الفرق بين حليب الأم والحليب الصناعي في رضاعة الطفل

الحليب الاصطناعي

إن الرضاعة الطبيعية هي الرضاعة التي يتغذى بها الطفل مباشرة من ثدي أمه، أي أنه يتناول حليب الأم لا الحليب الصناعي، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالرضاعة الطبيعية التي تقتصر على تناول الطفل لحليب الأم فقط أقله أول ٦ اشهر، في حين يمكن للام أن تدخل المأكولات الأخرى إلى غذاء طفلها إضافة إلى حليب الأم حتى بلوغه السنة، أو كلما كانت قادرة على إرضاعه خصوصاً أن لحليب الأم فوائد جمة للطفل والأم معاً.

والرضاعة الطبيعية لها فوائد كثيرة، فإضافة الى كونها تقوي الرابط بين الأم والطفل، فإن هناك أسباب تدفعك إلى الرضاعة الطبيعية؛ حيث أنها تؤمن غذاء سليماً ومتكاملاً ونظيفًا للطفل وتلبي كل متطلباته الغذائية في الأشهر الأولى من حياته، ويحتوي حليب الام على عناصر طبيعية ضد الجراثيم وتقي الطفل من عدد كبير من الأمراض، ويتميز حليب الأم بسرعة الهضم وبتمثيله الغذائي العالي، كما أن الرضاعة الطبيعية تقوي الفكين، وتكسب الطفل مناعة كبيرة تجاه عدد من الامراض، وتمنع الرضاعة الطبيعية الأم من التعرض للسمنة والبدانة، ذلك بالإضافة إلى أنها تحمي الطفل من التعرض للحساسية المفرطة، وتحمي الرضاعة الطبيعية الأم من الاصابة بسرطان الثدي، كما تحمي الاطفال من الاصابة بالتهاب القولون.

والرضاعة الصناعية هي التي تلجأ فيها الام لا سيما الذي رفض طفلها الرضاعة الطبيعية أو الأم العاملة، إلى استبدال حليب الأم الطبيعي بالحليب الصناعي.

اسباب اللجوء إلى الحليب الصناعي

تقول أخصائية التغذية العلاجية “رند الديسي”: أنه كما هو معروف فإن جميع خبراء التغذية ينصحون الأمهات بإعطاء الطفل الحليب الطبيعي قدر المستطاع، فلا يوجد أي حليب موجود بالأسواق يُقارن بحليب الأم الطبيعي، فهو أفضل بكثير، كما أنه غني بالفوائد الصحية للطفل، وكذلك للأم، وهناك بعض الحالات التي قد تمنع الرضاعة الطبيعية بشكل أو بآخر، ومن أهم هذه الأسباب:

  • إصابة الأم ببعض الأمراض المناعية.
  • إصابة الأم ببعض المشاكل بعد الولادة.
  • تناول الأم لبعض الأدوية التي تعيق عملية الرضاعة الطبيعية.
  • حساسية الطفل من الجلاكتوز الموجود في حليب الأم؛ لذلك فلا يستطيع الطفل هضم الحليب بشكل طبيعي، فنلجأ إلى الرضاعة الصناعية.

الفرق بين حليب الأم والحليب الصناعي

هناك بعض الفروق المهمة بين الحليب الطبيعي والحليب الصناعي، وتذكر “الديسي” بعض من هذه الفروق، وذلك مثل:

  • البروتين: ويعتبر البروتين من أهم العناصر الغذائية التي نتطلع إليها عند عقد مقارنة بين الحليب الطبيعي والحليب الصناعي، والسبب في ذلك هو أن البروتين من العناصر الغذائية صعبة الهضم على الطفل، فقد نجد أن الاختلاف في نوع البروتين الموجود في حليب الأم و الحليب البقري سبباً في إصابة الطفل بالمغص، وعدم القدرة على الإخراج، أو الإصابة بالإمساك.

ويحتوي حليب الأم على ٨٠٪ من بروتين الكازين، و ٢٠٪ من بروتين الواي، وهذا البروتين يعتبر سهل الهضم بالنسبة للطفل، وهذه النسبة تكون معكوسة في الحليب الصناعي، وهذا ما يجعل الهضم صعباً، ذلك بالإضافة إلى أن الحليب الطبيعي يحتوي على النسبة التي يحتاج إليها الطفل من البروتين، ولكن الحليب الصناعي يحتوي على كميات من البروتين تفوق احتياجات الطفل، وذلك ينعكس بشكل رئيسي على إصابة الطفل بالسمنة، وارتفاع نسبة الدهون في الجسم مع التقدم في العمر.

  • الفيتامينات والمعادن: ويحتوي حليب الأم على جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها الطفل، ولكن يجب عند وصول عمر الطفل ٤-٦ أشهر أن يتم إدخال بعض الأغذية إلى نظام الطفل الغذائي على حد قول “الديسي”، خاصةً الأغذية الغنية بالحديد والزنك؛ لتعويض النقص الموجود في حليب الأم من هذه العناصر.

وتجدر الإشارة بأن الطفل يمتص مخزون الحديد كله من جسم الأم خلال الحمل؛ لذلك فمن المهم أن تحافظ الأم على مستوى الفيتامينات والمعادن خلال فترة الحمل، وبالأخص الحديد، ويستمر الطفل في الاستفادة من هذا الحديد الذي استمده من جسم الأم حتى عمر ٤-٦ أشهر، وبعد هذه الفترة يجب إدخال الأغذية الغنية بالحديد من لحوم، دجاج، وأسماك مطبوخة، ومهروسة، والخضروات مثل البروكلي، والحبوب المدعمة بالحديد، وبذور الشيا بنسب معتدلة يمكن إدخالها لنظام الطفل أيضاً.

ومن أبرز الفيتامينات التي تعتبر غير موجودة في حليب الأم هي فيتامين D، لذلك فغالباً ما نجد أن نقص هذا الفيتامين شائع جداً بين الأطفال، خاصة مع عدم تعريض الطفل الشمس بشكل كبير، ويجب استشارة الطبيب خلال هذه الفترة حتى يتم إعطاء الطفل مكملات غذائية لفيتامين “D”، خاصةً خلال الثلاثة أشهر الأولى من عمر الطفل، ولكن إذا كان الطفل يتناول الحليب الصناعي فإنه لن يكون بحاجة إلى هذه المكملات؛ حيث أن الحليب الصناعي يكون مدعماً بفيتامين “D”، وكذلك يكون مدعماً بعنصر الحديد.

نوصيك بقراءة ما يلي

وأخيراً، فتؤكد “رند” على أن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل بلا شك، ولكن إذا كان لابد من وجود الحليب الصناعي، فيفضل أن يكون الحليب الصناعي هو بمثابة مساعد ولا يفضل أن يكون هو الأساس إلا في الحالات التي يكون فيها الحليب الطبيعي مستحيل تماماً، ويفضل أن تكون الرضاعة الطبيعية ليلاً؛ حيث أن ذلك يحفز إدرار الحليب من الغدد الموجودة في الثدي، كما أن وضع الطفل بالشكل الصحيح يساعد على إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يحفز بدوره على زيادة إدرار الحليب من الثدي، كما يساعد الأم على انقباض عضلات الرحم، ويساعد كذلك في استعادة وضع الرحم بعد الولادة.

ذلك إلى جانب أهمية تناول الأم لكميات كافية من السوائل والمشروبات، مثل الحلبة، القرفة، والشومر، وكذلك يجب أن تتناول الاطعمة التي تزيد من إفراز الحليب، وذلك مثل الشوفان، البرغل، والزيوت المختلفة مثل زيت السمسم.

أضف تعليق

error: