الرقم 2000 !

أما أنا فبدأت أتوجس من الرقم السابق خيفة، فما عدت أصادفه لاحقا إلا بجانب مصيبة كبرى أو كارثة عظمى، أو حتى مأساة إنسانية! الرقم في أعلى المقال كان قاسما مشتركا لمجموع القتلى في «تسونامي» اليابان و«زلازل» تركيا و«فيضانات» بنجلاديش و«قتلى» ليبيا وهل أكثر من ذلك شؤما؟!

محليا، لا يستخدم الرقم 2000 إلا كما استخدمه السيد «حافز» حين وضعه كحد أدنى لرواتب السعوديين المتقدمين على وظائفه، وكأن «حافز» هذا قادم من كوكب «بلوتو» حيث لا يفقه أحد في ذلك الكوكب أن 2000 ريال ليست ذات جدوى في إيجاد سكن ملائم فقط، بغض النظر عمن يريدها أن تصمد ـ كونها راتبا شهريا ـ في وجه السكن والغذاء والعلاج وتأمين الاحتياجات الضرورية! أما إن كانوا مصرين على الرقم السابق فأرجو منهم كنصيحة أخوية أن يضيفوا ضمن شروط الوظيفة: أن يكون المتقدم ضد المرض وضد الجوع، وأن يظل عزبا طوال حياته حتى لا يتعداه الظلم إلى سواه!

محليا أيضا يعتبر الرقم 2000 طموحا أعلى لمعلمة في مدرسة أهلية تتقاضى في نهاية الشهر مبلغ 1550 ريالا مخصومة منها مبلغ 139 ريالا للتأمينات الاجتماعية، ثم إنها ستبذل جهدا مضاعفا وستقوم بكل الأعمال المنوطة بها وغير المنوطة بها وكل ما يمليه عليها ضمير مديرة المدرسة، كل ذلك من أجل أن تتعطف عليها الإدارة المالية بـ 2000 ريال! تقوم بكل ما سبق وسط غياب الضمانات التي تضمن لها سلامة حياتها!

حاليا، لا يعجب الرقم السابق سوى عدد محدود فقط حين يصبح «بدل» بجانب أرقام الرواتب الضخمة، أو أن يكون مكافأة لانضمام أحدهم للجنة تعنى بتقصي الحقائق أو مكافأة حضور اجتماع بعنوان «وسائل السلامة والأمان في مدارسنا»!

بقلم: ماجد بن رائف

واقرأ: جدارنا منيع.. اذهبوا إلى مكان آخر

أضف تعليق

error: