أولئك هم المحرومون في يوم الجمعة

من أشد الحرمان ليس أن تُحرَم من الطعام ولا من الشراب، إنما من موسم من مواسم الجنة، وموسم من مواسم إطالة الأعمار وموسم من مواسم كثرة الصلاة على خير الورى -عليه الصلاة والسلام- وموسم من مواسم الدعاء؛ ثم تجد أن هذا المسكين له غطيتٌ تحت لحافه.

إن السهر قبل يوم الجمعة في ليلتها أثَّر على كثيرٍ من الناس من أخذ هذه الكنوز.

إن شئت بالخلوة، أو الصلاة، أو الدعاء أو الاستغفار والذكر.. إلى غير ذلك؛ البعض يأتي، بل إن بعضهم لربما ترك الجمعة.

البعض نائم

أتصدقون أن هناك أناس لهم غطيتٌ وشخير تحت فرشهم، والخطيب يصلي على محمد فوق منبره، ويدعو للمسلمين، والملائكة قد تنزلت لشهود هذا الخير؛ والبعض نائم.

نائِمون مُفوِّتون لكثيرٍ من الأعمال الصالحة ات الأجور العظيمة في هذا اليوم المبارك.

يقول تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون). فلا يشغلك شيء عن الله -سبحانه-.

تصور لو أنك في كل جمعة تُبَكِّر؛ أربع جمع، وكان الله يعطي كل مبكر أجر صيام سنة واحدة؛ أي أنك في كل أربعة أشهر تصوم أربع سنوات وتقوم أربع سنوات؛ أي حرمان هذا؟

السيارة جائزتك!

سؤال؛ لو أن هناك جائزة “سيارة” وضِعت لشبابنا على أبواب جوامعنا، وقِيل: أول مُبَكِّر للجمعة يعطى هذه السيارة. أحسبُ أن بعضهم سينام على عتبات الجوامع.. يريد سيارة.

أين الأجر الذي هو أعظم من هذا كله؟ أين الأجور التي هي كالجبال؟

أذًا؛ السهر الذي سبب الكسل في يوم هو خير يوم طلعت فيه الشمس. ما أعظم أن نرتب أولوياتنا.

يوم الجمعة إجازة

من فضل الله وكرمه أننا نحصل في يوم الجمعة على إجازة. فبلاد المسلمين كثيرة، بعضهم لا زال يعمل في يوم الجمعة، يتمنى أن يُبَكِّر للجمعة، يتمنى أن يقرأ سورة الكهف، يتمنى أن يتفرج للصلاة والسلام على رسول الله.. وأنت وأنا في جِنان يوم الجمعة لربما تركنا هذه البساتين من الذكر، انشغالا بسهر وبقيل وقال.

والبعض يقوم قريبًا من العصر بنفسٍ كريهةٍ خبيثة. ترك الخير كله خلفه، ثم استيقظ ليسهر الليلة التي بعدها، وضيَّع العمر ما بين نومٍ وكسل.

واقرأ هنا: تزكية النفس: أهميتها وكيفية العمل عليها

دعوة للجميع

هذه دعوة للجميع، أن نستعد ليوم الجمعة بالنوم مبكرًا، بالتخفف من الطعام، بالحرص على قيام الليل في ليلتها، بصلاة الفجر جماعة حتى نشهد قٌرآنها، ثم ننطلق بعد ذلك إلى الجمعة مع أول ساعة.

وعند دخولك الجامع يرتفع لك قربانًا، وهو إلى الله، بدنةٌ عاملة.

ثُم نجعل من هذا اليوم جدولاً مُنسَّقًا؛ اجعلوه لله وحده؛ لأن الخلوة مع الله هي مفتاح الأسرار.

اللهم يسر لنا اليسرى وجنبنا العسرى.

أضف تعليق

error: