قاتلة أطفال الدقهلية الثلاثة.. نظرة بحسرة

أتابع بحسرة تفاصيل الجريمة البشعة التي هزَّت محافظة الدقهلية ومصر بل وكل من تابعها من خارج مصر، أم في الثلاثينات من عمرها تقيم بإحدى قرى المحافظة، حاصلة على ليسانس تربية لغة عربية، متزوجة من مدرس للغة الإنجليزية يعمل بالسعودية، تقوم بذبح أطفالها الثلاثة ثم تلقي بنفسها أمام جرار زراعي أثناء سيره ما أدى إلى إصابتها بإصابات بالغة، وقبل أن تنوي التخلص من حياتها تترك ورقة بخط اليد تعترف فيها بأنها تخلصت من أطفالها لأنها لم تحسن تعليمهم وتربيتهم على النحو المنشود، طالبة من زوجها أن يزورهم في مقابرهم ويقرأ عليهم الفاتحة!

إن صحت المعلومات المتوفرة فإننا والله أمام كارثة وفاجعة إنسانية تتطلب تكاتف الجهود للتصدي لمثل هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع المصري!

وإزار هذه الحادثة البشعة خرجت بمجموعة من الخواطر:

  • الانتحار والذي يراد به الموت القصدي ينشأ بسبب دوافع الإنسان العدائية الموجهة للذات، وحين لا يحسن الإنسان التكييف مع الظروف التي يعيش فيها أو يفشل  في مواجهة الأزمات التي تواجهه في مسيرة حياته بسبب التعقيد في الاستجابة المتبادلة بينه وبين أدوات الاستيعاب المتعلقة بالمنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها يكون قرار التخلص من الحياة..
  • يستخف كثير من الناس بالأمراض النفسية ولا يعترفون بها، ومن ثم لا يتعاملون مع أصحابها على النحو المطلوب، فنحن مجتمعات لم تتعلم أن تتعامل مع الإنسان الميال للانتحار فضلا عن عدم قدرتنا على ملاحظة العلامات الدالة على الانتحار!
  • يجب على الرجل قبل الزواج أن يقرأ ويتعلم ويطلع على قدر كبير من نمط تفكير المرأة  وأسلوب حياتها، وكيف تكون حالتها النفسية  مثلا أثناء الدورة الشهرية، وبعد الحمل لاسيما الشهور الثلاثة الأولى، فمن الوارد أن يكون السبب وراء هذه الحادثة نوع من الاضطراب النفسي الذي يلازم بعض النساء والمعروف علميا باسم (Post partum depression)، ويجعل المرأة في حالة نفسية لا يعلمها إلا الله.
  • على خطأ كبير أولئك الذين يعتقدون أن علاج الشخص الذي تبدو عليه علامات الانتحار فقط يكمن في الوعظ الديني والتذكير بالله، إذ ليس شرطا أن يكون ضعف الإيمان سببا في حدوث الانتحار، فقد يقرر إنسان متدين أن ينهي حياته به!

فالاكتئاب وجملة أخرى من الأمراض النفسية شأنها شأن أي مرض عضوي، يسطو على الجسد فينهكه، غير أنه لا يتم التعامل معه كما يتم التعامل مع أقل مرض عضوي شهير بين الناس، رغم أنه الأخطر، لأنه يحرم الإنسان من الاستمتاع بملذات الحياة جميعها.. والأغرب فيه أن يصيب الجميع بما فيهم الطبيب النفسي الذي يعالجه..

لما قرأت  رسالة المرأة وجدت أن الدافع الذي ذكرته فشلها في تعليم الأولاد، بالتوازي مع ذلك لديها طفل في الصف الرابع الابتدائي، وهي السنة التي جعلها وزير التعليم هما ثقيلا على أولياء الأمور لصعوبة المواد حتى على المدرسين!

يجب على الجميع نشر الأمل وزرع التفاؤل بين الناس، كما يلزم تشجيع الناس والثناء عليهم لا تثبيطهم والتقليل منهم.

هناك صنف من الناس لا تقابله إلا عبوسا، يعمد أو لا يعمد عن حديثه إلى إشاعة النكد، وصارت طريقته نشر الحزن والغم بين الناس، مشمئز على الدوام، كثير الشكوى، يقيس الناس على مسطرته النفسية، فيتعجب إن رأى أحدهم فرحا وهو مغموم… ابتعد فورا عن هذا الصنف ولا تجالسه!

بعض النساء لا تقوى على البعد عن زوجها، وفي غيابه تشعر بألم نفسي قد لا يدركه الرجل، وكثير من الرجال المتغربين لا يدركون ولا يلاحظون ذلك الأمر، فمن استطاع ألا يبعد عن زوجته وأولاده فليفعل!

بقلم: سيد حمدي – بتصرّف

أضف تعليق

error: