نقص الحديد: أسبابه، أعراضه وطرق علاجه

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , فقر الدم , التبرع بالدم , نقص الحديد

يعتبر نقص الحديد من أكثر الأسباب التي يتعرض لها الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم، ومن أهم الفئات التي تتعرض لفقر الدم هي المرأة نظراً للطبيعة الفسيولوجية التي خلقها الله عليه لتفقد جزء كبير من الدم أثناء الدورة الشهرية والولادة.

هناك أعراض عدة لفقر الدم منها الكسل والهزال العام وعدم القدرة على القيام بالنشاطات اليومية المعتادة بجانب عدم القدرة على التركيز والتحصيل العلمي وغيرها من الأعراض الأخرى التي يتم تشخيصها عبر الطبيب العام ليبدأ حينئذ بالعلاج عن طريق تعويض نقص الحديد في الجسم بالإكثار من تناول الأغذية الصحية خاصة الحيوانية والغنية بالحديد أكثر من غيرها.

ما هي أعراض فقر الدم ونقص الحديد في الجسم؟

يرى الدكتور عمر العمري ” استشاري النساء والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب ” أن فقر الدم هو نقص في خضاب الدم ويقلل في قدرة الجسم على نقل الأكسجين من الرئتين لأنسجة الجسم وبالتالي تصبح هذه الأنسجة غير قادرة على القيام بالنشاطات اليومية العادية.

يرتبط فقر الدم بدرجة وثيقة بنقص الحديد في الجسم لأن معظم حالات فقر الدم يكون سببها هو نقص مخزون الحديد في الدم، وهناك أعراض عدة لنقص الحديد وفقر الدم أهمها هو التعب والإرهاق والكسل الدائم والدوخة وعم التركيز وعدم القدرة على الإنتاج إضافة إلى برودة الأطراف وتقصف الأظافر وشحوب الوجه وبعض من الأعراض التي تشير إلى عدم قدرة الجسم على التكيف مع المتطلبات الطبيعية.

في حقيقة الأمر لا يتطلب تشخيص فقر الدم أن تتواجد كل هذه الأعراض سالفة الذكر في الإنسان وإنما في حالة التعرض لبعض منها فإن الشخص يُعد بحاجة ضرورة إلى التشخيص البسيط وهو عبارة عن فحص سهل يُجرى في خلال بضعة دقائق في المختبر ليتم فحص خضاب الدم ومخزون الحديد.

يجدر الإشارة إلى أن ربع سكان الكرة الأرضة يعانون من فقر الدم وهو ما يمثل قرابة 1. 7 بليون شخص حول العالم يعانون من فقر الدم معظمهم من النساء الذين يعانون بدرجة أكبر من الرجال من هذا المرض – بناءً على ما ذكره الطبيب.

ما هي مضاعفات عدم علاج فقر الدم، وما هي أسبابه؟

كما سبق الذكر فإن فقر الدم يؤثر على عدم قدرة الجسم على التعامل مع النشاطات والمتطلبات الطبيعية له، كما أن الهيموجلوبين أو خضاب الدم هو المسئول عن نقل الأكسجين من الرئتين لأنسجة الجسم ونقل ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة للرئتين والتخلص منه، وهذه وظيفة حيوية تساعدنا على الاستمرار في الحياة، لذلك في حالة وجود ضعف في هذه الوظيفة فإن ذلك يؤثر على إنتاجية الشخص والقدرة على التركيز والعمل والتحصيل العلمي وهو ما نلاحظه جيداً في الأعمار الصغيرة التي تعاني من فقر الدم.

أضاف ” العمري “: هناك أسباب عديدة لفقر الدم ونقص الحديد ولكن يجدر علينا التركيز على الأسباب المؤدية لتعرض المرأة أكثر من الرجل لهذا المرض أولها هو الناحية الفسيولوجية للمرأة من حيث الدورة الشهرية التي تفقد فيها كمية من الدم بشكل منتظم بجانب التغيرات الفسيولوجية الأخرى أثناء الحمل والولادة والتي تؤدي إلى فقر الدم.

إلى جانب ذلك، هناك بعض المجتمعات التي تتعرض فيها المرأة للجهل والتهميش وسوء التغذية ومن ثم تزيد لدى هذه المجتمعات نسبة تعرض المرأة لفقر الدم أكثر من الرجل.

يجدر الإشارة كذلك إلى أن البنات في أول نضجهم تكون الدورة الشهرية لديهم خارج نطاق الطبيعي لتصبح الدورة أطول وأكثف ولا يتم صراحةً الانتباه لهذا الأمر لأن البنت نفسها لا تدرك حجم المشكلة التي تنتهي بفقر الدم وضعف التركيز والإنتاجية والتحصيل العلمي.

ما هو تأثير فقر الدم على الجنين؟

يعمل فقر الدم ونقص الحديد بشكل خاص على إحداث مشاكل أثناء فترة الحمل حيث يسبب الدوخة والهزال والضعف المستمر إضافة إلى ضعف في التركيز وقلة في الإنتاجية كما أنه يؤدي إلى الولادة المبكرة وبعض مشاكل ضعف نمو الجنين وانفصال المشيمة، بجانب أن السيدات اللاتي تعاني من فقر الدم هم أكثر عُرضة للالتهابات عن غيرهم كما أنهم معرضون أكثر لنقل الدم قبل الولادة أو أثناء الولادة.

من المهم للمرأة في بداية فترة الحمل أن يتم مراجعة المركز الطبي والطبيب المعالج وأن يتم إجراء الفحوصات الأساسية الخاصة بهذه المرحلة من أهمها خضاب الدم وفحص مخزون الحديد حتى يتم التعامل مع المشكلة من البداية والتعويض بالحديد اللازم لجسمها ثم يتم إعادة هذا الفحص دورياً لنطمئن أن السيدة على الطريق الصحيح خلال فترة الحمل حتى لا يؤثر ذلك سلباً على الجنين، كما يجدر الإشارة كذلك إلى أن فحص الحديد وفقر الدم ليس فقط للحوامل وإنما للجميع.

ما هو علاج فقر الدم ونقص الحديد في الجسم؟

يجب علاج فقر الدم عن طريق تعويض الحديد في جسم الإنسان وذلك عبر اتباع نظام غذائي قائم على التغذية الصحية السليمة والمتوازنة تحتوي على مصادر الحديد خاصة المصادر الحيوانية التي تعتبر أفضل من النباتية من حيث تعويض الحديد في الجسم.

إلى جانب ذلك، يمكن تعويض الحديد عن طريق بعض الأدوية كالحقن والأدوية الفموية التي تحتاج في بعض الأحيان لفترة أطول لامتصاصها في جسم المريض وبالتالي تصبح حينئذ الحقن أمر ضروري وسريع المفعول.

أما عن الآثار الجانبية لحقن الحديد فيمكننا القول أنه لا يوجد دواء ليس له أية آثار جانبية ولكن فعلياً تم تطوير هذه المستحضرات الفموية والحقن لتصبح أكثر أماناً وفعالية من ناحية الأعراض الجانبية.

وأخيراً، عند التعرض لفقر الدم فالتوجه للطبيب المختص للكشف والتشخيص يعتمد على النظام الطبي السائد في البلد، لذلك يمكننا القول بأن الطبيب العام هو الخط الأول للكشف عن هذا المرض لكن في نفس الوقت تعتبر كل التخصصات الطبية معنية بتشخيص فقر الدم كونه يؤثر على كل وظائف الأعضاء في الجسم حيث أن فقر الدم قد يكون في بعض الأحيان عَرَض لمشكلة مزمنة أكبر مثل السرطان وأمراض الكُلى والجهاز الهضمي ومشاكل الامتصاص وأمراض فشل القلب.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: