هل يمكن لمرضى السكري تناول الفاكهة أم لا؟

تمت الكتابة بواسطة:

هل يمكن لمرضى السكري تناول الفاكهة أم لا؟

بداية دعونا نسأل: ما كمية الفاكهة التي يمكن لمرضى السكري تناولها؟ هناك سؤال مطروح وهو، هل هذه النظرية صحيحة بأن الفواكه يجب إزالتها من النظام الغذائي لمريض السكري بسبب محتواها العالي من السكر؟

يقول الدكتور حميد سجاد “أخصائي أمراض باطنة”: بشكل عام يجب أن يحصل كل إنسان على ٥٠ إلى ٦٠% من الطاقة التي يحتاجها من الكربوهيدرات (السكريات والنشويات).

مرضى السكري أيضًا كغيرهم؛ يجب أن يحصلوا على السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمهم من الكربوهيدرات.

وبما أن هناك قيود على استهلاكهم للسكريات البسيطة مثل السكر والعسل والمربى والمشروبات الغازية، لذلك يجب تأمين هذه الطاقة اللازمة عبر مواد أخرى مثل الخبز والأرز والمعكرونة والفواكه.

من جهة أخرى، بسبب احتواء الفاكهة على فيتامينات مثل فيتامين ج وفيتامين أ، والألياف، ومضادات الأكسدة ومركبات أنتوسيانين، لذلك فهي تلعب دوراً هاماً في صحة الإنسان، ولا يمكن حذفها من النظام الغذائي.

في الحقيقة إن للفاكهة مكانة خاصة في النظام الغذائي لمريض السكر.

فإذن؛ من أين جاء هذا الاعتقاد الخاطئ؟

فكرة قيام الناس بوضع أنفسهم تحت حظر تناول الفاكهة قد جاءت من اعتقاد الكثير من الناس أن بعض أنواع الفاكهة ترفع مستوى السكر في الدم بسرعة.

يقول الدكتور: بالطبع أنا أوافق على أن أنواع الفاكهة تختلف من حيث العامل الجلايسيمي (الذي يستخدم لقياس سرعة رفع مستوى السكر في الدم)، ولكن هذا الاختلاف ليس لدرجة أن نقوم بحذف الفواكه من نظامنا الغذائي.

بالطبع من الأفضل تناول الفاكهة التي تمتلك مؤشر جلايسيمي أقل مثل الكرز والتفاح، ولكن هذا ليس سبباً للامتناع عن تناول أنواع أخرى من الفاكهة مثل العنب والتمر التي تمتلك مؤشر جلايسيمي مرتفع.

نحن لا ننصح المرضى بتناول الفاكهة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، ولكننا نعطيهم معلومات كافية عن الكمية وعدد الوحدات التي يمكنهم تناولها من أنواع الفاكهة.

واقرأ هنا عن: السمك المقلي لمرضى السكري (فوائده وأضراره)

الآن.. على أي أساس يتم تحديد هذه الوحدات؟

وحدة واحدة من الفواكه، هي الكمية التي تحتوي ١٥ غرام من المواد السكرية.

هذا المقدار يعادل حبة برتقال، تفاحة، عنقود صغير من العنب، أو ربع بطيخة.

يمكن لكل مريض سكري أن يستهلك يومياً من ٣ – ٤ وحدات من الفاكهة بحسب حالته ورغبته واهتمامه. وهذه الكمية تصل إلى ٥ وحدات عند الشباب الذين يحصلون على سعرات حرارية أكثر في اليوم.

قد يتساءل المرء عما إذا كان هذا الأمر ينطبق على البطيخ الأصفر والأحمر، خاصة أنه يُسمع أحياناً أن بعض الأطباء يمنعون مرضى السكر من تناولهما.

هذين النوعين من الفاكهة (البطيخ الأصفر والأحمر) هي فاكهة يخشاها الناس، وخاصة مرضى السكري يخافون منها كثيراً، ولكن في الحقيقة لا يختلف المؤشر الجلايسيمي للبطيخ الأصفر والأحمر كثيراً عن العديد من أنواع الفاكهة الأخرى، ولكن المشكلة في هذين النوعين أن الكمية التي يمكن للمريض استهلاكها منها غير واضحة تماماً.

مثلاً إذا أعطي الشخص تفاحة واحدة، بعد تناولها لا يطلب أخرى، ولكن نفس الشخص إذا أكل شريحتين من البطيخ، فإنه يطلب المزيد من الشرائِح.

في الحقيقة إذا استطاع المريض أن يلزم نفسه بتناول شريحتين فقط من البطيخ الأصفر أو الأحمر، فيمكنه أن يعتبرها كجزء من وحدات الفاكهة الخاصة به، هذا يعني أن الشخص المصاب بالسكري يمكنه تناول ٢٥٠ غرام من البطيخ أو الشمام كجزء من وحدات الفاكهة اليومية.

إذا كنت تتذكر.. فقد قلت -قبل قليل- أن مريض السكري يمكنه تناول ٣-٤ وحدات من الفاكهة في اليوم؛ ولكن كيف؟

أهم ما يجب على مريض السكري الانتباه له في هذا الصدد أنه لا ينصح أبداً لمريض السكري بتناول حصته من جميع وحدات الفاكهة اليومية في جلسة واحدة. بل يفضل توزيع هذه الوحدات على ساعات النهار.

على سبيل المثال، إذا اعتبرنا أن ٣ حبات من التمر تمثل وحدة واحدة من الفاكهة المستهلكة يومياً لشخص ما، فمن الأفضل تناول الحبات الثلاثة موزعة على فترات زمنية مناسبة.

وقد يُطرح سؤال: إذا كانت كمية الفاكهة التي يستهلكها المريض هي ٣ – ٤ وحدات، فما الحاجة لمراعاة هذه الفواصل الزمنية؟

الأمر لا يتعلق بالفاكهة فقط، بل بجميع المواد الغذائية التي يتناولها مريض السكري، إذ أن من أهم النقاط الأساسية هي عدم رفع نسبة السكر في دم الشخص خلال فترة زمنية قصيرة.

ربما يمكن تشبيه ذلك بوقت الذروة لاستهلاك التيار الكهربائي. في أوقات معينة من اليوم، عندما يكون هناك أكبر استخدام للتيار الكهربائي في المنازل، ينصح بتحويل بعض الأعمال التي تتطلب استهلاك كبير للكهرباء إلى ساعات الاستهلاك المنخفض لأن سعة توليد الكهرباء في المدينة محدودة، وإذا حصلت جميع عمليات الاستهلاك في وقت قصير، لن تتمكن المولدات من تأمين السعة المطلوبة لذلك.

نفس الأمر ينطبق على الجسم، عندما تكون كمية السكر الداخلة إلى الجسم في ساعة محددة أكبر من قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين اللازم في الجسم، يختل التوازن الفيزيولوجي في الجسم، لذلك نفضل تقسيم كمية الذروة لاستهلاك السكر والمركبات السكرية على مدار اليوم.

وقد تود أيضًا الاطلاع على: العاب رياضية لمرضى السكري

كيف يأكل مريض السكر كميات أكبر من الفواكه؟

قد يخطر في ذهنك سؤال: إذا كان الشخص محباً جداً للفواكه فكيف يمكنه زيادة عدد وحدات الفاكهة المستهلكة طوال اليوم؟

الشيء المهم في تغذية مرضى السكري هو الكمية الإجمالية للطاقة والسعرات الحرارية، والتي لا يجب أن تتجاوز الكميات المحددة.

الحميات الغذائية التي يتم تنظيمها لهؤلاء المرضى، (مثلاً ٣-٤ وحدات من الفاكهة، ٦-١١ وحدة من الخبز والحبوب)، تكون على أساس احتياجات الشخص الطبيعي، ولكن يمكن عبر تقليل كمية إحدى مجموعات المواد الغذائية، زيادة كمية استهلاك مجموعة أخرى بنفس المقدار، بالتأكيد هذه التعديلات لها أهمية من ناحية أخرى.

مثلاً يجب الانتباه لأمر مهم هو أن سكر الفاكهة يتم امتصاصه أسرع من سكر الحبوب، وبالنسبة لمريض السكر يفضل تناول السكر بشكل تدريجي، وإن زيادة الفاكهة وتقليل الحبوب في النظام الغذائي قد يسبب اختلال في توازنه.

لذلك فإننا ننصح مرضى السكري باتباع حميات غذائية متوازنة قدر المستطاع، وليس لدينا فاكهة ممنوعة في النظام الغذائي لمريض السكري، نحن نقلل من كمية الاستهلاك ولكن نرفض المنع نهائياً لسبب مهم هو أن المنع سواء من الناحية الفيزيولوجية أو من الناحية النفسية يؤثر سلباً على المريض.

وختامًا؛ نوصيك بالاطلاع على: أسباب وعلاج مسمار القدم وعلاقته بمرضى السكري


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: