الصداقة الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي واقع أم وهم

صورة , الفيس بوك , مواقع التواصل الاجتماعي

لماذا نفتخر بعدد الأصدقاء على فيس بوك؟

تقول الخبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي “عليا حكيم”: أنه منذ ظهور الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي كان الهدف هو جعل هنالك طريقة سهلة للتواصل بين زملاء المدرسة الواحدة، أو الجامعة الواحدة، وجعلهم على تواصل دائم، ومن ثم تطور الأمر بطبيعة الحال.

وأصبح عدد الأصدقاء الموجودين على صفحاتنا على فيس بوك دليل واضح على الشهرة، وعلى أن هذا الشخص اجتماعي، ومتعدد العلاقات الاجتماعية، وكذلك على شعبية الشخص، وبالتالي كلما كان العدد أكبر، كلما كان التفاعل أكثر، وهذا ما جعل زيادة عدد الأصدقاء على موقع فيس بوك فخر لبعض الأشخاص.

هل الصداقة الافتراضية واقع أم وهم؟

تشير الدراسات الأخيرة التي قامت بها المنظمات غير الحكومية، وخبراء أو المختصين بمواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الصداقة الافتراضية، أو الصداقات الموجودة على فيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة هي مجرد رقم، ولا تضاهي الصداقة الحقيقية الواقعية بأي شكل من الأشكال؛ حيث أنه ثمة مشاعر حقيقية وطيبة يشعر بها الشخص عبر التواصل الاجتماعي الحقيقي عندما يجتمع بمجموعة صغيرة من الاصدقاء المقربين الذين يجتمعون معه في أوقات الضيق، الفرح، الحزن، القلق النفسي، وغيرها، وذلك على عكس الصداقات الافتراضية التي تنتهي بمجرد أن تغلق الجهاز المحمول، وتلك هي المفارقة الحقيقية بين الصداقة الحقيقية وتلك الافتراضية.

وتؤكد “عليا” على أنه حسب الدراسات الأخيرة التي قد أُجريت فإن فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة قد قربت البعيد، ولكنها أبعدت القريب، فهي لا تضاهي الصداقة الحقيقية ومتعتها بأي شكل من الأشكال.

ومن الجدير بالذكر فإن الشهرة، أو الاعجاب أو التعليقات، أو حتى المحادثات الصغيرة في الصداقات غير المُقربة الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي لا بأس بها، ومُستحبة، ولكنها لا تعتبر علاقات متينة يمكن الاعتماد عليها في الحياة الواقعية، فحتى وإن كانت الصداقات الافتراضية متاحة للجميع، فيجب أن يحافظ كلا منا على صداقة حقيقية واقعية واحدة على أقل تقدير.

وبالرغم من كون مواقع التواصل الاجتماعي قد وجدت لزيادة التواصل الاجتماعي بين الأشخاص، إلا أنها قد عززت بشكل مخيف الوحدة، والعزلة الاجتماعية، ومن هنا يجب أن ينتبه الأهل لأهمية إبعاد الأبناء عن مواقع التواصل هذه ومحاولة التجمع معهم وخلق تجمعات عائلية قدر الإمكان، مع محاولة أيضاً خلق صداقات جديدة واقعية لهؤلاء الأبناء المنعزلين بشكل مخيف.

وأخيراً، فنظراً لأهمية الصُحبة والصداقة الواقعية الحقيقية، ولأهمية التواصل الحقيقي بين الأشخاص في المجتمع، نجد أن معظم الدول المتقدمة من فرنسا، أوروبا، وأمريكا، والتي سبقتنا كثيراً في مواقع التواصل الاجتماعي تنشر فكرة استئجار الاصدقاء للحديث، أو لتناول كوب من القهوة، أو للمشاركة الاجتماعية ولو في نشاط اجتماعي بسيط، وهذا يعكس مدى أهمية العلاقات الإنسانية على أرض الواقع، ومدى احتياجنا لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top