جديد العلم في علاج ألزهايمر

Alzheimer،ألزهايمر،صورة
ألزهايمر – ارشيفية

“أبحاث عقدٍ من الزمن لمرض ألزهايمر شارفت علي الانتهاء بعد أن أعلن باحثون بريطانيون عن تطوير دواءٍ جديدٍ من شأنه إيقاف أحد أكثر أعراض هذا المرض تأثيرا وهو “فقدان الذاكرة”

بحسب صحيفة “جارديان البريطانية” فإن الدواء الذي جرى تجريبه بشكل آمن يستطيع إيقاف البروتينات السامة في الدماغ المسماة لويحات Amyloid والتي تلتصق بالخلايا الدماغية و تتلفها تدريجيا. ومع أن العلماء لا يزالون في طور البحث عما إذا كانت هذه الرقائق اللزجة في الدماغ هي سبب مؤدي إلى معاناة مرضى ألزهايمر إلا أنهم أبدوا تفاؤلًا كبيرًا بعد تحسنٍ ملحوظٍ وإبطاء حالة التدهور العقلي للمرضى أثناء فترة ستة شهور من اختبار الدواء.
و لسنين طويلة تم تجريب الكثير من العلاجات التي تُحسن علي المدى القصير فقط أعراض ألزهايمر، لكن الملفت في هذه الدراسة هو تأثير الدواء الجديد علي انخفاض مستوى Amyloid في الدماغ حسب ما أظهرت صور المسح الدماغي للمرضى المشاركين في التجربة. و من المقرر أن يخضع أكثر من ألفي شخص مصاب بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة لهذا العلاج لمعرفة مدى تاثيره علي فقدان الذاكره و تقييم فعالياته علي المرضى من دون أن يشكل أي خطر علي حياتهم “.

هل نقترب بالفعل من دواء لعلاج ألزهايمر؟

يقول الدكتور توفيق السعدي “استشاري طب الأعصاب في المركز الأمريكي النفسي والعصبي” في البداية فلنُعرّف ماهو Alzheimer’s disease حتى يعلم الناس عن ماذا نتحدث. مرض ألزهايمر هو مرض عصبي مترقي يصيب قدرة المريض على تذكر الأشياء خاصةً الأشياء القريبة بالإضافة إلى إصابة أحد الوظائف الدماغية الأخرى مثل القدرة على التركيز وإيجاد الأماكن و الكلمات ومصطلحات اللغة، هذا هو مرض ألزهايمر. يرتبط المرض عادة بتقدم العمر، فإنه حوالي ٥ في المئة من الناس الذين عمرهم ما بين ٦٥ إلى ٧٠ عام لديهم إمكانية الإصابة بالمرض.

بماذا يختلف مرض الخرف عن ألزهايمر؟

إن ألزهايمر هو أحد أشكال الخرف، وهو أكثر أشكال الخرف شيوعًا فإن ما بين ستين إلى سبعين بالمئة من مرض الخرف يعود إلى الإصابة ب Alzheimer’s disease. لكن هناك أسباب أخرى للخرف لكن الشكل الأكثر شيوعًا هو ألزهايمر. كما يوجد عدة أشكال و أمراض دماغية أخرى تؤدي إلى الخرف ولكنّ ظهور المرض وتطوره يختلف عن مرض ألزهايمر.

إلى أي مدى يرتبط هذا المرض بشكل مباشر بالعوامل الوراثية لدى الشخص المريض؟ وماهي الأسباب المباشرة التي قد تُسرع من ظهور العوارض لدى المريض ؟
تابع د. توفيق السعدي “عبر شاشة سكاي نيوز” دعنا نؤكد علي حدوث المرض بسبب عامل الوراثة بمعنى أنّه إذا كان لديك أحدٌ من عائلتك مصاب بالمرض فهذا يزيد من احتمالات إصابتك به.ولكن من أعراض الشكل المبكر للمرض هو ضعف العوامل الوراثية، فإنه 5 إلى ١٠ بالمئة يصابون قبل عمر الستين وهذا مرتبط بشكل أساسي بالوراثة.
وللتوضيح أيضًا هناك عوامل بيئية تساعد في ظهور المرض ومن المعروف أن هناك علاقة وثيقة بين الدماغ و القلب، فالذي يصح للقلب يصح للدماغ وهذا ما يسمى بالحمية المتوازنة، فلنقل أن هناك ارتباط بين ارتفاع الضغط الشرياني وارتفاع الكوليسترول و نقص Vitamin D والإصابات الدماغية السابقة كل هذا له علاقة بظهور المرض. و لكن من عوامل اتزان الحمية هي ال physical exercises تمارين الرياضه الخفيفه لتنقيص الوزن كلها عوامل ممكن تؤخر المرض.

ما كيفية التعامل مع المرض؟
يتطور المرض في منطقتنا العربية للأسف الشديد فكثير من الحالات لا ينتبه الأهل للمريض، فيصل المريض للعيادات النفسية أو العصبية بمراحل متأخرة وبمنتهى الصراحة عندما يصل المريض للعيادات بالمراحل المتأخرة من المرض إمكانية التحسن تكون محدودة جدا.
يجب التركيز على موضوع التوعية، أن ينتبه الأهل للمريض إذا بدأ بالنسيان وخاصة الأشياء البسيطة، بالطبع كلنا ننسى لكن الفرق بين النسيان الطبيعي والنسيان المرضي أن النسيان المرضي يسمى مرضي لأنه يؤثر على حياة المريض اليومية و المهنية.

إذا ما كان هناك عوارض معينة حتى لو كانت بسيطة يمكن أن تكون مؤشر عند الأهل والعائلة قد تسهم في الكشف المبكر عن هذا المرض ؟
أهم شيء في الكشف المبكر أنه يبدأ بنسيان الأشياء القريبة وينسى مواعيده وعند إخباره قصة ينسى ماذا أراد أن يقول، ويمكن أن ينسى ماذا أفطر في الصباح. ويبدأ في التخبط بعمله فمن الممكن أن يقوم بمهمة وينسى ما هي أو إذا فعلها أو لا مما يؤثر على أدائه الوظيفي وتبدأ المشاكل تظهر على المريض وليس حالة نسيان طبيعي، ويبدأ المريض في نسيان الأماكن التي كانت مألوفة له وهذا أمر غير طبيعي ويحتاج إلى مراجعة الطبيب.

قبل أن أسألك كيفية حماية الإنسان من ألزهايمر، هل يتقبل المريض ألزهايمر، بالتأكيد يوجد فترة حتى يفهم المريض أنه مصاب بالزهايمر ؟
تعريف المريض بالزهايمر هو إصابة القدرات الذهنية، من الممكن ألا يتقبل المريض في مرحلة من المراحل الدواء، وأغلب مرضى ألزهايمر يعتقدون أنهم لا يعانون من مشكلة في الذاكرة بل أن ذاكرتهم ممتازة.

كيف نستطيع حماية أنفسنا من ألزهايمر؟

أنا أؤكد على موضوع الحمية ومعالجة الأمراض القلبية وارتفاع الضغط الشرياني ثم القراءة الكثيرة، مشكلة هذا العصر الجديد أنه عصر التكنولوجيا وأصبحنا مرتبطين كثيرا بالحواسيب والهواتف الذكية بعكس الماضي عندما كنا نقوم بحفظ أرقام الهواتف في ذاكرتنا. وأشياء أخرى كثيرة محفوظة بالذاكرة. الآن أصبحنا لا نتذكر شيء وكل الاعتماد أصبح على الهواتف الذكية ولا نقوم باستخدام ذاكرتنا وأصبح هذا هو المعتاد للأسف.

عن الدواء الجديد، عادةً يكون مرض ألزهايمر مرتبط بتلف الخلايا عند المريض إلى أي مدى يمكن القول أن هذا أمل لمرضى ألزهايمر؟
نحن نعرف أن الخلايا الدماغية تشكل حوالي ١٠٠ مليار خلية عصبية وهذه الخلايا العصبية تشكل شبكة معلومات تربط الخلايا ببعضها البعض، وهي المسؤولة عن القدرات والوظائف العقلية. مع تقدم العمر تتشكل نوع من الأجسام التي تسمى Neurofibrillary Tangles هي عبارة عن أجسام مضادة Amyloid Plaques وهي عبارة عن لوحات سميه تدمر بشكل تدريجي الخلايا العصبية وتؤدي إلى ظهور أعراض المرض. الأدوية المتاحة قبل ظهور الأبحاث الجديدة كل هدفها هي تأخير تقدم المرض من ٦ أشهر إلى سنتين فقط. هذا الدواء الجديد والذي قبله هم من الأدوية التي تعالج حدوث هذه اللويحات السمية، فهي تدمر أو تمنع تشكلها.

هل من الممكن أن توقف المرض بشكل نهائي ؟
أوضح “السعدي” نعم بشكل كامل، لكن النقطة المهمة جدا هي أن كل الأبحاث ركزت على مرضى في المراحل المبكرة للعلاج ولم تتم على مرضى المراحل المتأخرة، هذا الدواء هو نوع من الإنزيم يمنع تشكل اللويحات السمية هذه وهي تقدم كبير في عالم الأبحاث لهذا المرض.

هل احتمالية إصابة شخص تحت سن الـ ٦٠ هي ٠٪ ؟
لا ليست ٠٪، هي مرتبطة بتقدم العمر تحت الـ ٦٥ سنة، ومن الممكن حدوث المرض إذا كان السبب وراثيا، إذا كان أحد أفراد العائلة من أقارب الدرجة الأولى مصاب بالزهايمر فإن هذا يزيد من احتمال حدوث المرض، خاصة إذا كان مثلا الاب الام الاخت الاخ أصيبوا بالمرض وهم تحت سن ال ٦٥ عاما فهذا يزيد من احتمال الاصابة عندك تحت سن ال ٦٥.

تحدثت من قبل أن هذا من أصعب أنواع الخرف ولكن اليوم إلى أي مدى من المهم أن يتواجد الدعم من العائلة، وكيف يجب على الأهل والأقارب أن يتصرفوا مع شخص مصاب بمرض ألزهايمر؟
العناية العائلية والطبية هم أهم أشكال العناية بالمريض، بالتأكيد تشجيع الأهل للمريض على محاولة الاستمرار بالحياة اليومية وتشجيعه على القراءة والالتقاء بالناس والتحاور مع الآخرين، ولا يسمحوا للمريض بالاستسلام والانعزال.

أضف تعليق

error: