بطانة الرحم بعد الأربعين.. تربة صحراوية

بطانة الرحم بعد الأربعين.. تربة صحراوية

تقول السائِلة: أنا متزوجة منذ 5 شهور سني 41 سنة وزوجي أرمل وسنه 50 سنة وعنده أولاد كبار، سؤالي: أعلم أن الذرية منحة من الله ولكن الطب له كلمة في سني وسن زوجي هل لي أن أسأل أولا ما هي فرصتنا في الإنجاب وهل هي كبيرة؟

عندما كنت في مصر أجريت عدة فحوص، وأجريت تحليل الهرمونات فكانت كالتالي: ( prolactin = 14.0 (F.S.H = 7.5 / LH= 5.65 وعرضتها على الطبيب فقال لي إن النسب طبيعية، وعندما أجريت “سونار مهبلي” قال الدكتور إن هناك مبيضا ضعيفا وتحتاجين إلى منشط وأخذت منشطا، ما رأيكم في التحاليل وفي حالتي هذه؟

سؤال ثان: عندي الدورة الشهرية تأتي لي بانتظام ما بين 23 أو 25 يوما كيف أحسب فترة التبييض؟

وسؤال أخير: ما التحاليل التي يمكن أن يجريها زوجي حتى يتأكد أنه ما زال قادرا على الإنجاب؟

وأخير آسفة لكثرة أسئلتي وتنوعها أشكركم وأعانكم الله كما تساعدون كل من يطلبها منكم.

الإجـابة

يقول د. عيسى الخثيمي -استشاري أمراض النساء والتوليد-: في البداية أبارك لك هذا الزواج وأدعو الله أن يتمم لك الخير فيه.

إن فرصة الحمل تقل مع تقدم العمر نتيجة الضعف الذي يطرأ على المبايض ويبدأ ذلك واضحاً عند وصول المرأة سن الخامسة والأربعين من العمر وما بعد ذلك، وبالنسبة لك فإن عمرك الحالي (41 سنة) ومن المتوقع مع هذه السن أن يحدث بعض الضعف في المبايض ولكنه لا يعني أن مقدرتك على الحمل في هذه السن غير ممكنة، وما يلزمنا هنا هو أن نعرف هل لا زالت المبايض تعمل أم لا؟ ولمعرفة ذلك نقوم بعمل الفحوصات التالية:

  • تحليل لوظائف الغدة النخامية والتي يفرز منها الهرمونات المسئولة عن تنشيط المبايض.
  • عمل تحليل للهرمونات الأنثوية وهذا ما تم عمله لك وأرى تحاليلك طبيعية والحمد لله، حيث إن معرفتنا بهذه الهرمونات تساعدنا على التنبؤ بفرصة الحمل، فلو كانت نسب الهرمونات طبيعية فمن الممكن محاولة الحمل.
  • عمل أشعة صوتية للرحم والمبايض لنتأكد من سلامتهما، وقد ذكرت أن هناك ضعفاً في المبايض ويلزم في مثل هذه الحالة تنشيطها بالأدوية.

وهناك أمر آخر هام يجب أن نشير إليه وهو أن تشوهات الأجنة الخلقية والإجهاضات تزيد مع تقدم السن كما تزيد نسبة حدوث الأمراض لدى الأم مثل السكر وارتفاع ضغط الدم، فعليك أن تناقشي هذا الأمر مع طبيبتك قبل الشروع في محاولة الحمل.

كما يتضح لي من بياناتك أنك تعانين من سمنة مفرطة إلا إذا كانت لوحة المفاتيح خانتك في كتابة الوزن الصحيح حيث كتبت في بيانات الوزن أن وزنك 170 كجم!!، وهنا أنصح بخفض الوزن لتزيد فرصة حدوث الحمل والتقليل من حدوث المضاعفات أثناء الحمل أو أثناء الولادة مستقبلاً.

هذا سيدتي بالنسبة لك، وبالنسبة للزوج فقدرته على الإنجاب تختلف عن المرأة فتبقى قدرته ثابتة حتى لو وصل الخمسين من العمر، إلا إذا حدث ما يعيق ذلك من الأمراض أو التعرض للإشعاع الذي يؤثر على وظائف الخصيتين وبالتالي على إنتاج الحيوانات المنوية، ولهذا ننصح بعمل تحليل للسائل المنوي للزوج للاطمئنان على وجود الحيوانات المنوية والتأكد من سلامتها.

بقي شيء آخر يجب أن ألفت انتباهك إليه وهو في حالة عدم مقدرتك على الحمل -بعد تنشيط المبايض- بشكل طبيعي، فإنه يلزمك وقتها اللجوء إلى وسائل الإخصاب المساعدة، وحول هذه الوسائل يقول الدكتور هشام العناني استشاري أطفال الأنابيب بالمركز المصري لأطفال الأنابيب: إن فرص الحمل الطبيعية تقل بعد مرور سن 35 سنة وتقل أكثر بعد سن الـ40 سنة (أقل من 5%) وذلك لأن التبييض يقل بطبيعته، حيث يعتقد معظم الأطباء أن خصوبة المرأة تبدأ بالانخفاض في سن السابعة والثلاثين رغم أن الدراسات الحديثة أكدت أن هذا الانخفاض يبدأ في السابعة والعشرين، أي أبكر بعشر سنوات على الأقل.

ونسبة نجاح أطفال الأنابيب يمكن تقسيمها حسب عمر المرأة إلى الآتي:

  • من سن 18-25 تقدر نسبة النجاح بـ40%-50%
  • من سن 25-35 تقدر نسبة النجاح بـ30%
  • من 35-40 تقدر نسبة النجاح بـ15%-20%
  • ما فوق 40 سنة تقدر نسبة النجاح بـ11% على الأكثر

والسبب في تدني نسب النجاح مع ازدياد العمر راجع بنسبة كبيرة إلى عدم التصاق الأجنة بجدار الرحم، فتكون الجنين لا يعد مشكلة بقدر ما نواجه مشكلة في التربة المناسبة التي يعيش عليها هذا الجنين وهي بطانة الرحم التي تتغير خصائصها مع تقدم العمر فتصبح كالتربة الصحراوية التي يصعب فيها زراعة القمح.

وإن حدث الحمل عزيزتي سواء كان بشكل طبيعي أو بوسائل الإخصاب المساعد فإنه لا بد من عمل الآتي:

  • تحاليل دم في الأشهر الأولى للحمل لكل من الهرمونات التالية: Estriol / b-hCG / alfa feto-protein
  • ثم القيام بالموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد في الأسبوع 14-18 من الحمل.

أسأل الله العلي القدير أن يرزقكم الذرية الطيبة وأن يعينكم على قضاء ما تسعون إليه.

أضف تعليق

error: