العلاقة بين السمنة وأمراض الروماتيزم والمفاصل

السمنة

أصبحت نسب السمنة عالميًا كبيرة جدًا، وتسبب السمنة الكثير من المشاكل الصحية المختلفة كالأمراض المزمنة وغيرها.

ومن أهم هذا المشاكل التي تسببها السمنة هي الروماتيزم وأمراض المفاصل المختلفة، فما علاقة السمنة بالروماتيزم، وكيف يمكن علاج ذلك، إليكم المقال التالي.

مرض السمنة

بدأ ” د. باسل المصري” استشاري أمراض الروماتيزم والمفاصل حديثه بالقول أن مرض السمنة هو مرض خطير، ويمكن تصنيف لسمنة وزيادة في الوزن، وهناك فرق بينهما.

فالسمنة هي مرض يؤدي إلى زيادة فرص الاصابة بالعديد من الأمراض، كما أنها تؤدي إلى نقص معدل الأعمار، فالمصابين بالسمنة أعمارهم تكون أقل من الأشخاص الأقل في الوزن.

وتزيد السمنة كذلك من أمراض القلب والشرايين والضغط والجلطات القلبية والدماغية، أو توقف التنفس عند النوم والكثير من الأمراض الآخرى.

علاقة أخصائي الروماتيزم بمرض السمنة

العلاقة بينهما وطيدة، فتخصص الروماتيزم هو جزء من الطب الباطني حيث يتدري الأخصائي على علاج أمراض الروماتيزم والأمراض المناعية بالإضافة إلى أمراض الجهاز الحركي، وهو عبارة عن العمود الفقري والعظام والعضلات والروابط والأوتار بينهما، لذلك فلأخصائي الروماتيزم علاقة وطيدة بالسمنة.

فالسمنة تؤدي إلى إلتهابات المفاصل والنقرس أو أمراض الروماتيزم المناعية مثل مرض الالتهاب الرثوي الروماتيدي، أو كذلك بعض الأمراض الميكانيكية مثل التهاب المفاصل التنكسي وهو ما يسمى بالتهاب المفاصل.

فعند الحديث عن الأمراض لميكانيكية مثل التهاب المفاصل التنكسي أو خشونة المفاصل فإن زيادة الوزن تؤثر على المفاصل الراكبة مثل المفاصل بين الركبتين وفي الظهر فإن الكيلو جرام الواحد الزائد يؤدي إلى زيادة الضغط على المفاصل إلى 4 كيلو جرام.

وهذا يؤدي إلى أوجاع شديدة وخشونة في المفاصل خاصة عند المشي وصعود الدرج أو نزوله أو المشي على أرض غير منتظمة.

أما عند الحديث عن العمود الفقري فإن زيادة الوزن تؤدي إلى زيادة الشحوم والدهون في العمود الفقري ويصبح هناك ارتخاء في العمود الفقري، مما يسبب أوجاع في العمود الفقري، وقد يؤدي ذلك إلى الانزلاق الغضروف “الديسك” أو انزلاق الفقرات نفسها ويكون الألم بها مزمن والتدخل الجراحي بهذه الحالات يكون خطير جدًا.

علاج مشاكل السمنة في العظم والعمود الفقري

أهم علاج لهذه المشاكل هو تخفيف الوزن وممارسة الرياضة، واللجوء إلى العلاج الطبيعي وتقوية العضلات حول المفاصل.

فكلما تم تقوية العضلة حول المفصل كلما حافظنا على المفصل من أي ضرر، وتقوية العضلات تحتاج إلى برنامج علاج طبيعي.

بالإضافة إلى أننا قد نضطر أحيانًا إلى العلاج الدوائي أو الجراحي، فالكثير من الحالات التي تقوم يتخفيف وزنها لا تحتاج إلى أدوية ولا تشتكي من أي آلام بعد تخفيف الوزن.

ويجدر الذِّكر أنَّ أمراض الروماتيزم والمفاصل لا تؤثر على الحركة فعلى العكس، لكن هناك بعض الحالات القليلة التي قد تحتاج إلى راحة، لكننا بشكل عام نشجع هؤلاء المرضى على المشي والحركة وممارسة التمارين الرياضية المناسبة لهم إلا في حالة فوران المرض، فالحركة بركة.

تأثير السمنة على التهابات المفاصل الروماتيزمية الجهازية

من أبسط الأمثلة على ذلك هو مرض النقرس، فهذا المرض عبارة عن زيادة حمض البوليك في الدم وبالتالي ترسب بلورات حامض البوليك في المفاصل أو الكلى.

لذلك فأمراض المفاصل جهازية وقد تصيب بعض الأجهزة مثل القلب والكلى والعين والجلد مثل الحمى الذئابية والصدفية.

وكلما زاد الوزن زاد النقرس وبالتالي فالآلام النقرسية تكون مزعجة وتؤثر على المفاصل والكلى وقد تؤدي على المدى الطويل إلى الفشل الكلوي، لذلك فالدراسات أثبتت أن إنزال الوزن يحسن أداء أدوية النقرس.

أما بالنسبة للأمراض الروماتيزمية الأخرى فقد أوضحت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة يصابون بهذه الأمراض أكثر من غيرهم، كما أن إصابة المفاصل بالروماتيزم مع زيادة الوزن يؤدي ذلك إلى زيادة الخشونة والتآكل في الغضروف.

ومن أهم الأسباب التي يجدر الإشارة لها كذلك أن أمراض السمنة تزيد من أمراض القلب والشرايين والجلطات القلبية وبالتالي الوفيات.

كذلك فإن أمراض الروماتيزم مثل الروماتيزم الرثوي يؤدي إلى زيادة نسب الإصابة بالجلطات القلبية إلى أربع مرات أكثر من الأشخاص الأصحاء، لذلك فيجب عليك التخلص من السمنة وبالتالي القدرة على علاج الروماتيزم والحد من تأثيراتها.

أنجح علاجات السمنة

أختتم ” د. المصري” حديثه أنه بالتعاون مع أخصائيين السمنة أن تنزيل الوزن يتم بالعادات الصحية السليمة واستخدام بعض الأدوية فهناك بعض الأدوية الفعالة التي تساعد المريض مع الدعم النفسي، فالدعم النفسي والدوائي من أخصائي السمنة مهم جدًا.

وبالتجربة فقد أُثبت أن هذه العلاجات أدت إلى نجاحات عديدة والتخلص من السمنة، ويفضل عدم الحاجة إلى اللجوء للحلول الجراحية لأن لهذه العمليات آثارها الجانبية.

فالسمنة والروماتيزم هما أمراض مزمنة ونحن بحاجة إلى تعاون المريض مع الطبيب على المدى الطويل للتخلص من هذه الأمراض، فنحن نحتاج إلى صبر الطبيب والمريض.

فالتعاون مع الطبيب والالتزام بتعليماته وتطوير العلاج بناءًا على تطور الحالة يساعدنا على التخلص من كل هذه المشاكل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top