الجلوكوما.. نصائح للتشخيص والعلاج

الجلوكوما.. نصائح للتشخيص والعلاج

تفاصيل الاستشارة: أنا أكتب نيابة عن زوجي وكل البيانات في الخانات المطلوبة تخص زوجي. فقد اكتشفنا حديثا أنه -شفاه الله- مصاب بمرض الجلوكوما بعينه اليسرى، وأود طرح بعض الأسئلة عن هذا المرض لو سمحتم..

  1. هل يمكن أن يؤدي المرض إلى عمى مفاجئ؟
  2. هل ينتقل للعين السليمة؟
  3. هل يجب عمل فحص دوري لابننا (14 شهر)؟ وما نسبة أن ينتقل بالوراثة؟
  4. هل تحافظ القطرة على نسبة الضعف الموجود، وتحول دون تطوره بالكامل؟ أم بشكل جزئي؟ وهل تصبح القطرة أقل نفعا مع مرور السنين؟ أم أن مفعولها يبقى حتى يأتي الأجل؟
  5. يقول زوجي إنه ما كان ليحزن كثيراً لو أنه أصيب بعمر الأربعين أو ما فوق؛ ولكن بما أنه الآن 27 سنة، فهذا يعني أنه سيصبح أعمى في عمر الأربعين.. هل يبالغ زوجي؟
  6. هل يؤثر المرض على شكل العين الخارجي؟

زوجي طبيب.. ولكن ليس بالعيون، وأخاف أن تكون معلوماته القليلة حول طب العيون تضره أكثر مما تنفعه.. ما نسبة أن يصبح زوجي أعمى؟ وبعد كم سنة؟ وإن لم يصبح أعمى هل من الضروري أن يصبح ضعيف النظر؟

سؤال أخير وآسفة على الإطالة.. أنا أؤمن بأن في العسل والحبة السوداء شفاء من كل الأمراض كما يقول عليه الصلاة والسلام, هل يوجد أي علاج بهما أو أي علاج بالأعشاب؟ جزاكم الله خيرا والسلام عليكم.

ملاحظة: هو حالياً يأخذ قطرة اسمها COSOPT.

⇐ د. مالك يوسف الأبكع «اختصاصي طب العيون وجراحتها» أجاب على هذه الاستشارة؛ فقال: الأخت العزيزة.. إن الجلوكوما أو المياه الزرقاء على العين (Glaucoma) “الزرق” هي عبارة عن ارتفاع الضغط داخل العين عن الحد الطبيعي له (10 – 20 مم ) وهو يساهم في أخد كرة العين لشكلها الكروي؛ والمسئول عن الضغط داخل العين هو الخلط المائي “Aqueous humour” وهو سائل مائي يفرز من زوائد الجسم الهدبي “Ciliary Body”، ويمر عبر الحدقة ليفرغ من زاوية البيت الأمامي وهي الزاوية المتشكلة بين القزحية والقرنية.

وارتفاع ضغط العين يحدث إما بزيادة إفراز الخلط المائي ” Aqueous humour” أو بنقص إفراغه من زاوية البيت الأمامي، ولكن في أغلب الحالات يكون هناك عائق في تصريف الخلط المائي؛ وهو ما يؤدي إلى تراكمه وارتفاع ضغط العين.

هناك عدة أنواع للجلوكوما:

  • الزرق الولادي.
  • الزرق المكتسب وله عدة أنواع:
    • أ- زرق أولي له شكلين مزمن مفتوح الزاوية وحاد مغلق الزاوية.
    • ب- زرق ثانوي ويكون ناجماً عن آفة عينية كرضوض العين وتقرحات القرنية والتهاب القزحية وانخلاع الجسم البلوري (عدسة العين)، واستعمال قطرات الكورتيزون العينية لفترات طويلة وغيرها.

أما بالنسبة لحالة الزوج التي وصفتها لنا فأنا أرجح أن يكون الزرق هنا من النوع المزمن المفتوح الزاوية، وهذا قد يصيب عيناً واحدة أو يصيب العينين مع فاصل زمني بين العين والأخرى.

وهنا أوضح النقاط التالية:

1. الزرق هنا غالبا يحدث بعد سن الأربعين وسببه الأساسي مجهول، ولكن هناك حالات يحدث فيها قبل هذا السن كما حدث مع زوجك.

2. في أغلب الحالات يكتشف المرض صدفة، وذلك لقلة الأعراض التي يشكو منها الشخص في البداية؛ ولكن مع تطور المرض يبدأ الشخص يشكو من صداع خفيف مع تشوش رؤية، ويمكن أن يلاحظ وجود هالات حول الضوء.

3. في بعض الحالات يكتشف المرض صدفة عندما يغلق الشخص العين السليمة لأي سبب، فيُلاحظ ضعفٌ شديد في الرؤية بالعين الثانية وحتى فقدانها أحياناً، وتكون هنا الحالة متقدمة جدا.

4. العامل الوراثي غير محدد تماما” في الزرق.

5. لا يوجد خوف على الطفل من احتمال إصابته بالزرق، ولكن من باب الاطمئنان يمكن فحصه لنفي الإصابة.

6. الزرق ينتهي بالعمى إذا لم يتم معالجته بشكل جدي.

7. استخدام القطرة لا يفقدها فعاليتها مع الاستخدام طويل الأمد.

8. هدف المعالجة هو الحفاظ على الرؤية عند كشف المرض، وليس تحسين الرؤية حيث إن المرض يتلف العصب البصري تدريجيا، وما تلف منه لا يمكن إعادته.

9. المعالجة تكون إما دوائية أو جراحية والغاية منها تخفيض الضغط داخل العين وبالتالي منع تلف أو ضمور العصب البصري.

10. تكون المعالجة دوائية في البداية، ويتم مراقبة ثلاث أمور هي: الضغط داخل العين، والساحة البصرية، وتقعر حليمة العصب البصري “Glaucomatous Cupping ” (وهو الذي يدل على مدى تلف وضمور العصب البصري Optic Atrophy). ويمكن أن نكتفي بهذه المعالجة إذا حققت الأهداف التالية:

  • أ- الضغط الطبيعي داخل العين.
  • ب – عدم تضيق الساحة البصرية (وهي مجال الرؤية بعين واحدة).
  • ج – عدم زيادة تقعر حليمة العصب البصري؛ وهذا يعني عدم تلف ألياف جديدة من العصب.

وكل هذه الأمور تتم بالفحص الدوري من قبل طبيب إخصائي.

أما المعالجة الجراحية فيكون استطبابها عند فشل المعالجة الدوائية أو أن يكون الشخص لا يحب استخدام الدواء أو أن يكون غير متقيد بشكل جيد بالمعالجة أو متابعة الفحص.

11. لا يوجد خوف من العمى عند اكتشاف المرض ومعالجته بشكل جيد دوائيا أو جراحيا إلا إذا تم اكتشاف المرض في وقت متأخر جدا.

أما إذا اكتشف المرض باكرا فيمكن أن يحافظ الشخص على رؤيته التي هو عليها زمن كشف المرض.

12. لا يوجد عدوى بالمعنى الطبي للعين الأخرى فقد تبقى الإصابة بعين واحدة إلا إذا كان هناك سبب مماثل في العين السليمة للذي أحدث المرض في العين المصابة، وهنا يمكن مراقبة هذه العين وقياس ضغطها في كل مرة نقيس ضغط العين المصابة.

13. لا يوجد ضرر من تناول العسل والحبة السوداء، وإن كان ذلك ليس له دور في معالجة الزرق.

14. نصيحتي لك هي مراجعة طبيب إخصائي والوقوف على سبب حدوث الزرق ومن ثم المراقبة المستمرة لضغط العين والمعالجة الجدية وهذا بإذن الله تعالى كاف للحفاظ على الرؤية وعدم تطور المرض للعمى.

مع خالص أمنياتي لزوجك بالصحة والسعادة وتابعينا بالأخبار.

أضف تعليق

error: