توضيح حكم قراءة القرآن لغير المتوضئ ومس المصحف الورقي

حكم قراءة القرآن لغير المتوضئ

نُفصِّل ونوضِّح اليوم حكم قراءة القرآن لغير المتوضئ؛ وكذلك جواز مس المصحف الورقي من عدمه. هذا لأنّ المؤمن الحق هو الذي يسعى لأن يتعلَّم كافَّة أمور دينه التي تُقرّبه إلى ربه ﷻ والتي تجعل من عباداته وأعماله الصالحة صحيحة، وأن يقوم بها على الوجه المطلوب.

حكم قراءة القرآن لغير المتوضئ

إذا لم يكن غير المتوضئ جنبا فلا خلاف في جواز قراءته للقرآن من غير مس للمصحف، ومما يستدل به في هذا المجال ما في الصحيحين أن عبد الله بن عباس بات في بيت رسول الله ﷺ عند خالته، قال ابن عباس: (فنام رسول الله ﷺ، ‌حتى ‌إذا ‌انتصف ‌الليل، أو قبله بقليل أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله ﷺ، فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي).

قال الزرقاني في شرح الموطأ: (قال ابن عبد البر: فيه ‌قراءة ‌القرآن ‌على ‌غير ‌وضوء ‌ولا ‌خلاف ‌فيه).

واستدل الشافعية بهذا الحديث على جواز قراءة غير المتوضئ للقرآن ما لم يكن جنبا أو حائضا، قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: (ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران فيه ‌جواز ‌القراءة ‌للمحدث وهذا إجماع المسلمين وإنما تحرم القراءة على الجنب والحائض).

وقال الإمام النووي في المجموع: (أجمع المسلمون على جواز قراءة القرآن للمحدث الحدث الأصغر، والأفضل أن يتوضأ لها).

هل يجوز لغير المتوضئ مس المصحف الورقي؟

والذي لا يجوز لغير المتوضئ هو مس المصحف الورقي، قال العلامة الحطاب رحمه الله شارحا: (يعني أن المحدث يمنع من مس المصحف، هذا مذهب الجمهور خلافا للظاهرية والحجة عليهم ما في الموطإ وغيره أن في كتابه ﷺ لعمرو بن حزم: “أن لا يمس القرآن إلا طاهر”.

ويستثنى من ذلك المعلم والمتعلم فيجوز لهما مس المصحف بدون وضوء.

وعندنا في المذهب المالكي يجوز للحائض قراءة القرآن من غير مس للمصحف، كقراءتها من الموبايل، قال العلامة الخرشي رحمه الله في شرحه لمختصر خليل: (ومس مصحف لا قراءة: أي أن الحيض يمنع مس المصحف ولا يمنع القراءة ظاهرا أو في المصحف دون مس…)

وإذا كانت الحائض معلمة أو متعلمة جاز لها مس المصحف لذلك.

أما الجنب فلا يجوز له قراءة القرآن إلا اليسير للتعوذ ونحو ذلك، لما رواه أصحاب السنن عن علي -رضي الله عنه- قال كان رسول الله ﷺ يقرئنا القرآن ما لم يكن جنبا. قال العلامة الموَّاق المالكي رحمه الله في التاج والإكليل: (قال ابن عرفة: تمنع الجنابة… قراءة القرآن في أشهر الروايتين إلا كآية لتعوذ ونحوه قال مالك: لا يقرأ الجنب القرآن إلا الآية والآيتين عند أخذه مضجعه أو يتعوذ لارتياع ونحوه لا على جهة التلاوة). والله تعالى أعلم.

أضف تعليق

error: