خصوبة المرأة وتجميد البويضات والأجنة

خصوبة المرأة ، تجميد البويضات، تجميد الأجنة، صورة
ارشيفية

من المعروف عالميا أن فترة الخصوبة لدى المرأة لا تستمر مدى الحياة، فهناك سنوات معينة تكون فيها خصوبة المرأة في أعلى معدلاتها ولكن هناك عوامل تأثر سلبيا على خصوبة المرأة وموضوعنا اليوم هو العوامل التي تؤثر على خصوبة المرأة وما هي الحلول العلمية المتاحة مع دكتور عرفات سماره استشاري الأمراض النسائية والتوليد “عبر شاشة رؤيا”.

ما معنى الخصوبة وما هي السنوات التي تكون السيدة خلالها في أعلى درجات الخصوبة؟

الخصوبة هي قدرة المرأة على الإنجاب، والمرأة عكس الرجل لأن الرجل يمتلك القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية منذ سن البلوغ و مدى الحياة بينما تولد المرأة بعدد محدود من البويضات ويظل هذا الرقم ثابت تقريبا حتى الوصول إلى سن البلوغ فتبدأ المرأة في فقدان بويضاتها تدريجيا على مدار السنوات حتى ينضب نهائيا هذا العدد من البويضات.

الشائع بين السيدات أن يكون البلوغ في حوالي الإحدى عشر أو الاثني عشر عام وتنتهي الدورة الشهرية عند حوالي الواحد والخمسون عاما، لذا يجب على المرأة تجنب أي عوامل قد تؤثر على خصوبتها سلبيا.

ما هي العوامل والمؤثرات التي قد تؤثر سلبيا على خصوبة المرأة؟

هناك نوعان من العوامل المؤثرة:

  1. عوامل جينية: وهي عوامل لا نستطيع التحكم بها فهناك بعض الأمراض الجينية التي قد تؤدي انقطاع الدورة الشهرية في سن مبكر.
  2. عوامل خارجية: هي عوامل نستطيع التغلب عليها والتحكم فيها ومن أهمها في الوقت الحالي هو التدخين، أجريت العديد من الدراسات العلمية حول تأثير التدخين على خصوبة المرأة وكانت النتيجة هي إثبات أن التدخين يؤثر بشكل سلبي عل خصوبة المرأة كما أنه يؤثر أيضا على المبايض وعلى قدرتها على الإنجاب وعلى سن انقطاع الدورة الشهرية فوجدوا أن السيدات المدخنات تنقطع عنهن الدورة الشهرية قبل الموعد المفروض أو المتوقع بعام أو عامين

كيف يؤثر التدخين على خصوبة المرأة؟

حاولت العديد من الدراسات أن تجد ألية تأثير الدخان السلبي لكنها لم تستطع تحديد كيفية التأثير وآلياته، هناك نظرية قد تكون الأكثر تصديقا وأقناعا وهي ارتفاع نسبة الأكسدة في الدم مما يؤدي إلى زيادة عوامل الأكسدة الضارة في البويضات وهذا يؤدي إلى حدوث خلل في البويضات ومن ثم إنهاء عمرها سريعا.

كما أن زيادة الوزن من العوامل التي تؤثر سلبياً على الخصوبة فكلما زاد وزن المرأة كلما تأثرت خصوبتها بشكل سلبي.

بشكل عام المبيض هو جزء من جسم المرأة فإذا كان هذا الجسم يعمل بشكل سليم فهذا ينعكس بالإيجاب على المبيض وأداء وظيفته، وأيضا كلما زادت المؤثرات السلبية أو العادات السيئة التي تؤثر على صحة المرأة إلى حدِ كبير فينعكس هذا على خصوبتها وصحة المبايض، كما أن هناك بعض الأدوية المؤثرة على جودة وعدد البويضات وآلية عمل المبيض فقد تضطر المرأة إلى تناول هذه الأدوية نتيجة لإصابتها ببعض السرطانات كما أن الجدير بالذكر أن ليست كل الأدوية تؤثر سلبا كما أنه يتفاوت مدى تأثير الأدوية.

من الشائع جداً استخدام بعض الفيتامينات التي تسوق على أنها محفزة على زيادة الخصوبة وهذا اعتقاد خاطئ حيث لا يوجد أي دراسات علمية موثقة تثبت ذلك. لكن الأهم هو توضيح أن إتباع أسلوب حياة صحي ينعكس بشكل إيجابي على خصوبة المرأة.

وماذا عن تجميد البويضات والأجنة

تابع “د. عرفات”، نستطيع تجميد البويضات أو الأجنة، كما نستطيع أيضاً تجميد أنسجة المبيض نفسه قبل تعرض المرأة إلى علاج كيميائي قد يؤثر على عمل المبيض.

ونأخذ في الاعتبار هنا عدة عوامل:

  • عمر المرأة.
  • إذا كانت متزوجة أو لا.
  • إذا كان وضعها الصحي يسمح بإجراء جراحة تحت المنظار لأخذ الأنسجة المطلوبة منها. أي أن الاعتماد يكون على الحالة الصحية للمرأة،

فإذا كانت الحالة لفتاة غير متزوجة يكون أمامنا اختيارين:

الأول هو تجميد البويضات مع إعطاء أدوية تحفيزية ثم ويتم سحب هذه البويضات عن طريق البطن ثم تجميدها فتستطيع الفتاة استكمال علاجها وهذا التجميد يحافظ على البويضات سنوات طويلة فحتى لو كان عمرها خمسة عشر فلا يشكل هذا أي مشكلة نستطيع بعد زواجها فك التجميد عن هذه البويضات وأستخدمها. والجدير بالذكر أن ليس كل السيدات الذين يتناولن العلاج الكيميائي يتعرضن لعجز المبايض ولا توجد طريقة واضحة للتنبؤ من التي سيحدث عندها عجز في المبايض لذلك نعرض آلية تجميد البويضات والأنسجة على كل الفتيات والسيدات.

أما الاختيار الثاني فيكون عن طريق أخذ نسيج من المبيض بدون تحفيز إباضة ثم تجميده لأننا نستطيع زراعة هذا النسيج مرة أخرى عند الحاجة إلى ذلك مثلا في بعض حالات الأورام.

وإذا كانت المرأة متزوجة يكون الوضع أسهل لأن هناك إمكانية لتجميد الأجنة فبعد أجراء عملية أطفال الأنابيب وخطواتها هي تحفيز التبويض ثم سحب البويضات ثم حقن البويضات مجهريا وعند تكوين الأجنة نقوم بتجميدها بدل من زرعها داخل الرحم.

ونسبة نجاح هذه الطريقة نسبة عالية جدا ونسبة حدوث حمل عن طريق الأجنة المجمدة تضاهي النسبة الطبيعية للحمل.

ولا يمكن استخدام نسيج مجمد مأخوذ من سيدة لعلاج سيدة أخرى، لا تستخدم الأنسجة والبويضات والأنسجة إلا للعلاج نفس المرأة لأن هذا غير مسموح به شرعا وقانونا بالأردن منعا لخلط الأنساب.

أضف تعليق

error: