ما أسباب عدم التركيز أثناء القراءة والمهام الأخرى؟

ما أسباب عدم التركيز أثناء القراءة والمهام الأخرى؟

تفاصيل الاستشارة: ما أسباب عدم التركيز أثناء القراءة، قد أقرأ مقالا ولا اخرج منه بأي نتيجة لدرجة قد تصيبني بحالة من الإحساس بالضعف أو الضغط العصبي، وذلك يؤثر بالسلب على الحالة النفسية بالنسبة لي بطريقة كبيرة. كنت أظن أن السبب في البداية عدم إتقاني الإنجليزية عند قراءتي مقال بالإنجليزية، ولكن حتى الكتب والمقالات باللغة العربية أريد أن أنهى المقال بسرعة واقرأ الكلمات ولكن لا أعي ما أقرأ. حتى عند القيام بمهمة معينة أصاب بنفس الحالة لدرجة تصل بي إلى عدم إتقان أي شيء.

⇐ د. محمد المهدي «استشاري الطب النفسي» أجاب السائل؛ فقال: أخي الكريم.. بخصوص سؤالك حول مشكلة عدم التركيز أثناء القراءة، فالأمر له شقان:

الشق الأول: إن تكون هذه الحالة تلازمك منذ أن تعلمت القراءة، وعانيت منها في مختلف مراحل عمرك… في هذه الحالة، وببساطه شديدة الموضوع لا يعدوا كونه فروقا فردية، وطبائع شخصية تختلف من شخص لآخر، فالكثير من الناس_وهذه ظاهره صحية وطبيعية ليس فيها ما يدعوا إلى القلق أو الخوف_ يحبذون الاستماع لمعلومة معينة أو قصه مثلا عن أن يقرءوها مكتوبة، أو يفضلون النقاش مع غيرهم عن الاستماع لمحاضرة معينة، أو يحبون مشاهدة فيديو لتجربه معينة أكثر من أن يجربوها بأيديهم؛ وهذه كلها تندرج تحت ما يسمى بأنماط الشخصيات.

فإذا كان الأمر كذلك، فلا داعي للقلق واليأس، فكل إنسان منا لديه قدرات ومواهب قد يكون لم يكتشفها بعد، أو قد تكون غائبة عنه، ما ننصحك به هو أن تهون على نفسك، وتبدأ في البحث عن المهارات التي تجيدها فعلا حتى وإن كنت لا تعرفها بدقة حاليا، وهذا لا يعني أن تتخلى عن القراءة، ولكن أن تبحث عن أساليب القراءة الصحيحة إلى جانب المهارات الأخرى التي من المؤكد أنك تجيد على الأقل أحدها بقوة.

الشق الثاني: إن تكون حالة عدم التركيز التي تشكو منها حالة جديدة وطارئة عليك، وليست طبيعة تلازمك منذ الصغر، ولم تلحظها إلا من فترة زمنية محددة وكانت الأمور تسير قبلها بشكل أفضل، فهنا لا بد من أن تسأل نفسك عدة أسئلة هامة:

  • هل صاحب هذا التغير المفاجئ حادث معين لا قدر الله، أو كان مرتبطا بدخولك لمجال تعليمي أو عملي معين؟
  • هل أنت مجبر أن تقرأ ما تقرأه، بحكم العمل أو الدراسة مثلا، أم أنك تقرأه بمحض إرادتك؟
  • هل تستشعر قيمة ما تقرأ، أم ترى أن لا قيمة له؟
  • هل تقوم بتطبيق ما تقرأه في حياتك العملية، أم أنك تقرأ للاطلاع أو من أجل القراءة فقط؟

لو كانت إجابتك على هذه الأسئلة بنعم، فأعتقد أنك تحتاج لزيارة طبيب نفسي يحاول أن يكتشف معك أسباب مشكلتك بالتحديد ومن ثم يهديك للعلاج الصحيح.

وفي الختام لا بد من أن نلفت نظرك إلى أن القراءة والتركيز فيها يحتاجان إلى:-

  • انتباه وتركيز الوعي على ما تقرأ.
  • أن يكون لديك مشاعر إيجابية تجاه ما تقرأ.
  • أن تطبق ما تقرأ بشكل عملي.
  • أن تتهيأ للقراءة بالابتعاد عن العادات الغير صحية كالسهر طويلا والنوم أثناء النهار، أو القراءة في وقت أو جو غير مناسبين أو تحت ضغط كبير.

وقد لفت دكتور مهدي إلى فكرة هامة لا بد من أن ننتبه لها جميعا، وهي أن الطالب الذي أجبر على دخول مجال تعليمي معين لا يحبه، أو الموظف الذي أجبر على قراءة ملفات لا تهمه، أو الشخص الذي يقرأ شيئا يراه غير ذي قيمه أو غير قابل للتطبيق العملي، كل هذه الحالات حتما سيواجه صاحبها مشاكل في التركيز أثناء القراءة.

نتمنى أن نكون أعطيناك المفاتيح التي تبدأ بها تحديد سبب مشكلتك، ومن ثم الوصول إلى حلها- إن شاء الله-.

⇐ وبالمناسبة؛ هذه أيضًا صفحات ذات صِلة:

في انتظار استشارة أخرى لنطمئن عليك… ونسأل الله لك دوام الصحة والنجاح.

أضف تعليق

error: