العلاقة بين السكري وضغط الدم والسمنة

السكري وضغط الدم والسمنة

السكري وضغط الدم من الأمراض الأكثر شيوعاً، وغالباً ما يحدث ارتفاع ضغط الدم جنباً إلى جنب مع داء السكري، كما أن ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتة الدماغية والنوبات القلبية وفشل القلب وتمدد الأوعية الدموية.

ويعد الحفاظ على ضغط الدم تحت السيطرة أمرًا حيويًا للحفاظ على الصحة وتقليل خطر هذه الحالات الخطيرة.

كما أن مرض السمنة يزيد من خطر الإصابة بأمراض الضغط والسكري والعديد من الأمراض الأخرى، وفي هذا المقال سنتعرف على العلاقة بين السمنة وداء السكري وارتفاع ضغط الدم.

السكري وضغط الدم

قال “د. عصام أبو داهود” استشاري أمراض باطنية وأمراض كلى وضغط الدم: مرض السكري هو اعتلال هرموني، ناتج عن عدم إفراز الأنسولين كاملاً من البنكرياس، وهذا ما يسمى بسكري النوع الأول، أو أنه ناتج عن إنخفاض حساسية الأنسجة في الجسم لعمل الأنسولين والتي تسمى (مقاومة الأنسولين Insulin Resistance)، وهذا يشكل أغلب النوع الثاني من السكري.

وهناك أنواع أخرى للسكري، مثل السكري الناجم عن بعض الأمراض أو استخدام أدوية معينة، أو طفرات جينية.

أما مرض الضغط فهو ارتفاع ضغط الدم داخل شرايين الجسم، وله أنواع عديد، ويعاني حوالي ٩٥٪ من مرضى ارتفاع ضغط الدم الغير معروف السبب، فقد يكون وراثياً أو مرتبط بالسمنة.

و٥٪ من ارتفاع الضغط يكون ناتج عن أمراض أخرى، مثل الأمراض الهرمونية، أو أمراض الكلى، أو أمراض شرايين الدم، أو ناتج عن استخدام بعض الأدوية.

وللأسف لا يخلو منزل من مريض يعاني من السكري والضغط، لأنهما أكثر الأمراض شيوعاً، ويمكن لمريض السكري أو الضغط أن يكون لديه المرض دون أن يعرف، وويكتشفه عند إجراء الفحص الروتيني، لأنهما لمرضان صامتان.

وبالإضافة إلى أن مرض السكري وضغط الدم شائعان جداً، فمضاعفاتهما كثيرة أيضاً، فهما السبب الرئيسي في تصلب الشرايين، والإصابة بالجلطة القلبية والدماغية، وهما أيضاً السبب الرئيسي والأول في العالم لفقدان البصر، والقصور والفشل الكلوي.

وهذه المضاعفات تعيق الحياة للإنسان، بسبب دخول المستشفيات بأوقات متقاربة، والإحتياج للأدوية بكثرة, وزيارة الاستشاريين بكافة التخصصات، ومن هنا يؤثر هذان المرضان على المريض نفسه وعلى أهلة ومجتمعه ككل تأثيراً كبيراً، لذلك يجب محاربتهما والقضاء عليهما قدر المستطاع.

أعراض السكري وارتفاع ضغط الدم

تتلخص أعراض السكري فيما يلي:

  • العطش.
  • إدرار البول.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • الإرهاق والدوخة.

أما عن أعراض ارتفاع ضغط الدم فهي:

  • ألم في الرأس.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • الإرهاق.
  • ضيق التنفس.

العلاقة بين السكري وضغط الدم والسمنة

يعتبر داء السكري وارتفاع ضغط الدم من الأمراض والمشاكل الصحية الشائعة جداً، ويشترط هذان المرضان بأسباب شائعة الحدوث منها:

  • النظام الغذائي المتبع.
  • العادات الصحية السيئة.
  • الضغوط النفسية التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية.

إن المريض الذي يعاني من داء السكري يكون أكثر عرضة للإصابة بإرتفاع ضغط الدم، كما أن اصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى بالسكري يزيد من فرصة الاصابة به أيضاً.

ومن ناحية أخرى فإن مريض ضغط الدم المرتفع يكون معرضاً للاصابة بالسكري إذا كان مصاباً بالسمنة.

يعتبر الغذاء الصحي المناسب عامل مهم جداً في السيطرة على كلا المرضين، يتم ذلك عن طريق تقليل تناول الأطعمة الدسمة المليئة بالدهون، وممارسة الرياضة بشكل يومي.

وفي حال العجز عن نزول الوزن يلجأ المريض إلى عمليات جراحة السمنة.

وبالإطلاع على متلازمة التمثيل الغذائي Metabolic syndrome لهؤلاء المرضى، يتضح لنا السمنة هي النواة لمرض الضغط والسكري وكثيراً من الأمراض الأخرى، والسمنة تُعني وجود خلايا دهنية، وهذه الخلايا الدهنية تفرز مواد كيميائية وهرمونات، تخفض من حساسية الأنسجة والخلايا للأنسولين، وبالتالي تحدث مقاومة الأنسولين العالية.

وبالتالي تؤدي مقاومة الأنسولين إلى ارتفاع الضغط وإرتفاع نسبة الدهون، كما تؤدي أيضاً إلى بعض الأمراض الأخرى مثل نقص الكوليسترول النافع، وكل هذه المشاكل والأمراض سببها الرئيسي هو السمنة.

فالسمنة ليست زيادة بالوزن وتغيير في الشكل فقط، بل هي تفاعلات كيميائية للخلايا الدهنية في الجسم، فكلما كان لدى الإنسان سمنة أكثر، كلما كانت الخلايا الدهنية أكثر، وتفرز هذه الخلايا الدهنية مواد كيميائية.

فلا تقتصر السمنة على مشاكل الضغط والسكري فقط، بل وتسبب مشاكل بالمفاصل والعظام أيضاً، ويمكن أن تصل إلى الأورام السرطانية.

وعلى حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية فإن الكويت هي أولى دول العالم في السمنة، تليها مصر، ثم الأردن لعام ١٠١٥، ومن هنا فمعدلات السمنة عالية جداً في الدول العربية.

وكل ذلك يعود إلى وعي الإنسان، وإلى الأنماط الغذائية التي يتبعها، وهل يمارس الرياضة أم لا، كما تلعب العادات والتقاليد دوراً أيضاً في حدوث السمنة، فمن عادات وتقاليد الدول العربية حب الطعام، وإحتوائه على المواد الدهنية، فحتى الزيادة العائلية والمناسبات الإجتماعية تحتوي على كثيراً من أصناف الغذاء والحلويات.

تقرأ هنا أيضًا ذو أهميّة

ومما يتسبب في حدوث السمنة أيضاً التكنولوجيا الحديثة، التي أدت إلى قلة الحركة، والتي ترتب عليها حدوث السمنة، فكل هذه العوامل التي تتسبب في حدوث السمنة يجب تغيرها، حتى تتحسن الصحة والحياة، لأن تواجد هذه العوامل واستمرارها سبباً رئيسياً في حدوث السمنة كما ذكرنا.

وفي فترة الحجر المنزلي، زاد وزن الكثيرون، بسبب قلة الرياضة والمشي، واتباع العادات والسوكيات الغذائية الخاطئة.

وإذا سيطرنا على عملية التمثيل الغذائي وكسرنا نواة السمنة، فنكون بذلك قادرين على منع حدوث هذه الأمراض، وإن وجدت هذه الأمراض يتم علاجها جذرياً، أو على الأقل التخفيف من أعراضها ومضاعفاتها.

للسمنة مضاعفات كثيرة وتسبب مشاكل عدة منها:

  • مشاكل المفاصل.
  • آلام الظهر.
  • الضغط والسكري.
  • الإكتئاب.
  • بعض السرطانات: حيث ترتبط بعض الأورام السرطانية بالسمنة مثل سرطان الرحم والثدي.
  • الضغط الإجتماعي: حيث تتأثر نفسية الشخص بالسمنة، وكذلك ثقته بنفسه.

وأخيراً ننوه على وجود علاجات كثيرة للضغط والسكري، وإن ظل الإنسان بحاجة إلى هذه الأدوية، ويجب بشتى الطرق محاولة نزول الوزن، إما بإتباع حمية غذائية والاستعانة بإستشاري التغذية، أو الاستعانة بالإنترنت، أو نزول الوزن بالأدوية والجراحة، حتى نخفف من هذه الأمراض.

أضف تعليق

error: