أسباب استئصال الطحال ومضاعفاته

استئصال الطحال

يحتاج بعض الناس إلى استئصال الطحال (Splenectomy) إما لتضخمه نتيجة للإصابة بأحد الأمراض أو بسبب مشكلة في الطحال نفسه وهي تدمير الصفائح الدموية.

والطحال هو عضو ليمفاوي في جسم الإنسان، ويقع أسفل الحجاب الحاجز في الجزء العلوي الأيسر من البطن، يساهم الطحال في إنتاج كريات الدم الحمراء ويُعتبر مخزن رئيسي للدم.

ويلعب دور كبير في تقوية مناعة جسم الإنتاج ومحاربة البكتيريا والفيروسات وأيضاً يقوم بإنتاج الأجسام المضادة.

وهناك الكثير من الأعراض والمضاعفات التي تحدُث بعد استئصال الطحال لذلك سيتم التعرُف عليها وعلى أسباب استئصال الطحال.

متى يُقرر استئصال الطحال؟

تقول “الدكتور نغم القرة غولي” اخصائية جراحة عامة والثدي والمنظار: إن هناك عدة أسباب لعدم وجود الطحال وهما:

  • خَلق الإنسان بدون طحال (Asplenia).
  • استئصال الطحال جراحياً (Splenectomy).
  • عدم الاستفادة من الطحال نتيجة للأمراض وخاصة أمراض الدم ومشاكل الدم (Hyposplenia).

أهم الأسباب التي تؤدي إلى استئصال الطحال

  • الحوادث، أو الضرب على البطن مباشرة لأن الطحال يُعد من أكثر الأعضاء التي تتأثر عند الضرب في البطن هو والكبد، وخاصة عند صغار السن، وفي حوادث السيارات تؤثر الوسادة الهوائية “الاير باج” على البنكرياس والاثنا عشر والطحال.
  • إذا تضخم الطّحال بسبب أمراض الدم مثل مرض الثلاسيميا أو مرض السفيرو سيتوزيز وهو أحد أمراض فقر الدم التي تؤدي إلى تضخم كبير في الطحال.

من الممكن علاج تضخم الطحال بدون استئصاله في حالات معينة، فإذا كان سبب التضخم أمراض مُعدية فمن الممكن أن يصغر حجم الطحال بعد علاج المرض، وإذا كان بسبب نقص انزيمات في الجسم فمن الممكن أن يصغر الطحال بعد إعطاء الانزيم، وإذا كان التضخم لأحد الأسباب الآتية:

  • الفرفرية أي قلة الصفائح الدموية بدون سبب “ATP”، أو رد فعل لأحد الأدوية ويحدث هذا عند الصغار والكبار ويتسبب الدواء في تدمير صفائح الدم.
  • تسمم الدم.
  • الرشح.
  • التهاب المسالك البولية.

يمكن حينها علاج هذه الأسباب بعلاج الكورتيزون أو العلاج الكيمياوي وإذا فشل العلاج واستمر تدمير الصفائح الدموية فحينها يضطر الأطباء إلى إزالة سبب تدمير الصفائح وهو الطحال.

كيف يتم استئصال الطحال؟

تابعت “د. القرة غولي” هناك طريقة جديدة يتم اتباعها وهي أن حتى في الحوادث يُفضل أولاً عمل ترميم للطحال، فبدلاً من أن يُقرر الجراح استئصال الطحال يتم مراقبة حالة المريض.

وإذا لم يكُن المريض مُصاب بنزيف شديد أو صدمة أو هبوط في ضغط الدم وحالته الصحية جيدة يتم حينها ترميم الطحال بدلاً من استئصاله، وإذا كان هناك تفجر أو ثقب أو جرح بسيط في الطحال ويستدعى عملية جراحية فمن الممكن أن يتم استئصال الجزء البسيط بدلاً من استئصال الطحال بأكمله.

ولكن يُقرر هذا على حسب موقع وحجم الجرح، وإذا فشلت الخطوات السابقة يتم استئصال الطحال بالكامل.

وللحماية من المضاعفات التي تحدث بعد استئصال الطحال، هناك بعض النقاط التي يجب اتباعها وهي:

  • إذا كانت الحالة طارئة يقوم الطبيب بإعطاء المريض تطعيم بعد الانتهاء من عملية الاستئصال، ويكون التطعيم عبارة عن ٣ أنواع وهما:
  1. عدوات بكتيريا المكورات.
  2. بكتيريا الانفلونزا الموسمية.
  3. التهاب السحايا ج.
  • إذا كانت الحالة طارئة يتم إعطاء هذه التطعيمات بعد العملية مباشرة أو خلال أسبوعين بعد العملية، وإذا كانت الحالة غير طارئة يتم إعطاءها قبل العملية بأسبوعين.

ويُذكر أن عملية استئصال الطحال مثل أي عملية استئصال في البطن، وهناك العديد من المضاعفات، فأحياناً إذا كان سبب الاستئصال هو تكسر الصفائح الدموية فقد ترتفع الصفائح بشكل كبيرة جداً وتصل إلى مليون وعدد الصفائح الطبيعي ٤٠٠ ألف ويتم هذا أثناء العملية بعد استئصال الطحال.

ويتم حينها إعطاء المريض اسبرين وقد يحتاج المريض بعد ذلك تناول الاسبرين لفترة معينة، وهناك بعض المدارس الطبية تعتقد أنه طالما لا توجد أي مشاكل أو أعراض فلا يوجد داعي لإعطاء الاسربين.

أهم مضاعفات عملية استئصال الطحال

هناك مضاعفات تتشابه مع مضاعفات أي عملية جراحية وهي:

  • النزيف.
  • الالتهاب.
  • التجلط.

أما بالنسبة لمضاعفات استئصال الطحال فيُعرف أن الطحال هو مركز إنتاج خلايا الدم التي تدافع عن الجسم ومركز إنتاج الأجسام المضادة ضد البكتيريا والفيروسات.

ويُعد الطحال هو نظام المناعة، لذلك بعد استئصاله يكون الجسم أكثر عرض للإصابة بالالتهابات، وهناك بعض الأعراض لهذه الالتهابات:

  • الرشح لفترة طويلة.
  • القيء.
  • ألم البطن.
  • صداع.
  • تعب في الجسم.

إذا شعر أي شخص قام باستئصال الطحال بأحد الأعراض السابقة يجب أن يذهب مباشرة إلى الطبيب لأن الجسم بعد استئصال الطحال لا يمتلك نظام مناعي للدفاع عن نفسه.

وتصل نسبة الوفاة إلى ٧٠٪ في حالة إهمال الالتهاب، لأن الإهمال يؤدي إلى انتشار الالتهاب في الجسم وتدمير الصفائح الدموية وبالتالي في بعض الأحيان لا يستطيع الأطباء السيطرة على حالة المريض.

ولكن إذا تم علاج الالتهاب في بدايته سيكون العلاج سهل وبسيط ولن يؤثر على الجسم.

أما بالنسبة للأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بهذا الالتهاب، فبعض الناس يعتقدون أن عندما يكون سبب الاستئصال هو الحوادث فيكون الشخص أكثر عُرضة للإصابة بالالتهاب.

ولكن هذا غير صحيح لأن أحياناً يكون هذا الشخص ليس لديه أي مشاكل صحية وصحته جيدة ويتم إعطاءه لقاح “الفكسين” وبعد ذلك تكون صحته جيدة، ولكن الشخص الذي يلجأ إلى استئصال الطحال بسبب أمراض الدم فهذا يكون شخص مريض ومناعته ضعيفة وعادة يُعاني من أمراض أخرى.

بالإضافة لفقر الدم لذلك فهذا الشخص يكون أكثر عُرضة للإصابة بالالتهاب، وأيضاً الأشخاص الذين تكون أعمارهم أقل من ٥ سنوات وأكثر من ٥٠ سنة يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالالتهاب خلال أول سنتين بعد العملية.

كيف يتم التعافي والمتابعة بعد إجراء عملية استئصال الطحال؟

بعض المدارس الطبية تعتقد أنه يجب إعطاء المريض مضادات حيوية طوال العُمر، ولكن عادة يتم إعطاء المريض تطعيمات خلال ٥ سنوات، بالإضافة إلى ضرورة انتباه المريض دائماً إلى الأعراض التي يشعُر بها ومعالجتها مباشرة وعدم إهمالها.

هناك بعض الأشخاص يقومون باستئصال الطحال بسبب وجود مشكلة في الطحال وهي تدمير صفائح الدم وحينها يجب أن يبحث الناس عن شيء يُسمى “اكسيزوري اسبرين”، لأن هناك نسبة عالية من الناس أي ٢٠٪ يكون لديهم طحال أخر قد يكون عند القولون أو عند غشاء البطن أو في أي مكان بالمعدة لذلك يجب أن يتأكد الطبيب من عدم وجود أي طحال أخر أثناء عملية الاستئصال.

أضف تعليق

error: