن عند الحاجة إلى معرفة منتج معين للشراء فإنه يمكنها أخذ آراء الأمهات الآخرين الذين جربوا هذا المنتج من قبل.

وأخيراً، هناك بعض الأدوات التي قد تساعد في تمكين الأم بدرجة كبيرة حيث يُفضل أن ترجع الأم لأخصائيين الأمومة والطفولة حيث يمكنها المتابعة مع طبيب الأطفال فيما يخص أسئلتها حولها الأمراض التي يتعرض لها أطفالها أو أسئلتها حول الطريقة الصحيحة لنمو الأطفال، كما يمكنها الرجوع إلى الأخصائيين التربويين إذا كانت تعاني من مشاكل تخص سلوك الأطفال، ولكننا دائماً ما ننصح بأن تعود الأم لغريزة الأمومة حيث أثبتت الدراسات أن الأم لديها دائماً غريزة التي تُعد بمثابة البوصلة التي توصلها للطريق الصحيح إلى جانب الآراء التي تأخذها من غيرها من الأمهات.

أضف تعليق

error: