أثر برد الشتاء على صحة القلب

صحة القلب , برد الشتاء , صورة , نبضات القلب , سلامة القلب
أثر برد الشتاء على صحة القلب – أرشيفية

كيف قد يؤثّر برد الشتاء والتعرّض المفاجيء للهواء البارد على عضلة القلب ويسبّب الأمراض

يقول “د. مالك الحمزاوي” أخصائي الأمراض الباطنية والقلب فصل الشتاء بشكل عام وأثره على صحة القلب نحن اقتربنا من الانتهاء من فصل الشتاء ثم ندخل على الربيع، ولكن من الممتاز جداً أن نفهم بعض النصائح. بدايةً، كانوا قديمًا يعتقدون أنّ أثر الشتاء على القلب فقط هو عند نزول درجة الحرارة، فعند نزول درجة الحرارة يؤثّر ذلك سلبيًّا على القلب. لكن بعد دراسة الموضوع بشكل أكبر، اكتشفوا أنّ هناك عوامل كثيرة: جغرافية ومناخيّة وفسيولوجية، وخرجوا بموضوع يسمّى “الاضطراب العاطفي الموسمي”. كيف فسّروا الاضطراب العاطفي الموسمي؟ قاموا بعمل دراسات، واكتشفوا أنّ هناك تغيّرات هرمونيّة. أولاً، وجدوا أنّ هناك هرمونًا يسمّى الميلاتونين، الذي يحدث له أنّه يزيد، وعند زيادة هرمون الميلاتونين، يحدث نقص أو اضطراب في عمل هرمون السيراتونين، وقد يعرف كثيرٌ منّا هرمون السيراتونين أنّه خاص بالمزاج. فحين اضطراب هذا الهرمون، يحدث اضطراب في المزاج، والمشكلة الأكبر هي زيادة الشهيّة. هرمون السيراتونين يحدث فيه بعض الاضطراب، وبالتالي تزيد الشهية ويضطرب المزاج، أو تحدث بعض الحدّة في المزاج، وبالتالي تحدث كثرة في الأكل وقلة في الحركة، والأمران يؤثّران سلبيًّا على القلب. بعد بعض الوقت، درسوا ما هي المشكلة التي تحدث. أهم ما يحدث هو عدم القدرة على السيطرة على الضغط، وزيادة الوزن، وقلّة الحركة، وهذه العوامل الخطيرة كلّها بذلك اجتمعت إضافةً إلى موضوع نزلات البرد. في أمريكا فقط مثلاً، سنويًّا يدخل 200 ألف مريض بسبب نزلات البرد التي تؤثّر وحدها كمضاعفات على القلب. الفكرة الأجمل من ذلك، أنّهم عندما درسوا الموضوع، اكتشفوا أنّ المناعة وآثارها والنزلات وكل هذه الأمور، تضعف عضلة القلب أو تؤثر سلبيًّا على مضاعفات أخرى للقلب، لكن الفكرة أنّ تطعيم الإنفلونزا خفّض نسبة الدخول إلى هذه الأمور للثلث.

بماذا تنصح كي نحافظ على صحة القلب وسلامته

النصائح العالمية (Guidelines): أنّ كل مريض بالقلب يأخذ تطعيم الإنفلونزا سنويّاً للمحافظة على صحة القلب. وللعلم، أفضل وقت لتطعيم الإنفلونزا شهر 9، وشهر 10، وحتى شهر 1. أنا أذكر دائماً أنّ لو كل واحد منّا له قريب كالوالد أو الوالدة، وعنده مشكلة في القلب، يفضّل أن يأخذ تطعيم الإنفلونزا كل سنة، لأنّه سيخفض بالفعل من تلك المضاعفات.

هل تأثير العوامل الخارجية كبير على صحة القلب

طبعاً، وهناك أمر آخر أنّهم عند دراسة فصل الشتاء، وجدوا أنّ نوبات القلب تزيد في الشتاء، عن طريق مشاهداتهم للطوارئ والعيادات. فالأمر يكون بسبب درجة الحرارة، فعند نزول درجة الحرارة، تزيد نبضات القلب، وتتقلّص الشرايين الطرفيّة، فيرتفع الضغط فجأة، وهذا يحدث كثيراً عندما ينتقل الشخص فجأة من مكان دافئ إلى مكان بارد. فالتعرض المفاجئ للهواء البارد يمكن أن يصيب القلب. لأن التعرض المفاجئ للهواء البارد يضعف المناعة، فيمكن الدخول في المضاعفات.

ماذا يحدث طبيّاً عند الانتقال من مكان دافئ إلى مكان بارد

يوضح “د. الحمزاوي” مثلاً، غرفتنا الخاصة درجة حرارتها تكون فوق ال 20 درجة دائماً، فإذا خرجنا، ستكون درجة الحرارة بالخارج مثلاً أقل من 10 درجات. فرق درجات الحرارة السريع هذا، يزيد من ضربات القلب، ويقلّص الشرايين، وبالتالي يرفع الضغط مباشرةً، ويُحدِث تغيّراً في الهرمونات، وبالتالي يحدث اضطراب في الهرمونات والإنزيمات والمناعة، وكل هذه الأمور لها أثر سلبي على القلب، خصوصاً إذا كان عند الشخص مشاكل كتصلّب الشرايين أو ضعف عضلة القلب. هذه التأثيرات لا تكون في الغالب على الإنسان الطبيعي، وإنما بالعكس، فالاستحمام بالماء البارد قد يكون صحيّاً (Healthy) لهم، وبعض النّاس في دول الخارج يعتبرون الاستحمام بالمياه الباردة صحياً جداً. ولكنّنا نتكلّم عن النّاس الذين عندهم قابلية، أو عندهم مشاكل مسبقة في عضلة القلب.

ماذا يمكننا أن نفهم على المجسّم الخاص بعضلة القلب

أكثر شيء يمكننا أن نتكلّم عنه على المجسّم هو موضوع النوبات القلبيّة. فالفكرة أنّهم اكتشفوا أنّ النّاس الذين لديهم مشكلة في القلب، ويسيرون عند نزول المطر، فتبتلّ ملابسهم ثم تجفّ المياه عن ملابسهم، فيحدث سحب طاقة من صدورهم، فتتقلّص الشرايين التاجيّة، وهي المسئولة عن تغذية عضلة القلب، وهذه الشرايين هي التي نقوم بعمل القسطرة لها. لذلك، المشكلة أنّه عند حدوث البرد وتقلّص هذه الشرايين، فهذا يساعد على حدوث نوبات القلب. لذلك، نحن دائماً نقول للنّاس، إذا ابتلّت ملابسك، غيّرها سريعاً؛ لأنّ نزول الحرارة بهذا الشكل المفاجئ يؤثّر على الشرايين التاجيّة لعضلة القلب.

ما هي النصائح التي يمكن أن نقدّمها بشكل عام للحفاظ على صحة القلب خلال فصل الشتاء؟ وهل يمكن إعطاء تطعيم الإنفلونزا للأطفال؟
يشرح “د. الحمزاوي” أهم النصائح هي تلك التي تتعلّق بضغط الدم، خصوصًا للنّاس الذين عندهم الضغط أو مشاكل في القلب؛ لأنّ في فصل الشتاء، السيطرة على ضغط الدم من الأمور التي واجهوا فيها مصاعبًا، لذلك، لا بد من مراقبة ضغط الدم الخاص بنا دائماً. ثانياً، موضوع الحركة والوزن. فهناك شيء مهم أذكره دائمًا، وهو أنّ أكثر أٌعضاء الجسم الذي يحتاج لخفض الوزن هو الدماغ؛ لأنّ الأمر متعلّق بإرادة وفكرة. فإذا استطعت أن تقنع أنت نفسك بهذه الفكرة، فستستطيع خفض وزنك. ففي فصل الشتاء، تكون خاملاً لا تحب الحركة، ولكن حاول أن تضع برنامجاً للحركة. أنا أتكلّم دائمًا أنّه حتى والدك أو والدتك خذ أيّهما معك إلى المحلات التجاريّة. هذه المحلات الموجودة عندنا يمكن أن نتحرّك بداخلها. وبالتالي، تزيد الحركة ويقل الوزن والضغط. وبالنسبة لتطعيم الإنفلونزا، ننصح بأخذ التطعيم كل سنة، وخصوصاً لمرضى القلب ومرضى الضغط، أو الكبار في العمر. عند تعرض مريض القلب فجأة لنزلة برد، قد يحدث في نفس الوقت إرتفاع في ضغط الدم، أو تقلص الشرايين التاجية. ويمكن حدوث ذبحة صدرية، والدخول في نوبة قلبية.

هل تعرض شخص لهواء بارد مفاجئ، وشعر بوجع في صدره ذبحة صدرية

نعم، وهذا ما نخاف منه. فالتغيّر المفاجئ في درجة الحرارة – خصوصاً إذا كان عند الشخص تصلب في الشرايين يمكن أن يتسبّب – مع حدوث ضيق في الشرايين وارتفاع الضغط – في حدوث نوبة صدرية. دائمًا نتكلّم بالطبع عن ضرورة وجود أسبرين مع هذا الشخص، وضرورة مراجعة أقرب مركز طبي؛ لأخذ العلاج المناسب. طبعاً دائما نذكر أنّ “الوقاية خيرٌ من العلاج”. لذلك يجب أخذ التطعيم للمحافظة على سلامة و صحة القلب

أضف تعليق

error: