خطبة قصيرة/مكتوبة عن عيادة المريض

خطبة قصيرة , خطب جمعة مكتوبة عن عيادة المريض

لضيق الوَقت، يضطَر الكثير من خطباء المسلمين إلى اختيار الخُطب القصيرة لتتناسب مع الوقت المسمح لهم بها؛ وهنا نقدم لهم خطبة جمعة قصيرة/مكتوبة عن عيادة المريض؛ ومدى فضلها، وكيف حَثّ الإسلام عليها، في ضوء ما ورد في كتاب الله ﷻ وسُنَّة رسوله المصطفى ﷺ.

مقدمة الخطبة

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد، آمنا بك ربنا وبملائكتك، وكتبك ورسلك واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، ونشهد أن لا إله إلا أنت، رضينا بك ربا، وبالإسلام دينا، ونشهد أن سيدنا محمدا عبدك ونبيك، وخاتم رسلك، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين.

أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال ﷻ: ﴿ومن يتق الله ‌يكفر ‌عنه ‌سيئاته ويعظم له أجرا﴾.

الخطبة الأولى

أيها المؤمنون: يقول رسول الله ﷺ: «إن الله ﷻ يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، ‌مرضت ‌فلم ‌تعدني. قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟». أي: لو زرته لوجدت ثوابي وكرامتي، وعطائي ومنتي، وفي ذلك حث على زيارة المريض، وبيان لعظيم فضلها، وكبير أجرها. قال النبي ﷺ: «ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة» أي: بستان فيها.

ويقول النبي ﷺ: «من عاد مريضا؛ نادى مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا».

ولقد كان ﷺ يزور المرضى؛ يواسيهم ويخفف عنهم، ويذكرهم برحمة ربهم، وجزاء تحملهم وصبرهم، وما لهم من رفعة الدرجات، وتكفير الخطيئات، فقد زار ﷺ يوما مريضة وقال لها: «إن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه، كما تذهب النار خبث الذهب والفضة».

وكان يقول عليه الصلاة والسلام: «ما من مسلم يصيبه أذى: شوكة فما فوقها، إلا كفر الله بها سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها».

كما كان ﷺ يدعو بالشفاء للمرضى عند زيارتهم. فلما زار سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، دعا له قائلا: «اللهم اشف سعدا». ثلاث مرار. فإن الله هو الشافي، قال ﷻ حكاية عن إبراهيم عليه السلام: ﴿‌وإذا ‌مرضت فهو يشفين﴾.

فاللهم إنا نسألك فعل الخيرات، والسعي في المبرات، وأن توفقنا لطاعتك، وطاعة رسولك محمد ﷺ ، وطاعة من أمرتنا بطاعته عملا بقولك: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾.

﴿سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين﴾.

هنا أيضًا خطبة: عناية القرآن بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين — مكتوبة

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي دعانا إلى زيارة المرضى، ووعدنا على ذلك بالثواب الأوفى، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.

أيها المصلون: لقد أمرنا النبي ﷺ بزيارة المرضى فقال: «‌عودوا ‌المرضى» فإن زيارتهم هدي نبوي قويم، وعمل إنساني كريم، يبذله المسلم لكل إنسان؛ تقديرا لإنسانيته.

ويستحب للزائر ألا يطيل في الزيارة، وأن يتبع الإجراءات الصحية، ويبث الأمل في نفس المريض، ويرفع معنوياته، ويسهم في مواساته، ويخفف من معاناته، فذلك عمل نبيل، نعزز به المودة والتراحم بيننا، والتواصل والتكافل في مجتمعنا.

هذا وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا.

  • اللهم ارحم المسلمين والمسلمات: الأحياء منهم والأموات.
  • عباد الله: اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم.
  • وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وأقم الصلاة.

أضف تعليق

error: