التشنج الحراري عند الأطفال

التشنج , طفل , صورة
طفل

ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال بشكلٍ مُفاجئ أو ما يُعرف بالتشنُج الحراري ” التشنج ” يُصيبُ الأطفال غالباً من عُمر ستة أشهر إلى خمس سنوات وهي مُخيفة جداً بالنسبة للآباء والأمهات خاصةً في المرة الأولى التي ترتفع فيها درجة حرارة الطفل إلى ٤٠ درجة مئوية ما يؤدي إلى إصابته بنوبة تشنُجات يفقدُ فيها الطفلُ وعيهُ وتحدث تقلُصات لجميع عضلات جسمه كالأيدي والأرجُل وهي تستمر لدقائق قليلة.

وللتعرف أكثر على هذا المرض من خلال مُتخصصين في أمراض الأطفال، تم اللقاء مع الدكتور محمد الديسي “استشاري أطفال” عبر شاشة (العربية)، وكان الحوار كالتالي.

عندما يحدُث ارتفاع في درجات الحرارة وينتج عنهُ تشنُجات حرارية، متى تحدُث هذه التشنُجات وأين تكمُن الخُطورة ؟
التشنُجات الحرارية هي أكثرُ أنواع التشنُجات حدوثاً عند الأطفال وتحدث عادةً من عُمر ستة أشهر إلى عُمر ستة سنوات أي أن ٢٪ إلى ٥٪ من الأطفال في هذه الفئة العُمرية يُعانون من نوبةٍ أو أكثر من التشنُجات الحرارية، والتشنُجات الحرارية هي عبارة عن تقلُصات في العضلات وعادةً في الأطراف ومُتكررة وتستمرُ لبعض الوقت.

متى تحدث هذه التشنج / التشنجات ؟

تحدث هذه التشنُجات عند حدوث ارتفاع مُفاجئ في درجات الحرارة، وأحياناً قد تعلم الأم أو الأب أن الطفل حرارتهُ مُرتفعة وأحياناً لا تعلم فقد تكون التشنُجات هي بداية المرض وتكتشف أنهُ بعد التشنج تضع يدها على الطفل وتحُس أن الطفل ساخن فليس في كُل الأحوال تستطيعُ الأم معرفة أو التنبؤ بإمكانية حدوث التشنُجات.

عند إصابة الطفل بارتفاع شديد في درجات الحرارة تُصاب الأم بالفزع وقد تلجأ إلى الطُرق القديمة وهي وضع الطفل في الثلج أو الماء البارد، إلى أي مدى صحة هذا الفعل ؟
وضع الطفل في الماء البارد خطأ لأن هذا قد يؤدي إلي قشعريرة ويُضاعف التشنج ولكن التصرُف بهدوء فإن مشاهدة طفل يتشنج هي بالطبع حالة مُخيفة ومُرعبة بالنسبة لذوي الأطفال ولكن في الحقيقة أن هذه التشنُجات الحرارية ليست مُرعبة لهذه الدرجة وذلك لأن ٨٠٪ من التشنُجات الحرارية هي من النوع البسيط وهو النوع الذي لا يستمر لأكثر من ١٥ دقيقة ويُصيب عادةً جميع أطراف الجسم وليس جزء منها، وعادةً لا يتكرر أكثر من مرة في اليوم الواحد وهذا النوع من التشنُج عادة يتوقف بمُفرده بدون أي تدخُل من الطبيب أو بدون إعطاء أي أدوية كُل ما هو مطلوب من الأم في حالة التشنُجات البسيطة هو وضع الطفل في مكان آمن حتى لا يسقُط من السرير وأيضاً فتح مجال للتنفُس حتى لا نمنع وصول هواء إلى الطفل، أما بالنسبة لإعطائه خافض حرارة فلا مانع منه أثناء التشنُج وممكن وضع بعض الكمادات من الماء البارد على جبين الطفل.

عند حدوث مثل هذه التشنُجات ماذا يجب على الأم التصرُف هل تحتاج إلى الذهاب إلى المُستشفى أو مُحادثة الطبيب أو أنها فقط تعتمد على بعض الأدوية والكمادات ؟
إذا كان التشنج من النوع البسيط فإنهُ خلال دقائق رُبما دقيقتين أو ثلاث دقائق سوف يتوقف هذا التشنج تلقائياً ولا تحتاج الأم في هذه الحالة إلي استدعاء الطبيب أو ضرورة لإعطاء أدوية تُوقف هذه التشنُجات لأنها بسيطة ولا تدعو للقلق، وهذه التشنُجات عادةً ما تكون متكررة أي تتكرر الاهتزازات في نفس اللحظة ثم تتوقف، فإذا توقفت التشنُجات تأخذ الأم الطفل إلى أقرب مستشفى حيثُ يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات لمعرفة سبب ارتفاع درجة الحرارة ويُعالج هذا السبب، وقد تتكرر هذه التشنُجات البسيطة عند الأطفال مرة أخرى بعد سنوات أو أشهُر ولكن هذا لن يؤثر على الطفل فبعد أن يبلُغ الطفل سن ستة سنوات تتوقف هذه التشنُجات تلقائياً.

متى تكون هذه التشنُجات خطر على الطفل وتُسبب مُضاعفات كالتهاب السحايا أو خُرّاجْ في الدماغ أو شيء خطير ؟
إذا كان التشنج مُعقد ونسبة حدوث هذا النوع حوالي ٢٠٪ من التشنُجات والذي قد يستمر لأكثر من ١٥ دقيقة وفي هذه الحالة يُفضل استدعاء الإسعاف أو أخذ الطفل فوراً إلى أقرب مُستشفى أو طبيب لوقف التشنُجات، وقد يُصيب التشنُج المُعقد طرف واحد من الجسم وليس جميع أطراف الجسم، وفي هذه الحالة بعد توقف التشنج يُجري الطبيب بعض التحاليل والصور مثل عمل صورة رنين مِغناطيسي وقد يحتاج الطفل إلى رسم كهربائي للدماغ وقد يُعطى للطفل بعض الأدوية المانعة للتشنُجات حتى لا تتكرر بكثرة في المُستقبل وقد يعطي الطبيب للأم تحميلة خاصة في البيت لوقف التشنُج إذا تكرر التشنُج من النوع المُعقد مرة أخرى.

أضف تعليق

error: