حديث إن أهل البيت ليكونوا فجرة.. درجة صحته ومعناه وما يُستفاد منه

قبل أن نتناول حديث إن أهل البيت ليكونوا فجرة ، ونتعرَّف على إسناده ودرجة صحته ومعناه؛ يجدر بنا أن نقول أولاً أنه يجب تتقوى الأواصر بين أهل الإسلام؛ أواصر التواد أواصر التراحم، ومن ثَمّ فتقوى آصِرة الجيرة وآصِرة صلة الأرحام فضلاً عن آصِرة الأخوة في الإسلام، إلى غير ذلك من الأواصر التي ينبغي أن تتقوى.

أحاديث عن صلة الرحم

الأرحام عمومًا هم الأقارب، على رأي كثيرين من العلماء، ومنهم من قيدها بالأرحام من قِبل الأم، وثَم بعض الأقوال الأخر؛ ولكن يضبط ذلك حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (أمَّكَ وأباكَ، فأختَكَ وأخاكَ، ثمَّ أدناكَ أدناكَ).

أمر الله تعالى بوصل الأرحام وأثني على من فعلوا ذلك، وبُيّن في الأحاديث أن ذلك مما أُرسِل به النبي -صلى الله عليه وسلم-.

إن الأرحام له صِلةٌ بإسم الله (الرحمن)، فخلق الله الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده ٩٩ رحمة وأرسل واحدة بها يتراحم الناس، حتى أن الدابة لترفع حافرها عن وليدها بسبب هذه الرحمة.

والنبي –صلى الله عليه وسلم– قال (إن الله تعالى خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه قامت الرحم، فقال: مه ؟ قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب ! قال فذلك لكِ).

وقد قال عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- في ما يحسن لشواهده أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قدم النبي المدينة، قال فسمعته يقول (يا أيها الناس صلوا الأرحام وأفشوا السلام وصلوا بالليل والناس نيام).

وفي حديثٍ آخر عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها؛ أن رسول الله ﷺ قال (الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله).

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قبل بعثته يأمر بوصل الرحم؛ فأبو سفيان بن حرب لما التقى بهرقل؛ سأله هرقل سؤالًا: بِم يأمركم؟ قال: يأمرنا بالصلاة، والصدقة، والعفاف، والصلة.

آيات من القرآن الكريم عن صلة الأرحام

جدير بكل مؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرف للرحمِ حقها. فقد قال تعالى في كتابه الكريم في الآية ٢٦ من سورة الإسراء (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل).. الآيات.

وقال تعالى في الآية ٣٦ من سورة النساء (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى)؛ فذكَّر الله -تعالى- بذي القربى.

وقالت -تعالى- أيضًا في الآية ٨٣ من سورة البقرة (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى). فأُخِذ الميثاق حتى على بني إسرائيل من قبلنا بوصل الأرحام.

وقال -جل شأنه- في كتابه الكريم في ٢١ من سورة الرعد (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب).

وفي الآية الأولى من سورة النساء قال ربنا -تبارك وتعالى- (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) أي اتقوا الأرحام أن تقطعوها -على قولٍ للمفسرين-.

وتتوالى النصوص الحاثَّة على وصل الرحم والمُذكِّرة بذلك؛ قال تعالى في كتابه الكريم في الآية ٢٢ من سورة النور (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا).

وقد قال العزيز -عز وجل- في كتابه الكريم في الآية ٦ من سورة الأحزاب (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله).

حديث إن أهل البيت ليكونوا فجرة

في هذا الحديث؛ في صحيح الجامع، من رواية أبو بكرة نفيع بن الحارث، أن الرسول محمد ﷺ يقول (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم، والخيانة، والكذب، وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة، فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم، إذا تواصلوا). وهو حديث صحيح.

حديث إن أهل البيت ليكونوا فجرة

وفي حديثٍ آخر في صحيح ابن حبان؛ يقول النبي ﷺ (إن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذا تواصلوا وما من أهل بيت يتواصلون فيحتاجون).

فدلَّ حديث إن أهل البيت ليكونوا فجرة هذا على شيء ها جدًا، وهو العقوبة التي تكون -أجدر- أن تُجَّل لصاحبها في جرَّاء تلك المعاصي، ومنها قطيعة الرحم؛ وكذلك الفضل الذي يجده الناس من صلة الرحم حتى الرزق الذي يكثُر ويزداد عند أهل بيتٍ فجرة عندما يتواصلوا.

أضف تعليق

error: