الجمعة إلى الجمعة مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر

الجمعة إلى الجمعة كفارةٌ لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر. ما أجمل هذا اليوم! الذي إذا حَطَتنا الرِّحال فيه، وتقربنا إلى الله وعُدنا إليه؛ كفَّر ما بين الجمعة إلى الجمعة إذا لم يرتكب فيه المؤمن أو المؤمنة كبيرة.

ففي حديثٍ في صحيح مسلم؛ يقول النبي ﷺ (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر). وفي صحيح ابن حبان بلفظ (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم يغش الكبائر).

رحمة الله

قال -سبحانه- في الآية ٥٦ من سورة الأعراف (إن رحمت الله قريب من المحسنين). ورحمته -جل شأنه- قال في الآية ١٥٦ من سورة الأعراف (ورحمتي وسعت كل شيء).

أنت شيء من هذا الكون، ورحمة الله ستحل عليك. لكن لا بد أيها المؤمن أن تنظر إلى بقع الخير ودوحات الأمل والطاعة، وبساتين العودة والأوبة إلى الله أن تنظر إليها بعينٍ تختلف عن أيام العام كلها.

تصور؛ جمعة إلى الجمعة يكفر الله ما بينهما. ومن منا لم يغشى الصغائر واللمم؟ بل إن بعضنا -والعياذ بالله- يتجرأ على الله ويرتكب الكبائر.

وأنت تناجي الله يوم الجمعة، وأنت تنتظر صلاة الجمعة، ترفع يديك وتتوب فيكفر الله الكبائر؛ وتصلي مخبتا منيبا منكسرا تائبا أوّابا، فيجعل الله الجمعة إلى الجمعة كفارة.

أيها المسلمون؛ إن الله لا يريد لنا العذاب. يقول -تعالى- في الآية ١٤٧ من سورة النساء (ما يفعل الله بعذابكم).

الله كريم، جعل لك بقع في حياتك كلها نور، تجلو الظلام الماضي، وتهدم ذنوب الأيام والسنين.

لكن بعضنا لا يصلي الصلاة المفروضة، ولا يُبَكِّر لجماعة ولا إلى جمعة؛ ثم يشكو الوحشة والضيق ويضجر من الحياة.

الجمعة غذاءٌ للروح

الجمعة غذاء الأرواح بشرط أن تتفرغ في يوم الجمعة حتى تغذي روحك.

نحن نغذي الأبدان بثلاث وجبات وما بينهما، ونشرب من المشروبات الساخنة والباردة حتى نُبقي البدن مُمتَّعًا.

ما بال الروح ضجِرة ومتسخِّطَة؟ والعين فيها حزن؟ والصدر فيه وحشة؟ ولماذا الآهات والتأفُّف؟

لأن هناك أوقات لا تخلو مع رب الأرض والسماوات فيها.

وهُنا من أجلِك: دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة قبل مغيب الشمس.. أدعية -لعلها- المستجابة إن شاء الله

جدد العلاقة مع الله

فحتى يُكَفِّر الله ذنوبي وذنوبك، يجب أن نستغل هذا اليوم بتجديد العلاقة مع الله -تعالى-؛ ونحن لا ندري متى سيتوقف قطار حياتنا لنزل من هذا القطار.

جَدِّد العلاقة مع الله، بأن تجعل هذا اليوم يوم طاعة؛ وليس هذا معناه أن البقية أيام معصية، حاشاك أن تفهم هذا الفهم.

هو يوم طاعة وما بعده طاعة، لكن اللَّمَمَ الذي لا بد من أن نقع فيه، والتقصير الذي لا بد من أن يقع منا؛ تأتي الجمعة التي بعدها فتمحوها.

إِحمد الله على هذا اليوم، ولا تكُن من أولئك المحرومون فيه، واحمد لله؛ أن ما جمعت، وكتبه الملائكة عليك، والرقيب العتيد، وسجلوه في كتابٍ لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها؛ يأتي الجمعة القادمة ثم تتفرغ لطاعة ربك، وتُبكِّر، وتدعو، وتناجي، وتذكر الله؛ ثم إذا هي الصحائف بِيْض؛ يا ربي لك الحمد حتى ترضى، على مِنَنِك التي لا تعد ولا تُحصى.

أضف تعليق

error: