الإصابة بالإيدز.. تحاليل الدم هي الفيصل

الإصابة بالإيدز.. تحاليل الدم هي الفيصل

تفاصيل الاستشارة: حقيقة الأمر.. لا أعلم كيف أبدأ، ولكن دون خوض في تفاصيل.. لقد أخطأت وقارفت الزنا مع فتاة ليل، حدث ذلك منذ شهر ونصف وهى المرة الوحيدة في حياتي التي أرتكب فيها تلك المعصية الكبيرة، وعندما قمت بالزنا معها لم أكن أرتدي الواقي الذكرى لعدم خبرتي بتلك الأمور.

أعيش الآن حالة من القلق والتوجس والهوس وكأني في انتظار الموت، فبالإضافة إلى الإحساس بعظم الذنب والمعصية فإن هاجس أن تكون تلك الفتاة مصابة بمرض الإيدز يكاد يقتلني، أشهد الله أنني لا أستطيع النوم ولا العمل، فكلما هممت بشيء تذكرت كيف يكون الحال لو كانت مصابة بالإيدز ونقلته إليّ، كيف أواجه أمي وأبى وإخوتي وأقاربي؟ كيف أعيش حياتي؟ ماذا أقول للناس؟

ما أريد السؤال عنه ما يلي، وأرجو من حضراتكم وأستحلفكم بالله أن تكون الإجابة كافية شافية:

  1. هل من الممكن انتقال الإيدز إلي من ممارسة واحدة إذا كانت الفتاة مصابة؟
  2. ما هي الفحوصات التي يمكن عملها للتأكد من عدم حدوث العدوى؟
  3. قرأت أن فحص الإيدز يحتاج عمله إلى مرور وقت معين من تاريخ حدوث العدوى الأولية، فما هو الوقت الذي يمكن من بعده أن أجري فحصا وتكون نتيجته قطعية ومؤكدة؟
  4. هل هناك أمراض أخرى قد تكون انتقلت غير الإيدز، وهل يمكن عمل فحص للتأكد من عدم انتقالها؟
  5. هل يوجد علاج للإيدز؟
  6. إذا حصل -لا قدر الله- وأصبت بالمرض، فهل أستطيع الزواج؟ وهل لو تزوجت سوف أنقل لزوجتي العدوى؟
  7. لو حدث وعلمت أني مصاب، ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟

والله الذي لا إله إلا هو لطالما اعتبرني كل من حولي من الأتقياء، وما حدث كان غلطة لا أسامح نفسي عليها..

اللهم أسالك الرحمة والمغفرة.. وأسألكم إجابة أسئلتي.

بارك الله فيكم وجعلها في ميزان حسناتكم.. الله وحده الذي يعلم بحالتي الآن.

⇐ فريق الاستشارات الصحية أجاب السائل، وأوضح: سنقوم بالرد على أسئلتك واحدا تلو الآخر:

أولا: الإيدز ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي بشخص مصاب، لذا فالاتصال الجنسي لمرة واحدة كاف جدا لنقل العدوى.

ثانيا: عند انتقال العدوى بفيروس الإيدز يظل هذا الفيروس كامنا في الجسم، وقد لا تظهر أعراضه إلا بمرور شهور أو حتى سنوات، بالإضافة إلى أن الأجسام المضادة لهذا الفيروس لا تظهر في الدم مباشرة وتحتاج مدة تتراوح ما بين 3 أشهر إلى سنة؛ والفحص الذي تجريه للكشف عن فيروس الإيدز هو للكشف عن الأجسام المضادة؛ لذا يجب إجراء فحص لبيان وجود الأجسام المضادة للفيروس من عدمها مع إعادة إجراء الفحص بعد 6 أشهر أخرى، ويفضل أيضا إجراؤه بعد عام كامل من شروعك في تلك العلاقة الجنسية، فإن ظهر بعدها الفحص سالبا فهذا ينفي وجود أي أجسام مضادة لهذا الفيروس.

ثالثا: هناك العديد من الأمراض التناسلية التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، منها:

  1. أمراض ناتجة عن الإصابة بالبكتريا مثل: الزهري والسيلان والكلاميديا والقرح التناسلية اللينة.
  2. أمراض ناتجة عن الإصابة بالفيروسات مثل: الهيربس والثآليل الجنسية والالتهاب الكبدي الوبائي(C-B) والإيدز.
  3. أمراض ناتجة عن الإصابة بالطفيليات مثل: الترايكوموناس.

ويتم تشخيص هذه الأمراض بالفحص الإكلينيكي من قبل الطبيب المختص وأخذ عينات من أماكن الإصابة وعمل مزرعة للميكروب، ويكون هذا في وقت الإصابة وظهور الأعراض، أما في حالة اختفاء الأعراض الأولية لهذه الأمراض فيكون التشخيص عن طريق فحص الدم لتوضيح الأجسام المضادة للميكروبات المسببة لهذه الأمراض، وتشخص الثآليل الجنسية المتسببة عن الإصابة بفيروس(HPV) بالشكل الظاهري المميز فقط ولا يوجد تحليل دم أو مسحة لتشخيصها.

وهناك طرق مختلفة للعلاج تتوقف على نوع المرض، فبعض هذه الأمراض لا يتم الشفاء منها تماما مثل الإصابة بالفيروسات مثل (الهربسHPV – الإيدز – الالتهاب الكبدي ب)، حيث تظل هذه الفيروسات كامنة في الجسم وقد تنشط في أي وقت.

والهدف من العلاج في هذه الحالات هو التخلص من أعراض المرض ومنع حدوث المضاعفات، وعلاج هذه الفيروسات يكون باستخدام أدوية معينة عن طريق الفم أو مراهم موضعية وقد يكون العلاج بكي مناطق الإصابة سواء بالحرارة أو التبريد أو الاستئصال الجراحي كما في حالة الثآليل الجنسية.

أما الأمراض التي يمكن الشفاء منها تماما إذا تم علاجها فهي “الكلاميديا، السيلان، الترايكوموناس”، أما الزهري فيمكن علاجه والشفاء منه تماما إذا تم اكتشافه وعلاجه مبكرا.

رابعا: وعن العلاج من مرض الإيدز فلم يكتشف بعد أي علاج شاف له، ولكن هناك أدوية تعمل على تثبيط الفيروس وبالتالي التقليل من آثاره وأعراضه، لكن ليس هناك أي علاج يمكن أن يخلص الجسم نهائيا من الفيروس بعد حدوث الإصابة.

خامسا: إذا حدث -لا قدر الله- واكتشفت إصابتك بالإيدز، فيجب أن تصارح من ستتزوجها لأن الفيروس ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي كما ذكرنا سابقا، لذا فيجب أن تترك لها حرية الاختيار في أن تعيش هذه الحياة معك أم لا، وخاصة أنك لن تستطيع أن تقوم بالاتصال الجنسي بدون استخدام الواقي الذكري أو الواقي الأنثوي، مع العلم أن العازل المطاطي لا يقي من هذه الأمراض بنسبة 100%، ولكنه يقلل من الإصابة إذا استعمل بطريقة صحيحة في كل مرة تتم فيها المعاشرة الزوجية.

سادسا: إذا علمت بإصابتك بمرض الإيدز فيجب عليك التوجه فورا إلى طبيب مختص في أمراض الدم والمناعة لوضع الخطة العلاجية اللازمة، وإعطائك التحذيرات اللازمة حتى تضمن سلامة أسرتك وسلامة كل من حولك.

⇐ واقرأ هنا أيضًا:

في النهاية ندعو لك الله بالمغفرة، وأن يمن عليك وعلى شباب المسلمين أجمعين بالصحة والعافية والهداية.

أضف تعليق

error: