خطبة الجمعة عن الإسراء والمعراج pdf + نص مكتوب

خطبة الجمعة عن الإسراء والمعراج pdf + نص مكتوب

في ظِل ما تسوقه إلينا الأيام العَطِرة في ذكرى الإسراء والمعراج وما كان منها من ثمرات إيمانية؛ نسوق -نحن بدورنا- لكم أيضًا خطبة الجمعة عن الإسراء والمعراج pdf + نص مكتوب. علَّها أن تنفعكم -إن شاء الله ﷻ- خطباء ومُصلين.

مقدمة الخطبة

الحمد لله الحليم الكريم الذي جعل لكل شيء قدرا، سبحانه أسبل علينا من رحمته سترا. اللهم إنا نشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك.. الذي خص بالمعجزات الكبرى، صلى الله وسلم عليه صلاة تترى.

الحمد لله خالق الماء والثرى، فالق الحب والنوى، الذي لا يغيب عن بصره صغير النمل في الليل إذا سرى، أحمده ﷻ شديد القوى، جعل الأرض بساطا، وشق فيها سبلا فجاجا، وأرسى الجبال لها أوتادا، وجعل قرارها من آلائه، وزلزلتها آية على عظمته وكبريائه؛ ليتعظ بها العاقلون، ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون.

الخطبة الأولى

قال الله ﷻ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ الإسراء: 1.

لقد خلد الله ﷻ معجزة الاسراء بسيدنا رسول الله ﷺ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس، وهي آية قطعية الدلالة لا تقبل التشكيك أو التأويل.

كما دلت آيات سورة النجم دلالة ظاهرة على معراجه الشريف ﷺ، قال الله ﷻ: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ النجم:1-18، كما عقد الامام البخاري في صحيحه باباً كاملاً اسماه باب المعراج أورد فيه قصة الاسراء والمعراج كاملة وما راه رسول الله ﷺ في السموات العلى من آيات ربه الكبرى، مما يؤكد معجزة الاسراء والمعراج من بيت الله الحرام الى بيت المقدس إلى السموات العلى، إلى سدرة المنتهى.

سريت من حرمٍ ليلاً إلى حرمٍ
كما سرى البدر في داجٍ من الظلم

وبت ترقى إلى أن نلت منزلةً
من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم

وجل مقدار ما وليت من رتبٍ
وعز إدراك ما أوليت من نعمِ

بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا
من العناية ركناً غير منهدم

إن الإسراء والمعراج معجزتان عظيمتان جعلهما الله ﷻ تسلية وتأييداً لنبيه ﷺ عندما اشتد أذى كفار قريش بعد أن فقد عمه أبا طالب وزوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، فجاءت الرحلتان لنصرة النبي ﷺ الذي تكفل الله ﷻ بنصرته وكتب ذلك على نفسه، قال الله ﷻ: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ المجادلة:21، وقد تحقق هذا النصر فعلاً بعد هجرة النبي ﷺ إلى المدينة المنورة التي تشرفت بمقدمه، كما تشرفت مكة بمولده ومبعثه والقدس بإمامته ووراثته والسماء بعروجه وزيارته.

والحق أن الإسراء والمعراج كانا امتحاناً للقلوب، فمنْ صدّق بهما فاز وأفلح في الدنيا والاخرة كسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، الذي نال مرتبة الصديقية ،ومن شك او تردد فيهما سقط في التكذيب والنفاق والعياذ بالله ﷻ، ولم ينل مرتبة الصحبة الشريفة، فمن صدق بالإسراء والمعراج الشريفين في عصرنا نال ثمرة الإيمان وحقق اليقين في قلبه المطمئن بذكر الله ﷻ.

لقد علمتنا معجزة الاسراء والمعراج أن المنح تأتي بعد المحن، وأن الفرج يأتي بعد الشدة والكرب، وأن العطاء يأتي بعد المنع والابتلاء، ومن خلال الأحداث التي مر بها عليه الصلاة والسلام قبيل وأثناء رحلته، فإن المؤمن يتعلم الثقة بالله ﷻ والاعتماد عليه، ومهما رأى من بلاء او شدة أو كرب أو مرضٍ، فإنه يوقن بأن لله حكمة في كل ذلك، والمؤمن إذا ابتلي فلا بد أن يري ربه خيراً، إن أصابته سراء شكر، وإذا مر به بؤس أو ضراء صبر لأمر الله، قال ﷺ: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له» — رواه مسلم.

وليعلم كل واحد منا أن الله ﷻ يحب أن نلجأ اليه وان نفر اليه وقت الشدة كما نلجأ اليه في النعمة، قال ﷻ: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ الذاريات:50، قدوتنا في ذلك سيدنا رسول الله الذي لم ينفك بدعاء قلبه لله، وسجوده في محراب العبودية له، اللهم إنا نجعل يدنا تحت يد رسول الله ﷺ، ونقف وراءه، ونردد دعواته عندما قال في كرب وفي شدة: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات،، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك» — سيرة ابن هشام.

ونحن نرددها وراءك يا رسول بنفس الكلمات ولكننا نتوسل إلى الله بصدقك الذي دعوته فيه حتى يفرج الله ما نحن فيه

عباد الله: إن استذكار رحلة الإسراء والمعراج أمر مطلوب شرعاً، قال الله ﷻ: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ ابراهيم:5، فلنذكر أنفسنا وأهلينا وأولادنا بهذه الحادثة العظيمة، في بيوتنا مع أولادنا في هذه الأيام افتحوا كتب السيرة، واقرؤوا عن رحلة الإسراء والمعراج، وانظروا إلى صبر النبي ﷺ وتضحيته، وانظروا إلى رحلة التأييد والتكريم، وانظروا إلى ربط المسجد الحرام بالمسجد الأقصى، وربط المسجد الأقصى بالصلوات التي فرضت في السموات العلا حتى لا ننسى الأقصى والقدس الشريف، فإننا نرى في القدس والمسجد الأقصى خصيصة إلهية، وعناية نبوية، وعهدة عمرية، وفتوحات صلاحية، ورعاية هاشمية، من خلالها نسأل الله ﷻ أن يجبر خواطرنا، وأن يرفع البلاء عنا، وأن يخرجنا مما نحن فيه من الضيق، إلى ما هو فيه من الكرم والعناية والسعة.

لنستذكر ذلك كله، ولننتظر فرج الله، ولنأخذ بالأسباب ولنستمد من ذكرى الإسراء والمعراج ما نتزود به في كل شؤون حياتنا.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ آل عمران:102.

ولا تنسوا قول النبي ﷺ: من قال: «سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زَبَد البحر»، ومن قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكُتِبَتْ له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي»، ومن قال: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ﴾ ، «أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد، وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه».

والحمد لله ربّ العالمين..

تحميل الخطبة + مقترحات لخطب أُخرى للإسراء والمعراج

تريد تنزيل الخطبة كملف بصيغة pdf؟ حسنًا؛ هذه هو: الرابط.

أما إذا أردت المزيد من خطب الجمعة عن نفس الموضوع، وهو الإسراء والمعراج.. فإليك هذه المجموعة المُختارة:

بالتوفيق لكم جميعًا يا إخواني الخطباء.

أضف تعليق

error: