كيف تعلم أولادك الإدارة المالية

تمت الكتابة بواسطة:

الإدارة المالية , financial management , صورة

تحتوي التربية العملية الشاملة على الأخلاق والإيمانيات وكذلك تحتوي على القيم الاقتصادية، ولكن بين تعليم أولادنا أهمية المال وأن المال ليس كل شيء في الحياة وبين تعليمهم كل الأمور المتعلقة به نقع حتماً في بعض الأخطاء التي حتماً تُصوّر على هيئة سلوكيات خاطئة يقوم بها أطفالنا تختلف بين التبذير والحرص الزائد وغيرها من السلوكيات الغير مرغوبة والمرتبطة دائماً بالمال.

أهمية تعليم فوائد المال لأطفالنا

يقول الدكتور فلاح تميمي “استشاري في الطب النفسي”، دعونا نبدأ القول بأن المال هو شيء مهم جداً في حياة كل فرد منا لإدارة الحياة لأنه يؤثر على الحياة بكل جوانبها فبالتالي فإن الطفل لابد له من تعلم قيمة المال منذ الصغر لأنه عندما يكبر يجب أن يكون جاهزاً لإدارة المال مثل ضرورة تعلمه الأخلاق والإيمانيات وباقي الأخلاق الأخرى، لذلك يجب عليه تعلم فوائد المال واستخداماته وأضراره حتى يمكنه ترشيد استخدام المال في المستقبل.

هناك استعمالات للمال متعلقة ببعض القيم الأخلاقية مثل الكرم ضد البخل والحرص وأن الشخص يكون لديه القدرة على المشاركة وألا يكون أنانياً ومنغمساً في ذاته وأن يتعلم الصبر، أما عندما نتكلم عن الجانب العلمي للمال فإننا نكون إزاء الإدارة الصحيحة للمال وتحمل المسئولية والثقة، وبالنهاية لا يمكننا فصل الجانب التربوي عن العملي والأخلاقي للمال وقيمة المال يجب أن تُستعمل من قبل أطفالنا حتى نكوِّن بها أجزاء من شخصيتهم حيث أنه عندما لا يعرف الطفل قيمة المال فإنه سيكون طفلاً مستهتراً كما أننا حين نشغله كثيراً بالمال فقد يتعرض للحرص الزائد عن الحد لدرجة تصل إلى البخل، لذلك يجب علينا أن نوازن بين هذا وتلك.

ما العمر المناسب لتعليم أطفالنا قيمة المال وكيف يبدأ الأمر معهم

أردف ” التميمي “: كما نعرف جميعاً فإن أطفالنا هم أشخاص أذكياء لكن تختلف درجة إدراكهم وفكرهم من عمر لآخر، فهناك طفل يمكننا البدء في تعليمه قيمة المال من السنة الثانية وآخر من الرابعة والخامسة ولكن المهم في كل عمر أن نشرح قيمة المال بطريقة مختلفة حتى نجهز الطفل لفترة المراهقة وهي فترة مفترق الطرق لأن يدير المال بطريقة صحيحة أو أن يكون مبذراً أو حريصاً أكثر من اللازم.

بالإضافة إلى ذلك، يجدر الإشارة إلى أن الطفل واليافع هم أكثر الزبائن جذباً للإعلام والتسويق في العالم أجمع وبعدهما تأتي الأنثى حيث يقوم الطفل بتلبية حاجته دون أن يدرك قيمة هذا الشيء الذي يقوم بشرائه، لذلك وجب علينا دوماً مناقشة أطفالنا فيما يخص السلع وقيمتها ثم نشرح لهم فوائد ذلك وأضراره وفي حالة اختيار الطفل لسلعة معينة نحن نرفضها فيجب علينا شرح أسباب رفضنا لهذه السلعة.

على سبيل المثال، إذا أصر الطفل على شراء نوع معين من الشوكولاتة أو الحلويات فهذا قد يضر بصحته سواء كان هذا الشيء غالي أم رخيص وليس بالضرورة أن نشتريه له وفي حالة عناد الطفل وإصراره على شراء تلك الحلوى فمن الضروري أن نعلمه الصبر وألا يحصل على أي شيء وقتما يريد وكيفما يشاء لأن الطفل هو إنسان بالنهاية لديه جزء من الأنانية وفكر متصلب ويريد أن يحصل على حاجاته دون أن يفكر في العواقب، وبالتالي فهي وظيفة الأم والأب منذ البداية لوضع حدود في مسألة الشراء لطفلهم من حيث المنتج والمحتوى والسعر.

وهناك جانب في علم التربية يعتمد على الثواب والعقاب أو التعزيز الإيجابي والسلبي للطفل أي إعطاء هدية وسحب أخرى من الطفل كما أنه لا يوجد مشكلة في ذلك إذا لم تكن دوماً لأنها إذا أصبحت دائمة فإن الطفل حينئذ قد يعاني من بعض المشاكل أهمها أنه قد لا يفعل الشيء إلا عند الحصول على مردود مادي وإنما يجب أن تكون تلك المردودات والحوافز المادية في أوقات غير متوقعة من الطفل وعلى فترات مختلفة حتى نعزز بها الجانب السلوكي الإيجابي لديه.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: