الحرفة التراثية «صناعة السجاد اليدوي» معلومات عنها وتطورها عبر الزمن

الحرفة التراثية , صناعة السجاد اليدوي , معلومات عنها وتطورها عبر الزمن

في سؤال لطلابنا الأعزاء؛ يقول: اختر إحدى الحرف التراثية واستخدم شبكة المعلومات لجمع معلومات عن تطورها عبر الزمن، ثم ارسم مخططًا زمنيًا لمراحل تطورها.

وهنا نعمل على الإجابة عن هذا السؤال، بموضوع أو مقال أو بحث.. سَمّه كما تشاء؛ لكنه يلبي الغرض.

ونقول: تعددت الحرف اليدوية التي عرفها الإنسان منذ القدم والتي استمرت عبر الزمن وشهدت العديد من التطورات.

وهنا سنتناول في مقالنا الحديث عن واحدة من الحرف اليدوية الهامة والتي شهدت نقلات تطوير كبيرة على مدار تاريخها وسنحاول تتبع تلك المراحل، وهي صناعة السجاد، فتابعوا مقالنا حتى نهايته.

صناعة السجاد اليدوي

تعود صناعة السجاد اليدوي إلى عهود قديمة جداً ربما قبل الميلاد، حيث عرفها الإنسان بشكلها البدائي أثناء محاولاته لحماية نفسه من خشونة الأرض وقسوة الطبيعة من حوله، وبدأ في صناعة السجاد بصورة يدوية في مناطق وسط آسيا وفي السهول الاوراسية حيث يعتقد أن تلك المناطق هي موطن صناعة السجاد والمناطق التي انطلقت منها تلك الصناعة القديمة.

بدأت حرفة صناعة السجاد تتسع وتنتشر في مناطق مختلفة في العالم وداخل مصر فعرفت مدينة تدمر بصناعة السجاد اليدوي، وامتهن أهالي بلاد الشام صناعة السجاد وبرعوا فيه.

أخذت صناعة السجاد اليدوي في الازدهار عبر العصور التاريخية المختلفة التي مرت بمصر بداية من العصر الأيوبي والمملوكي وعصر الحكم العثماني، كما امتدت تلك الصناعة في سوريا حيث صنع الأرمن السجاد وتفننوا في تصميمه وإنتاجه.

وعلى الرغم من كون تلك الصناعة ظلت لقرون عديدة تعتمد على العمل اليدوي إلا أنها كانت تتطور وتصبح أكثر دقة وتعقيداً مع مرور الوقت.

كما تعد دولة إيران من أولى الدول التي عرفت صناعة السجاد وتميزت فيه منذ الفين عام، وقد شهد السجاد الإيراني تطورات متعددة نقلته من البدائية إلى التميز والإتقان، فأصبح السجاد الايراني منافساً للصناعة العالمية.

وهنا تقرأ -كذلك- حول: أفكار يمكن من خلالها تطوير منتجات الحرف اليدوية

مراحل تطور حرفة صناعة السجاد

المرحلة البدائية الأولية

وتتميز تلك المرحلة باعتماد صناعة السجاد كلية على العمل اليدوي، وبساطة التصميم وعدم استخدام أدوات مساعدة، في تلك المرحلة كان السجاد عبارة عن بساط بدائي، يصنع من تجمع خيوط الصوف أو القطن أو بقايا الأقمشة المختلفة.

كان السجاد بصورته البدائية تلك يستغرق الكثير من الوقت وتجمع أجزائه أو تنسج خيوطه من خلالها ربطها بطرق معينة أو حياكتها، ويتم إنجازها ببطء شديد، كما أن الإنتاج حينئذ يتميز بثقل الوزن وخشونة المظهر وعدم تنسيق الألوان، وعدم ثباتها فقد كان يتم تلوينها باستخدام ورق الأشجار والفواكه والمواد الملونة.

المرحلة المتوسطة بين البدائية والتعقيد

تطورت صناعة السجاد اليدوي تطوراً طفيفاً عبر السنوات اللاحقة، ويتمثل هذا التطور في إدخال بعض الأدوات في عملية نسيج السجاد مثل استخدام إطار خشبي مربع يتم شد الخيوط عليه، كما شمل التطوير استخدام أدوات أكثر جودة مثل الخيوط المصنوعة من الصوف أو القطن أو الكتان، والتي يتم صنعها وإعدادها لتصبح جاهزة للنسيج.

كذلك أدخلت الرسوم والنقوش الملونة على السجاد، مثل رسوم الفواكه والورود وبعض النقوش الهندسية المتنوعة، وأصبحت عملية صباغة وتلوين السجاد أكثر اتقاناً وتعقيداً والألوان النهائية أكثر ثباتاً.

ولكن في تلك المرحلة كانت ما زالت عملية نسيج السجاد يدوياً تستغرق الأيام الطوال وتحتاج لجهد كبير حتى يتم إنتاج مخرج جيد.

المرحلة الأخيرة

وتشمل تلك المرحلة الفترات التي بدأ فيها استخدام الماكينات الكبيرة والآلات المتطورة في صنع السجاد، ليصبح أكثر أناقة وجمالاً وتنوعاً، ويشمل التصميمات المعقدة والرسوم المتداخلة ويعكس الطفرة التكنولوجية الحديثة التي يشهدها العصر الحالي، حيث يعتمد على الحاسب الآلي في عمليات التصميم والتقفيل النهائي وغيره.

وهنا يحدث تفرقة بين السجاد باعتباره صناعة حديثة تعتمد على الآلات والماكينات وبين المفروشات اليدوية التي تعتمد على فن الكروشيه او التريكو أو الحياكة أو غيرهم.

وأخيراً؛ نكون قد تعرفنا على أهم مراحل صناعة السجاد منذ البداية وحتى وصل إلى ما وصل إليه الآن من تطور كبير وحداثة.

واختم -كذلك- بالاطلاع على: وضح كيف يمكن أن تساهم التكنولوجيا في تطوير بعض الحرف التراثية.. الإجابة

أضف تعليق

error: