لقاء الفتاوى.. 5 هامَّة للرجال والنساء على حدٍّ سواء

لقاء الفتاوى.. 5 هامَّة للرجال والنساء على حدٍّ سواء

ونتابع تقديم الفتاوى الهامة لكل مسلم، رجلا كان أو امرأة؛ ليتفقَّهوا في أمور دينهم، ويعرفوا أحجام ما يمرّون عليه من مواقف وأمور. هذه الأسئلة قام الشيخ عبد السلام البسيوني بالرَّد عليها في أحد اللقاءات السالفة، وها نحن نعيد نشرها ليعم الانتفاع بها…

السؤال رقم (1): أرجو منكم الإجابة بارك الله فيكم. هل يجوز للمطلقة المعتدة أن تذهب لزيارة صديقات لها؟ طبعا في النهار.

الإجابة: ثبت الله قلبك يا طالبة الهداية ووفقنا وإياك لما فيه مرضاته، وبعد..

فلعله قد اشتبه عليك الأمر فلم تفرقي بين المحتدة والمعتدة، فأما المحتدة وهي التي مات عنها زوجها وتقضي مدة الاحداد فإنها لا تخرج إلا لحاجة، وأما المعتدة وهي التي طلقها زوجها وتقضي أيام العدة فلها أن تخرج وأن تلبس وأن تتزين وأن تفعل كثيرا من الأمور المحظورة على المعتدة، خصوصا إذا كانت تقضي العدة في بيت زوجها في حالة الطلاق الرجعي، فإن عليها أن تلبس وتتزين وتتعطر (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)، ولعل من المناسب هنا أن أقول إن كثيرا من الناس يعقدون حياة المعتدة ويفرضون عليها ما لم يفرضه الله ﷻ من الزواجر والنواهي حتى أنهم يمنعونها من الاستحمام ومن تغيير الثياب ومن النظر في المرآة، ومن النظر في التليفزيون ومن مكالمة أي رجل، وأحيانا من إضاءة الأنوار، بل يمنعونها من الذهاب للطبيب إن احتاجت لذلك بحجة أنها محتدة.

وهذا كله من التزيد والجهل وتشريع ما لم ينزل به الله ﷻ، فإن هذا كله من الأفكار الشعبية التي اتخذت صبغة الدين وعقدت حياة كثير من النساء جهلا وظلما، والله أعلى وأعلم.

السؤال رقم (2): نمتلك شقه وقيمة ايجارها نسدد منه بقية أقساطها، الباقي منه يصرف بالكامل. فهل هناك زكاة عليها؟ وكيف نحسبها؟

الإجابة: لا زكاة على البيت الذي تسكنينه والسيارة التي تركبينها والحوائج الضرورية التي لا تستغنين عنها في البيت، وإنما تبدأ الزكاة عند ملك النصاب وهو ما يساوي 85 جراماً من الذهب بعد مرور سنة كاملة عليه فائضا عن حاجتك، والله أعلى وأعلم.

السؤال رقم (3): بماذا نرد على من يقولون إن الإسلام يقر الوثنية والدليل على ذلك تقديس الكعبة.

الإجابة: غفر الله لك أيها المسلم وتجاوز عني وعنك، وبعد،

فهل يقدس المسلمون الكعبة حقا؟ وكيف يقدسونها؟ وماذا فيها؟ إن الكعبة يا أخي هي مجرد بناء فارغ من الداخل يصلي الناس فيه ((والعقبى لنا جميعا)) والناس لا يعبدونها في الواقع بل إن سيدنا عمر رضي الله ﷻ عنه حين كان يطوف بها قال: وهو يقبل الحجر الأسود والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك، فتقبيل الحجر شعيرة ليس أكثر والكعبة هي سرة الأرض ومهوى أفئدة الناس وملتقى أنظارهم يتجه إليها المسلم في اليابان والمسلم في أقصى الغرب والمسلم في النرويج في أقصى الشمال والمسلم في ديربن في أقصى الجنوب لتتحد الأنظار والقلوب والوجهة للمسلمين جميعا حيث يكون لهم نقطة يلتقون عندها، وتتحد عندها نياتهم وثيابهم ومستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية ولا يذكرون عندها إلا الله ﷻ، ولا يعظمون غيره.

هذا هو المعنى المراد، أما أن الكعبة لذاتها معبود للمسلمين فهذه مغالطة، فإنها قد هدمت وبنيت وهدمت وبنيت،، بل نعلم أنها ستهدم آخر الزمان، فكيف تظن بشيء حصل له هذا أن يكون معبودا للمسلمين فلا يفتنون بهدمه، وأما الوثنية فقد جاء الإسلام بنقضها وإزالتها، فنهى عن عبادة الأوثان ونهى عن عبادة غير الله ﷻ، ونهى عن تقديس الأشجار والأحجار والأشياء، وحتى المعبودات المعنوية كعبادة الدرهم والدينار والحزب والزعيم، كل هذا مما بعث محمد ﷺ لنقضه حتى يتجرد المسلم من كل شيء سوى الله حين يقول لا إله إلا الله، أما أن يقول لا إله إلا الله وهو يعظم معبودا غير الله فهذا أعظم الشرك ومما يلقي الإنسان إلى سواء الجحيم.

وأؤكد لك أخي أن نفسي تهفو للكعبة وأني أحبها لكنني يستحيل أن أعطيها أكبر من حجمها وهو أنها ملتقى أفئدة وأبصار وعقول المسلمين، لكنني لا أعظم إلا الله ولا أعبد إلا الله ولا أتخذ لي إلها وربا غيره ﷻ، فمن جعل الكعبة له ربا أو اتخذ غيرها معبودا فاعلم أنه من أهل جهنم ولا أعتقد أن مسلما عارفا بالله ملما بشرعه ﷻ يفهم عن الكعبة غير ما فهمت، فأرجو أن تكون قد فهمت، والله أعلى وأعلم.

⇐ ولمزيد من التثقيف.. هنا: فتاوى شرعية أسئلة وأجوبة.. بالأدلة

السؤال رقم (4): هل يجوز للبنت الحائض زياره المقابر

الإجابة: فلا أعلم سببا يمنع من زيارة المقابر غير نهيه ﷺ النساء عن الإكثار من زيارة القبور “لعن الله زوّارات القبور”، فإذا كنت تزورين المقبرة كل مدة دون صخب ولا أعمال الجاهلية كالنواح واللطم وشق الثياب فلا بأس ولا حرج عليك حتى وأنت كنت حائضا.

والذي أعرف أنه منهي عنه أثناء الحيض هو مس المصحف ((على الصحيح)) والصلاة والصيام والطواف بالبيت، أما ما سوى ذلك فلا حرج عليك فيه إذا التزمت بأدب زيارة المقابر بعدم الجلوس عليها وعدم دوسها وعدم الصلاة إليها وعدم النواح والدعاء بدعاوى الجاهلية مثل قول بعض النساء ((يا سبعي ويا جملي…الخ)) وما شابه، فهذا مما لا يليق بالمقابر.

واعلمي أختي أن زيارة المقابر ترقق القلب وتزهد في الدنيا وتشعرنا بقيمتها الحقيقية، وبقيمتنا أيضاً، والرجال أولى لأن يستكثروا من زيارة القبور كما وصاهم النبي ﷺ لأنها تذكر بالآخرة وتذكر الموت الذي ما كان في قليل إلا كثره ولا كثير إلا قلله، والله أعلى وأعلم.

⇐ وإليك هنا: التعريف بأحكام زيارة القبور

السؤال رقم (5): ما هو حكم القراءة في المصحف بغير طهارة؟ (اقصد من الحدث الأكبر). وجزاكم الله خيرا

الإجابة: حياك الله وتقبل منا ومنك، رأيي الذي ألقي الله ﷻ عليه والذي أعلم أن هناك بعض من يفتون بخلافه تساهلا أنه لا تجوز القراءة في المصحف ومسه حال الحدث الأكبر، وقد جاء في النصوص أن النبي ﷺ ما كان يحجبه أو يحجزه عن القرآن شيء حاشا الجنابة.

وأنا أعتقد أن من قداسة القرآن ومن تعظيمه ألا نمسه في هذه الحالة ولا نقرأه، خصوصا وأن عندنا البدائل بالسماع للقرآن الكريم الذي صار متاحا في كل مكان من خلال الكاسيت وفي السيارة وفي الإذاعات، فلا حجة لأحدنا لأنه سينقطع عن القرآن حال الجنابة، كما أن الرجل –وأظنك رجلا– لا يبقى جنبا ساعات طويلة دون أن يتطهر فلن يضيع عليه ورده ولن يتفلت حفظه، والله أعلى وأعلم.

⇐ طالع أيضًا: توضيح حكم قراءة القرآن لغير المتوضئ ومس المصحف الورقي

أضف تعليق

error: