مقال عن عيد الأم

صورة , عيد الأم , هدايا , بطاقة
عيد الأم

الأم هي أكثر إنسان يستحق أن نحتفل به كل يوم وكل ساعة، فعطائها وفضلها علينا لا يقدر بثمن ولا يوفيه شكر، فهي التي تعبت وربت وأبلت في تربيتنا البلاء الحسن، وتحملت في سبيل راحتنا ما لا يمكن لغيرها أن يتحمله، لأجل ذلك وأكثر يجب أن نذكرها ولو ليوم، ونكافئها بكل ما في استطاعتنا.

ويبدوا أن العالم أدرك أن الأم برغم تضحياتها وتعبها فهي منسيةٌ وحقها في التقدير مهضومٌ، فزحمة الحياة جعلت البعض ينسى تقديم الشكر والعرفان للأم، فاخترعوا يوما يتذكرون فيه الأم ويجددون ولائهم وانتمائهم لها، ويعلنون اعترافهم بفضلها، فكان عيد الأم، العيد الأجمل والأروع على الإطلاق في فصل الربيع حيث تتحد الطبيعة وجمالها اعتدال طقسها مع طقوس الحب التي يبدعون فيها كهدية للأمهات.

التحفظ على كلمة “عيد”

بعض الناس يتحفظون على إطلاق كلمة “عيد” على يوم الأم، ويرون أن في ذلك تجاوز وأنه من باب تسمية الأشياء بغير مسمياتها، فكلمة عيد من وجهة نظرهم لا تطلق إلا على عيد الأضحى وعيد الفطر، ويرون أن ذلك مما لم يأت به الإسلام ولم تقره الشريعة، ويحتجون بأن الشريعة الإسلامية كاملة مكملة تامة، ولو كان هناك منفعةً ترجى من هذا العيد لهدانا الله إليه أو سنه نبيه الكريم.

في حين يرى الفريق المؤيد لعيد الأم أن كلمة عيد هنا تطلق مجازا لتدل على الاحتفال الاجتماعي وما يصحبه من تكريم للأم، ويرون أنه لا غضاضة فيه لأن أحدًا لم ينسبه أصلا الدين ولم يدع أنه جزء منه من قريب أو بعيد، هي مناسبة اجتماعية تدفعنا إلى وقفة قصيرة مع الأم وقضاء وقت لطيف كنوع من الخروج عن روتين الحياة القاسي.

في عيد الأم ليس الكل سعيد

وعلى الرغم من أن أجواء الفرحة التي تخلقها وسائل الإعلام، وتروج لها وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك ألاف القلوب تتجدد فيها ينابيع الوجع والحرمان، بين أمهات حرمن صحبة الأبناء، وأبناء فقدوا حنان الأمهات، وحُرِموا من وجودهن واكتوت قلوبهم بلظى الفراق، ونساء جاوزن العمر ولم يوهبن الولد فحرمن مذاق الأمومة ومتعتها، فتكاد قلوبهن تنفطر، ويكاد الحرمان يفتك بهن.

فكرة رائعة لتجعل عيد الأم أجمل هذا العام

كما قلنا من قبل إنه ليس كل الأمهات يستمتعن بعيد الأم وأجوائه الجميلة، ولكل شخص ظروفه الخاصة، وهنا سنفكر في طريقة جيدة تجعل الفرحة تطول قلوب كل من نعرفهم، ولا تقتصر على أمهاتنا فقط، بل سنحتفل مع كل أمهات العائلة، وأبنائها، ليجد كل منهم ما يسري عنه ويمنحه من المشاعر ما يتمنى في هذا اليوم.

والفكرة تعتمد على أن نعد للاحتفال بصورة جماعية، فيمكن أن نتفق على أن نتشارك نحن وأقاربنا من الشباب والبنات على شراء مجموعة هدايا متماثلة ونكرم الأمهات، وبإضافة بعض أنواع الحلى الطيبة يمكن خلق أجواء احتفالية لطيفة في حدود العائلة أو حدود المبني الذي نقيم به أو غيره.

اجعلوا أيام الأم كلها عيدًا

ما نفعله في عيد الأم ينبغي أن نفعله بصفة عامة، فكلما تيسر أن نقدم لأمهاتنا هدية أو نشتر لها شيئا فلنفعل، أما عن التعبير عن الحب والاعتراف بفضلها علينا فهذا أمر لا يحتمل النقاش ولا يصح أن نقتصره على يوم أو موعد معين.

وكما نطور من أنفسنا ونتعلم مهارات التعامل مع الآخرين، وكما نحرص على اسعاد الأصدقاء وكسب ودهم فكذلك الأم يجب أن نتفنن في إسعادها ونتجنب ما يؤذي مشاعرها أو يكدر صفوها، ونحاول أن نقضي معها بعض الوقت ولا نتركها تعاني الفراغ وويلاته، فكثير من الأمهات بعد أن يبدأ الأبناء في الاستقلال بحياتهم، تعاني من الفراغ الرهيب والوحدة القتلة بسبب انشغال الأبناء تماما، ويتأكد هذا الواجب إذا كانت الأم أرملة ولا تجد من يؤنس وحدتها! وتذكروا أن الأم منحتكم كل وقتها حين كنتم بحاجة إليها، فلا تبخلوا عليها.

وأخيرًا

نجه إليكم دعوةً صادقةً أن تجعلوا عيد الأم أو “يوم الأم” يوما خالدًا في ذاكرة أمهاتكم ولكن احذروا أن تتبعوه بنسيان طويلٍ أو هجرٍ بغيض، وتذكروا أن أمهاتكم لم يقطعن عنكم عطائهن أبدًا ولم يشغلهن عنكم شاغلٌ، أبدًا، أبدعوا في خلق لحظات لا تنسى فكل أم تستحق ذلك وأكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top