مقال عن ظاهرة التدخين مدعم بالمراجع

ظاهرة التدخين

يُعرف التدخين على أنه عملية استنشاق أبخرة المواد النباتية المحترقة، ويرتبط هذا الفعل غالبًا بالتبغ، حيث يتم تدخينه في السجائر، كما يحتوي التبغ على النيكوتين، وهو قلويد مسبب للإدمان ويمكن أن يكون له آثار نفسية محفزة ومهدئة، فتم تقديم تدخين التبغ، الذي يمارسه الهنود الأمريكيون منذ فترة طويلة، إلى أوروبا، ثم سرعان ما انتشر التدخين إلى مناطق أخرى واليوم يمارس على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم على الرغم من وجود الحجج الطبية والاجتماعية والدينية ضده.

التدخين والصحة

في القرن العشرين، كان يشتبه في أن منتجات التبغ تأثر بشكل سلبي على الصحة، ومع ذلك كان يُنظر إلى التبغ أيضًا على أنه له خصائص طبية، فقد دعا العديد من العلماء والمهنيين الصحيين في ذلك اليوم إلى استخدام التبغ وقالوا أنه يعمل علي تحسين التركيز والأداء، وتخفيف الملل، وتحسين المزاج.

لكن بحلول القرن الحادي والعشرين، ظهر العكس تمامًا، فقد أصبح التبغ معترفًا به كإدمان شديد وواحد من أكثر أسباب الوفاة والمرض في العالم، وعلاوة على ذلك، وبسبب الزيادة السريعة في التدخين في البلدان النامية في أواخر القرن العشرين، كان من المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات المرتبطة بالتدخين سنويًا بسرعة في القرن الحادي والعشرين، فعلى سبيل المثال، قدرت منظمة الصحة العالمية أنه في أواخر التسعينات كان هناك ما يقرب من أربعة ملايين حالة وفاة بسبب التبغ سنويًا في جميع أنحاء العالم، وقد زاد هذا التقدير إلى ما يقرب من خمسة ملايين في عام ٢٠٠٣ وستة ملايين في عام ٢٠١١ وكان من المتوقع أن يصل إلى ثمانية ملايين في السنة بحلول عام ٢٠٣٠، ومن المتوقع أن تحدث ٨٠ في المائة من تلك الوفيات في البلدان النامية، ففي الواقع، على الرغم من أن تعاطي التبغ آخذ في الانخفاض في العديد من بلدان أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا، إلا أنه استمر في الزيادة في بلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.

ونظرًا لآثار التدخين الضارة والمسببة للوفاة، قامت دول بأكملها بتنفيذ حظر التدخين في أماكن العمل أو المطاعم أو، في بعض الحالات، في جميع المناطق العامة، بما في ذلك أيرلندا والنرويج ونيوزيلندا في عام ٢٠٠٤ وفرنسا والهند في عام ٢٠٠٨، وفي عام ٢٠٠٥ أصبحت بوتان أول دولة تحظر التدخين في الأماكن العامة وبيع منتجات التبغ.

تأثير التدخين

من الواضح أن التدخين له تأثير كبير على الرئتين، ما يقدر بـ ٨٥٪ من حالات مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) وسرطان الرئة ناتجة عن التدخين، كما أن حوالي ثلث حالات السرطان بسبب التدخين، بما في ذلك:

بالإضافة إلى ذلك يتسبب التبغ أيضًا في الإصابة بأمراض القلب، ففي الواقع، يزيد التدخين بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، وعلاوة على ذلك يمكن أن يؤثر التدخين أثناء الحمل سلبًا على نمو الجنين، فعلى سبيل المثال، يزيد من احتمال الولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين.

واقرأ هُنا كذلك: أضرار تدخين السجائر الإلكترونية وسبب انتشارها

وبصرف النظر عن العواقب الصحية الخطيرة المذكورة أعلاه، يمكن أن يؤثر التدخين أيضًا على حياتك اليومية، حيث يمكن أن يؤثر على تنفسك، فهو يسبب السعال وضيق التنفس، وكذلك يزيد من خطر عدوى الجهاز التنفسي، بما في ذلك التهاب الشعب الهوائية، كما يمكن أن يؤثر التدخين عليك أيضًا بطرق عديدة أخرى، على سبيل المثال:

  • يمكن أن يغير حاستي الشم والتذوق.
  • يمكن أن يقلل من قدرتك على أداء التمارين الرياضية ومستوى طاقتك.
  • له تأثير سلبي على مظهرك الجسدي (أسنان صفراء، رائحة كريهة، وما إلى ذلك).

التدخين عادة سيئة، تؤثر سلبًا على صحتك، وعلى حالتك النفسية والاقتصادية، فإن كنت من المدخنين، فعليك الإقلاع عن التدخين فورًا، ولا تعتقد أن هذا مستحيلًا، فلا يتطلب الأمر سوي عزيمة وإرادة وخطة عمل جيدة.

المراجع: Brunet , Britannica

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top