أنواع آلام الرقبة.. و كيف نقي أنفسنا منها؟

آلام الرقبة ، فقرات الغضروف ، العمود الفقري ، وضعية الجلوس
آلالم الرقبة وأسبابها – أرشيفية

“آلام الرقبة من الآلام الشائعة بين كثير منا مع إتباع عادات خاطئة في الجلوس والوقوف، وكما أن السكون يتسبب في الآلام للرقبة كذلك بعض الحركات الخاطئة قد تُعرضها لإصابات، وفي كثير من الأحيان يشعر المريض بالتحسن في حالته لفترة ثم تعود له الآلام”.

ما أنواع آلام الرقبة؟ وما أسبابها؟

قال “دكتور/ ميشال حاج – أخصائي العلاج الطبيعي اليدوي” أن آلام الرقبة تنقسم إلى نوعين هما الآلام الحادة المحدودة بوقت زمني والآلام المزمنة المستديمة لأكثر من ثلاثة شهور.

وتتعدد أسباب آلام وأوجاع الرقبة بنوعيها، ومنها:
• العادات الحياتية الخاطئة كحمل الأوزان بشكل خاطئ أو الثبات على وضعية جلوس معينة لفترة زمنية طويلة.
• ممارسة التمارين الرياضية بشكل خاطئ.
• التعرض للتيارات الهوائية المختلفة في درجة حرارتها أي من الباردة إلى الساخنة أو العكس.

هل تساعد ممارسة الرياضة على التخلص أو الوقاية من آلام الرقبة؟

قال “د. ميشال” أنه تساعد ممارسة التمارين الرياضية في الوقاية من آلام الرقبة أو علاجها حال ظهورها إذا تمت ممارستها بالطريقة الصحيحة، فالرقبة لها مجموعة من التمارين الرياضية الخاصة التي تقي من الإصابة بالآلام المزمنة أو الحادة، كذلك لها تمارين رياضية علاجية تساعد في التخلص منها إذا أُصيب المريض فعليًا بشرط تنفيذها بالوضعيات الصحيحة.

كيف يتم الشفاء النهائي من آلام الرقبة المزمنة؟

إذا كانت الآلام حادة أي ناتجة عن تشنج عضلات الرقبة بفعل إرهاقها وتعبها فيمكن الشفاء التام منها بالراحة والأدوية العلاجية الموصوفة من الطبيب. أما الآلام المزمنة الناتجة عن تآكل الغضروف أو خروج الديسك من مكانه ومن ثَم تقارب الفقرات العنقية من بعضها البعض وضغط كل فقرة على التي تليها، فهنا ينحصر دور العلاجات سواء الدوائية أو الفيزيائية في تحسين جودة حياة المريض، حيث تسمح له برامج العلاج بالعيش في راحة وبصورة طبيعية نوعًا ما، إلا أنها لن تقضي على الآلام والأوجاع بشكل كامل نظرًا لبقاء المسبب للآلام على ما هو عليه وهو تآكل الغضروف أو ضغط الفقرات على بعضها. فيمكن القول بأن طرق العلاج الحديثة تساعد المريض على استعادة حياته الطبيعية بنسبة 90% بشرط الالتزام الكامل بالتوصيات الطبية في تجنب العادات الخاطئة، والالتزام أيضًا بالبرنامج العلاجي كاملًا دون تهاون أو تقصير.

كيف يساهم العلاج الطبيعي في علاج آلام الرقبة بنوعيها الحادة والمزمنة؟

أكد “د. حاج” أن العلاج الفيزيائي يلعب عبر مجموعة من التمارين العلاجية دور كبير في ارتخاء العضلات المتشنجة وبالتالي التخلص من الآلام الحادة الناتجة عن هذا التشنج، ونؤكد هنا على أن تأدية هذه التمارين العلاجية لابد وأن يتم تحت إشراف متخصص في العلاج الفيزيائي وليس كما هو شائع بين الناس في مراكز وصالات تدريبية غير متخصصة، فقد يؤدي تعامل غير المتخصصين مع الآلام الحادة إلى تحويلها إلى آلام مزمنة طويلة المدى الزمني بدلًا من التخلص منها.

كذلك الحال مع الآلام المزمنة الناتجة عن خلل في فقرات الرقبة أو العمود الفقري أو تلك الناتجة عن إلتهابات عضلات وأوتار الرقبة، فتوجد مجموعة من التمارين العلاجية المعروفة وذات النتائج الرائعة في تقوية عضلات الرقبة والتخفيف من الآلام المزمنة إلى حدودها الدنيا بما يُحسن من جودة حياة المريضة كلها.

و أضاف أن آلام الرقبة والظهر التي تُصيب الموظفين ناتجة بالضرورة عن وضعيات الجلوس الخاطئة من ناحية، ولطول فترة الجلوس الزمنية في هذه الوضعيات من ناحية أخرى.

ولتفادي الإصابة بآلام الرقبة لابد من الجلوس بالوضعية الصحيحة وهي موضحة في الخطوات الآتية:
• استقامة الظهر.
• عمودية الرقبة على الكتفين.
• استقامة النظر على شاشة الكمبيوتر، أي أن تكون الشاشة في مستوى العينين لا أسفل منها فتنحني الرقبة لأسفل ولا أعلى منها فتشرئب الرقبة.
• ضرورة أن يكون ارتفاع المكتب مساوٍ لمستوى الذراعين بحيث يتم وضعهما عليه باستقامة لا أعلى ولا أقل.
• القدمين ثابتين كليًا على الأرض، أي أن ارتفاع كرسي الجلوس مناسب لطول الشخص.

ما هي مواصفات وسائد النوم التي تحمي من آلام الرقبة؟

تعتبر وضعية النوم الخاطئة أحد أهم أسباب الإصابة بأوجاع الرقبة، فكما أن الرقبة لابد وأن تكون مستقيمة وعمودية على الكتفين وقت الاستيقاظ، فحريٌ بها أن تكون كذلك وقت النوم أيضًا، ويتحقق ذلك بالنوم على الوسائد المناسبة لارتفاع الكتف، فعند النوم على أحد الجانبين لابد أن تكون الوسادة في نفس ارتفاع الكتف، بحيث تبقى الرأس مستقيمة وعمودية على الجسم، فإن كانت الوسادة سميكة سترتفع الرأس أعلى من مستوى الجسم، وإن كانت نحيفة فستنخفض الرأس عن مستوى الجسم، وكلها من الممارسات التي تسبب الشعور بآلام الرقبة عند الاستيقاظ، وعلى المدى الزمني الطويل تتسبب في آلام الرقبة المزمنة أو الحادة.

ومما سبق يتضح لنا عدم وجود مواصفات قياسية موحدة لوسائد النوم، فالأمر يختلف من شخص إلى آخر، تبعًا لمقاس وارتفاع الوسادة الذي يناسبه. ويمكن النُصح باستخدام الوسائد المصنوعة من ريش النعام لأنها تقلل الضغط على الرقبة وفقراتها أثناء النوم.

كيف نحمي الأطفال من آلام الرقبة؟

أنهى “د. ميشال حاج” حديثه أن الأطفال هم أكثر الفئات العمرية عُرضة لمشكلات الرقبة والظهر بشكل عام، فهم يحملون حقائب مدرسية ثقيلة الوزن بعض الشيء وهو ما يُعرضهم بمرور الوقت إلى الإصابة بالتواء العمود الفقري، من هنا يتوجب على الأهل الاهتمام بمجموعة من الممارسات لوقاية الطفل من الإصابة بآلام الرقبة والظهر، ونذكر منها:
• مراعاة تخفيف وزن الحقيبة المدرسية قدر المستطاع.
• ملاحظة وضعية جلوس الطفل خصوصًا عند الجلوس لفترات طويلة للمذاكرة والدراسة، وتكرار التنبيه عليهم بتعديل وضعية الجلوس إلى الوضع الصحيح إذا لاحظوا الجلوس بشكل خاطئ.
• يعامل الطفل أثناء النوم معاملة البالغين من حيث اختيار الوسادة المناسبة له، والتي تُبقي رأسه في وضع مستقيم وعمودي على الجسم أثناء النوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top