تغيرات مرحلة المراهقة وكيف يتعامل الأهل معها

مرحلة المراهقة

مرحلة المراهقة من المراحل الخطيرة في حياة كل إنسان، كما أنها تحتاج إلى طريقة معينة وأسلوب معين للتعامل من الأهل، وذلك لأن الطفل عند وصوله إلى هذه المرحلة فإنه يحتاج إلى متطلبات معينة تختلف عن متطلباته سابقًا، كما أن أسلوبه وطريقة تفكيره يختلف، ويحتاج إلى أن يشعر بالحب، والاحتواء، والانتماء.

التغيرات التي يمر بها المراهق خلال مرحلة المراهقة

يقول “الأستاذ أحمد عبدالله بن علي” وهو استشاري نفسي وخبير تربوي: أن المراهق له عدة مطالب تختلف عن مطالب الأهل.

غالبًا ما يكون حوار الآباء مع الأبناء بالأمر، أو اللّوم، ولكن أسلوب الحوار مع المراهق لا بد أن يكون مختلف، وأضاف أن فترة المراهقة تبدء من ١٢-١٤ عام، بينما للبنات تبدء من ١٠-١٤عام، ونحن في مجتمع الشرق الأوسط غالبًا ما تبدء العوامل الوراثية لدينا من ١٢ عام.

ومن الجدير بالذكر أن المراهق تكون لديه عدة متطلبات منها: الاحترام، والانتماء، فيجب أن يشعر المراهق أنه مُحترَم من الآخرين، ويجب أن يشعر أنه ينتمي إلى مجموعة معينة وليس انطوائيًا، كما أن المراهق تكون لديه دائمًا رغبة في إثبات الذات، ولكن في معظم الأحيان يفرض الأهل رغباتهم على أبنائهم ولا يتركون لهم حرية الاختيار.

أردف الأستاذ “أحمد” أنه يجب تهيئة الأبناء جيدًا لمرحلة المراهقة، فيجب غرس القيم والسلوك في الأبناء، وعند الدخول في مرحلة اضطراب السلوك يجب أن يكون الأبناء فيها مهيئين جيدًا لهذه المرحلة، لذلك عند الاهتمام والتعامل بطريقة صحيحة مع الأبناء في هذه المرحلة، لا نتعرض في المستقبل لمشاكل بسبب مرحلة المراهقة.

مُقترح: أسماء يمنع استخدامها حول العالم

تعامل الأهل مع تمرد الأبناء في مرحلة المراهقة

تابع الأستاذ “عبدالله بن علي” حديثه قائلًا أن فترة المراهقة تمر بعدة مراحل، وتبدأ من سنة ونص حتى تصل إلى المرحلة الثالثة، ويقول علم النفس أن الطفل في هذه المرحلة تُبنى لديه الغرائز، فيصبح لديه مثلًا ميول للطرف الآخر، حيث يشعر الطفل في هذه الفترة بتكوين شخصيته.

بينما المرحلة الرابعة تختلف تمامًا في الحوار وطريقة التعامل، والتي تبدأ من ٩-١٤ سنة، ومن الضروري جدًا على الأهل في هذه المرحلة تغيير أسلوب التعامل مع الطفل، والابتعاد عن أسلوب الأمر، واستعمال أسلوب التحفيز والطواعية.

الموازنة بين الحرية والانضباط في مرحلة المراهقة

من المعروف أن الحرية تعني مطلق الكمال في اتخاذ القرارات، سواء السلوكية، الجسمانية، والفكرية، ولكن مع هذه الحرية يجب أن يكون هناك انضباط يتم تعليم الطفل فيه وهو صغير، ووضع له القوانين، فمثلًا قد يريد شخص ما أن يصلي مثل ما يريد، ولكن هذا شيء خاطئ فيجب اتباع دين وعقيدة للصلاة، وهذا يعني وجود الضبط دائمًا مع مسألة الحرية.

كما يقول الأستاذ “أحمد” أن مرحلة المراهقة تبدأ تقريبًا من ١٥ عام، ومعظم الاضطرابات النفسية تبدأ من ١٥-١٨ عام، وهذه المرحلة يجب أن يكون فيها تأهيل مسبق ودمج مع التربية.

كما أنه عند دخول الطفل مرحلة المراهقة بدون تأهيل مسبق، مع ضغط من الأهل، يصبح هذا المراهق انطوائي، ويصاب باضطرابات نفسية، حيث أن آخر احصائية للإضرابات النفسية في ٢٠١٩ كانت ١٤٠٠٠ حالة نفسية تقريبًا، أو قد يشعر المراهق بعدم الانتماء، حيث أن المراهق في هذه الفترة يبحث عن الانتماء والاحتواء، ويريد إثبات نفسه.

ينصح  الأستاذ “أحمد عبدالله” الأهل بأن هذه المرحلة من حياة الأبناء مهمة جدًا، وتستطيع الجماعات ورفقاء السوء الموجودة استقطاب الأبناء في هذه المرحلة، لأنهم يكونون مؤهلين، ويبحثون عن الانتماء، وإثبات الذات، ويكون لديهم نفور من الأهل والمنزل، ويندمجون مع هذه الجماعات بشكل سريع.

اقرأ أيضًا: نصائح للتخلص من التوتر في الحياة

تعليم لغة الحوار للأبناء

ختم الأستاذ “عبدالله بن علي” حديثه قائلًا أن تعليم الطفل يبدأ من عامين ونصف، وتكون هذه المرحلة متذبذبة، فأحيانًا تكون مرحلة اتزان وأحيانًا غير اتزان، حتى يصل إلى عام ثلاث سنوات حيث يبدأ في مرحلة تكوين الجمل والكلام.

ولا بد من احترام رأي الطفل في هذه المرحلة، وتعليمه اتخاذ القرار، والتحاور والحديث معه، مما يجعل الطفل يشعر بذاته، ويستطيع الأب أيضًا أخذ معلومات عن الطفل، وفهم ما يدور داخل عقله من خلال الحوار معه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top