خطبة عن الخدمة الوطنية.. شرف ومسؤولية

تمت الكتابة بواسطة:

اليوم خطبة مميزة تنتظركم إخواني الخطباء الأجِلاء. فهي عن الخدمة الوطنية أو التجنيد أو الالتحاق بصفوف الجيش الوطني للبلاد. وهي من أندَر الخُطَب وأكثرها أهمية وضرورة خاصَّة في أيامنا هذه التي نرى فيها أعداء الأُمَّة الإسلامية يتربصون بها الدوائِر شرقًا وغربًا.

فما أحوجنا إلى خُطَب جمعة تتحدَّث عن هذا الموضوع بشكل مستفيض لتحثّ الشباب على الإقدام على هذه الخطوة بأريحية وقلب مطمئن؛ وألا ينخدعوا بما يدَّعيه ضعاف النفوس ممَّن يبثّون الأفكار المسمومة الهدَّامة في نفوسهم.

خطبة عن الخدمة الوطنية

خطبة عن الخدمة الوطنية

الخدمة متوفرة أدناه بكل عناصرها: المقدمة والخطبة الأولى، ثم الثانية، ثم الدعاء.

مُستعينين بالله ﷻ نبدأ هذه المادة العلمية والوعظين سويًا..

مقدمة الخطبة

الحمد لله، اللهم لك الحمد على نعمة الوطن، اللهم لك الحمد، أنعمت علينا بالعيش في وطن العز والخير والكرامة، نحيا على ترابه، وننعم بخيراته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.

أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال جل في علاه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

الخطبة الأولى

أيها المؤمنون: إن الوطن نعمة كبرى؛ تحبه النفوس، وتهواه القلوب، وتدعو له بالخير والنماء، والاستقرار والرخاء، عملا بهدي الأنبياء، فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام، كان يدعو لوطنه قائلا: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا)، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة، ومثله معه» فحب الوطن ضرورة شرعية، وفطرة إنسانية، وفرض علينا أن نرد الجميل للوطن؛ بالتفاني في خدمته، والسعي لرفعته، كل من موقعه؛ الموظف في وظيفته، والعامل في عمله، والطالب في دراسته.

ومن أعظم ما نرد به الجميل للوطن: المحافظة على هويته وخيراته، وتعزيز تقدمه وإنجازاته، وحراسة مكتسباته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله».

فاللهم احفظ دولتنا وطن الكرامة، واحفظ كل من يعيش على ترابها، ووفقنا لطاعتك أجمعين، وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وطاعة من أمرتنا بطاعته عملا بقولك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُم).

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

الخطبة الثانية

الحمد لله ذي العطايا والمنن، حثنا على خدمة الوطن، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين.

أيها المؤمنون: التحقت دفعة جديدة من أبناء الوطن بكل فخر بالخدمة الوطنية، فنهنئهم بهذا الشرف الكبير، فخدمة الوطن مطلب شرعي، وواجب وطني، وإن الخدمة الوطنية مصنع الرجال، وميدان الأبطال، تعزز قيم الولاء للوطن، وتمنح فرصة تبادل خبرات حياتية، وتبث الشجاعة والثقة في النفس، وتعلم الانضباط وعلو الهمة، وتكسب الصبر والقوة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير».

فيا أيها الآباء والأمهات، حق لكم أن تفخروا بأبنائكم وبناتكم، فهم مستقبل الوطن ودرعه الحصين، يدافعون عن ترابه، ويذودون عن حياضه، ويحافظون على أمانه واستقراره، ورقيه وازدهاره.

الدعاء

  • فاللهم وفق المنتسبين للخدمة الوطنية، ووفقنا جميعا لخدمة الوطن.
  • هذا وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
  • اللهم احفظ لدولتنا أمانها واستقرارها، وأدم رخاءها وازدهارها، وبارك في خيراتها، واكلأها برعايتك، واشملها بعنايتك، يا رب العالمين.
  • وارحم شهداء الوطن وضاعف أجرهم، وارفع في الجنة درجتهم، وشفعهم في أهلهم.
  • اللهم ارحم المسلمين والمسلمات: الأحياء منهم والأموات.
  • اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا ‌غيثا ‌مغيثا، ‌صيبا نافعا.

عباد الله: اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وأقم الصلاة.


خُطَب ذات صِلة

بعد أن اطّلعنا على خطبة اليوم والتي أتتكم بعنوان: الخدمة الوطنية.. شرف ومسؤولية. نسوق إليكم المزيد من الخُطَب الوطنية أدناه:

نسأل الله ﷻ لنا ولكم ولكافَّة أئمتنا في كل الأقطار العربية والإسلامية كل التوفيق والسداد.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: