هل ستحتفل بيوم الأم؟

يصادف يوم الواحد والعشرين من مارس يوم الأم في الدول العربية والذي بدأ من الأردن عام 1956 ميلادية. كما أنه اليوم العالمي لمكافحة العنصرية. احتفالان تخطفنا من خضم النزاعات التي نعيشها وترجع لنا لمحة بسيطة عن إنسانيتنا، نجتمع في الأول مع الملايين من العرب لنوجه كلمة شكر إلى الأمومة علها تهل علينا ببعض من ذكريات طفولتنا. والثاني نجتمع فيه مع مليارات البشر لبناء جسور التعايش ووضع أساسات إعمار الأرض، تردنا للصفة الأولية التي نتشاركها جميعا، الإنسانية التي يحاول الكثير أن يتنصل منها نحو مرتبة يظنها أعلى، أو ينفيها عن غيره ليرسله إلى مرتبة أقل.

ما زلنا نتنطع في علاقتنا مع البلايين السبعة من البشر الذين يقطنون الأرض فترانا نتسابق على كل ما ينتجونه إن ساهم في رغد عيشنا وأذكى نار كسلنا، ومن ثم نتأفف من أن يوحدنا معهم يوم واحد فقط، فاختلقنا كل الأعذار الواهية وكل المسوغات التي تبرر لنا أننا لا نشبههم وأننا بكل تأكيد أفضل منهم، وفشلنا في بدء علاقاتنا الإنسانية معهم دون شكوك وتجريم على الرغم أننا أبدعنا في إنشاء تلك العلاقات مع الجن!

نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ولكن عزة الإسلام تزيدنا تواضعا وإنسانية وتصل الجسور، وترسل حمائم السلام والمحبة، وتذكرنا في كل يوم أننا كلنا بشر خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف، وإن أكرمنا عند الله أتقانا. ومع ذلك لا يزال يوجد بيننا من يتقرب إلى حب الله بالكره، وإلى رضاه بالسخط، وإلى عدله بالظلم، وإلى رحمته بالغلظة.

ما يحدث على الساحات المحلية والخارجية هي نذائر شؤم تعد بقطع العلاقات الإنسانية، وتقوقع المجتمعات على نفسها، وتفتح مجالات الشك والريبة وتعد أرضية خصبة لحروب العنصرية والمذهبية، وتصنع لنا طواحين نحاربها وأهدافا وهمية نحميها لنجد أنفسنا خارج التاريخ الإنساني مجددا، ونتأسف على إنجاز لم يكن.

سأحتفل بكل أيام العالم، وأحتفل بيوم الأم والأب والأخ، ويوم العلم والكتاب والأرض التي تجمعني مع تلك البلايين على سطحها وتفرقنا في بطنها.

بقلم: محمد السرار

لديّ هنا أيضًا مقترحاتي:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top