ما حكم من يتكلم ويشوش على المصلين أثناء خطبة الجمعة؟ «تفصيل العلماء»

ما حكم من يتكلم ويشوش على المصلين أثناء خطبة الجمعة

إن مِمَّا يُحزِن الخطيب والمُصلي معًا ما يجدونه وقت خطبة الجمعة؛ وهنا نسأل: ما حكم من يتكلم ويشوش على المصلين أثناء خطبة الجمعة؟ ثم -مُستعينين بالله- نحاول أن نحصُل على إجابة لما سألنا وكذلك معلوماتٍ حول هذه الأُطروحة وما يُحاط بها من ملاحظاتٍ هامَّة لعامَّة المسلمين.

حكم من يتكلم ويشوش على المصلين أثناء خطبة الجمعة

بداية علينا أن نُفرِّق بين الكلام المُحرَّم وما هو ليس بكلام أصلا، وذلك حتى لا نتَّهِم أحدًا من المسلمين المُصَلّين بأنه أخطأ أو وقع في ما هو مُحرَّم.

لذلك؛ فقد أوضح الشَّيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- أن هناك فرق بين من يقول: الله أكبر، سبحان الله. وبين من يتحدَّث إلى غيره؛ كأن يقول: يا فلان اسكت -أو- يا فلان اجلس.. الخ.

فالأوَّلى، وهي كلمات: سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر.. وغيرها من الأذكار ليست بكلام.

أمَّا الثَّانية فهي التي لا تجوز. وذلك لما وَرَدَ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الذي جاء في صحيح البخاري «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت».

بل إن الشيخ -العثيمين- قد زاد في الأمر ملحوظة، أنه يتعيَّن على المُصَلي ألا يتحدَّث ولا يتكلَّم أثناء الخطبة، حتى وإن كان في الشارع ولم يدخل إلى المسجد بعْد.

هل هناك من آراءٍ أُخرى؟

نعم، يقول الشيخ والداعية الإسلامي محمد العريفي، أن الكلام والتشويش على المصلين اثناء خطبة الجمعة لا يجوز، حتّى وإن ناداك أحد، حتى وإن ألقى عليك أحد المصلين السَّلام، حتى وإن عطس من بجوارك.

لكِن، الشَّيْخ -العريفي- أوضَح أن كل هذا يتعلَّق بالوقت الذي يبدأ فيه الخطيب خطبته؛ فمثلا يُمكن للمصلي أن يتكلَّم -للحاجة- في وقت غير الخطبة. وذلك مثل الوقت الذي يسبِق الخطبة، أو الوقت الذي بين الخطبة الأولى والثَّانية.

كما نوَّه “العريفي” أنَّ قول “آمين” أثناء دعاء الخطيب يكون صوتٍ خافِت، وليس بصوتٍ مُرتَفِع، كما يفعل البعض.

متى يجوز الكلام وقت خطبة الجمعة؟

نعم، أعتقد أنك تفاجئت!

يقول الشيخ مصطفى العدوي -المصري- أنه إذا دَعت الضرورة الكلام أثناء خطبة الجمعة، كأن يكون هناك طابق علوي للمسجد والناس مكتظَّة في الدور السُّفلي، فيقوم رجل ويقول: اصعدوا إلى الدور العلوي. أو أن يكون هناك طفلا يعبث بسيارة خارج المسجد ويعلو صوت السيارة ومزمارها بشكل يزعج المصلين ويلهيهم ويعيقهم عن الإنصات إلى الخطبة والانتباه إليها. فلو أن أحد المصلين خاطب هذا الطفل بقوله: توقف يا ولد، أو اسكت يا غلام؛ فهذا مفسدة أقل من مفسدة صوت السيارة هذا -المزعج- الذي يُفسِد على الجميع الخطبة والصَّلاة.

يقول -العدوي-: فاخترنا أخَفَّ المفسدتين. فكُل مسألة لها ملابساتها المحيطة بها، والله أعلَم.

ملحوظة هامَّة

سبَق وأن أخبرنا أن الشيخ محمد العريفي قد صرَّح بأنه لا يجوز رد السلام على من ألقى السلام أثناء خطبة الجمعة؛ لكِن الشيخ مصطفى العدوي قال أن الإمام الشَّافعي وغيره من العلماء استثنوا من الكلام الممنوع أثناء الخطبة ثلاثة أمور:

  • رَدُّ السَّلام.
  • تشميت العاطِس.
  • الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وهُنا نوَد أن نقول أن المسألة فيها أقوال، وأهل العلم قد أفاضوا الحديث في الأمر، في ضوء ما ورد من أدلة، وما لديهم من سُبل لبيان الأحكام مثل الاجتهاد والقياس وغيرها.

أضف تعليق

error: