استعمال زيت جوز الهند في الطهي

صورة , زيت جوز الهند

هناك تضارب بين المعلومات التي قد نكون سمعناها من قبل عن زيت جوز الهند وبين ما سنعرفه الآن عن هذا الزيت وهذا لأن هناك العديد من الدراسات الحديثة التي تخرج إلى الضوء يوماً بعد يوم والتي يجب علينا التطلع إليها وإلى نتائجها المتضاربة والتي من بينها دور هذا الزيت في رفع الكوليسترول الجيد في الجسم ولكن في نفس الوقت تشير بعض الدراسات أن هذا الزيت يعمل على رفع نسبة الكوليسترول السيء.

ما هو زيت جوز الهند وما هي استخداماته؟

ذكرت الدكتورة رند الديسي ” أخصائية التغذية العلاجية ” أن زيت جوز الهند هو زيت جيد جداً ولكنه باهظ الثمن نوعاً ما حيث أن 80% من هذا الزيوت هي من الدهون المشبعة و 14% من mct oil والتي تُصنف على أنها أحماض أمينية متوسطة السلسلة، و6% عبارة عن أحماض أمينية غير مشبعة أحادية ومتعددة.

أشارت العديد من الدراسات من قبل إلى فائدة زيت جوز الهند الغذائية لأنه يحتوي على دهون مشبعة وبسبب عدم قدرة زيت جوز الهند على التأكسد، لذلك فإن هذا الزيت يعتبر صحي في الطبخ ولكنه يحتوي على الدهون المشبعة التي تصل إلى 80% مقارنة ب 50% في اللحوم الحمراء و 65% في الزبدة ولكن أثبتت الدراسات أن الأهمية الكبرى تتمثل في mct oil متوسطة السلسلة والتي تمثل 14% فقط في جوز الهند ولكي نحصل على نسبة 100% من mct oil لابد من تناول من 15 إلى 20 جرام يومياً من زيت جوز الهند وهو ما يعتبر شيء صعب بنسبة كبيرة لأن المستوى الموجود فيه هو غير كافي لإعطائنا الفوائد الغذائية – وفق ما ذكرته رند الديسي.

يتميز mct oil بأنه يحتوي على حمض اللوريك وهو حمض عبارة عن دهون لديها القدرة على التخزين في الجسم لفترة قصيرة كما أنها تُستخدم في الجسم بصورة أسرع ومن ثم فإن استخراج الطاقة من هذه الدهون يعتبر أسهل وأسرع للجسم، لذلك فإليه يعود الفائدة الغذائية في رفع الأيض الموجود في الجسم.

أما بالنسبة لتأثير زيت جوز الهند على الكوليسترول الجيد والسيء فللأسف هناك تشعب في نتائج الدراسات الحديثة حيث تشير الدراسات أنه يساعد في رفع مستوى الكوليسترول الجيد في الجسم ويخفض من مجمل الكوليسترول السيء أو الضار ولكن هناك دراسات أخرى تشير إلى عكس ذلك، ولكنني أرى أن السبب هو الحالة الصحية للأشخاص الذين تمت عليهم الدراسة حيث أن الأشخاص الذين يعيشون حياة صحية فإن الزيوت ستساعدهم في عيش حياة صحية أكثر بينما من يعيشون بنمط حياة غير صحي فللأسف سيعمل زيت جوز الهند على رفع مستوى الكوليسترول الضار في الجسم.

من هم الأشخاص الأكثر استفادة من زيت جوز الهند؟

لا يعتبر زيت جوز الهند مفيد بدرجة أكبر في الطبخ خاصة إذا كان الطهو على درجة حرارة أقل من 150 درجة مئوية مقارنةً بزيت الزيتون وإنما يمكن استعمال زيت جوز الهند بشكل بارد على السلطات ليعطينا فائدة غذائية خاصة للأشخاص الذين يتبعون نظام الكيتو دايت الغذائي الذي يعمل على حرق الكتلة الدهنية وزيادة العضلات إذا تم استهلاكه بالطريقة الصحيحة.

إلى جانب ذلك، يعتبر زيت جوز الهند مهم بدرجة كبيرة لمرضى الصرع الذي يأتي نتيجة بعض الإفرازات الغير منظمة بشكل صحيح من الدماغ ليأتي زيت جوز الهند مع نظام الكيتو دايت ليعمل على إنتاج أجسام كيتونية في الجسم والتي تقلل من نوبات الصرع خاصة عند صغار السن، لذلك يجب الإكثار من هذا الزيت خاصة لصغار العمر لتقليل خطر الإصابة بنوبات الصرع.

تثبت الدراسات كذلك أن زيت جوز الهند يساعد بشكل كبير على زيادة ترطيب البشرة ويقلل من ظهور الأكزيما وفي نفس الوقت يساعد على تقوية بصيلات الشعر ويحسن من مظهرها.

إلى جانب ذلك، يعتبر زيت جوز الهند مفيد لمرضى الزهايمر وهو المرض الذي يتميز بعدم قدرة خلايا الدماغ على استخدام الجلوكوز بالطريقة الصحيحة إلى جانب إنتاج الأجسام الكيتونية مما يؤدي إلى تعويض نقص الجلوكوز لهذه الخلايا في الجسم والتي تأتي من مصادر دهنية خاصة زيت جوز الهند.

يعمل زيت جوز الهند على ترطيب البشرة وحمايتها من التجاعيد ويسهل من تمدد الجلد بطريقة أسهل خاصة عندما تكون البشرة جافة ويحدث بها تمزق في الجلد ومن ثم تظهر علامات تمدد الجلد الذي يمكن علاجه بواسطة زيت جوز الهند.

كيف يمكننا استعمال زيت جوز الهند في الطهي؟

لا يجب أن يصل زيت جوز الهند إلى درجة حرارة 150 مئوية لأنه حينها ومع كميته القليلة يتعرض للاحتراق والتأكسد ومن ثم نفقد قيمته الغذائية في الطبخ ويكون غير صالح للاستخدام وتكون الدهون المشبعة المتمثلة في السمنة هي الخيار والبديل الأمثل لزيت جوز الهند مع إمكانية استعمال زيوت أخرى كزيت عباد الشمس أو زيت الذرة والتي لها قابلية للاحتراق على درجة حرارة أعلى من 150 درجة.

على الجانب الآخر، عند استعمال زيت جوز الهند في الطهي فإن له طعم واضح ويمكن أن تغطي رائحته على طعم بعض المأكولات، لذلك فإننا لا نستعمل عندنا هذا الزيت ولكن يتم استعمال هذا الزيت في الغرب لأنه يعتبر بديلاً لزيت الزيتون الغير متوفر عندهم بنسبة كبيرة مقارنةً بنا في الدول العربية التي تُعد بلاد زيت الزيتون في الأساس.

وأخيراً، يعتبر نظام الكيتو دايت هو نظام يعتمد على استخدام العديد من الزيوت في الجسم مع امتناع الجسم عن النشويات لفترة طويلة مما يتسبب في ظهور الحالة الكيتوزية للجسم ولا يستطيع الجسم استخدام الجلوكوز بشكل سريع مما يقضي على مخزون الجلوكوز في الدم ومن ثم يلجأ للجلايكوجين الموجود في الكبد، وبعد انتهاء الجلايكوجين يقوم الجسم بحرق الدهون والأحماض الدهنية لاستخراج منها الطاقة اللازمة عبر ميكانيكية تعتمد على إنتاج خلايا جلوكوز جديدة من مصادر غير نشوية وهو ما يتطلب عبء كبير على العضلات والجسم بشكل عام ومن ثم يؤدي ذلك إلى نزول الوزن بصورة سريعة.

أضف تعليق

error: